- "أولا
يصوت البعض الى حزب "ديمقراطيي" السويد لأنهم لايحبون سياسة الهجرة
والتعددية. وهنا ليس ثمة بديل آخر. ثم ان الكثيرين من انصار "ديمقراطيي"
السويد ينتقدون بشدة وسائل الاعلام وينظرون لها بعين الشك، لانهم يعتقدون بأن
وسائل الاعلام تعامل حزب سفيريا ديمكراترنا بطريقة سيئة جداً وغيرعادلة" .
فضائح الشهر الماضي التي اصابت حزب "ديمقراطيي" السويد ادت الى ترك
ثلاثة من قادة الحزب مناصبهم، بعد ان ظهروا في شريط الفيديو الذي نشرته صحيفة
اكسبرسن. فيما ترك أخر من برلمانيي هذا الحزب مقعده في البرلمان بعد ان كذب بأنه
تعرض الى سرقة من قبل مهاجرين ولتلفظه بكلمات نابية ضد حارس في البرلمان من اصل
مهاجر. ولكن كل هذا لم يقلل من دعم الناخبين لهذا الحزب .
الباحثون والصحفيون الذين تابعوا تطور التيارات الشعبوية اليمينة في السويد
ونجاحها في الوصول الى البرلمان عادة ما يعزون ذلك الى عدد من الأسباب، من بينها
البطالة العالية عن العمل، ضعف الثقة في السياسيين والاحتجاج ضد التحديث والعولمة.
لكن السبب الذي يبدو اقوى من اي شئ آخر هو سياسة الهجرة واللجوء. وهذا ما يؤكده
البحث التي قامت به مؤسسة يوغوف، بالتعاون مع الباحث آندش سانيشتريدت والذي قارن
بين الرجال والنساء الذين يناصرون حزب "ديمقراطيي" السويد .
والنتيجة واضحة،حسب آندش سانيشتريدت: حوالي 40 في المائة من مناصري حزب "ديمقراطيي"
السويد يرون بأن سياسة اللجوء والهجرة اهم قضية بالنسبة لهم، واكثر ما ينتقدون
المهاجرين من الدول الإسلامية. لكن حزب "ديمقراطيي" السويدي يريد تلميع
سياسته. بطرح مفهوم " لا تسامح مع الافكار العنصرية "، الأمر الذي يلقى
تقديرا من قبل انصار الحزب .
- " ذلك لأن ناخبي حزب "ديمقراطيي" السويد لايرون بانتقاد
سياسة الهجرة عنصرية ً. انهم يتفقون مع طرح الحزب بأن هذا الامر ليس عنصريا وان
سفيريا ديمكراترنا يتعامل مع هذه المسألة بشكل جيد تقريباً. هنالك دعم قوي بين
الناخبين لرئيس الحزب يمي اوكيسون ولسياسته في محاولة ان يجعل الحزب منضبط ".
يقول سانيشتريدت .
الدراسات السابقة على المستوى العالمي تشير الى ان المطالبة بسياسة لجوء وهجرة
مقيدة، أمر تشترك فيه جميع الأحزاب اليمينية في اوروبا. وهذا ما يؤكده استطلاع بين
ناخبي حزب "ديمقراطيي" السويد قام به معهد العلوم السياسية في جامعة
يتبوري العام 2006. والذي يشير الى ان غالبية الذين استطلعت آراؤهم وهم 1500 شخصا
قالوا بأن المعارضة للهجرة، هو السبب الاول لاعطاء اصواتهم لحزب "ديمقراطيي"
السويد .
ولكن ماذا بشأن الشبيبة ورؤيتها ازاء هذا الحزب. ماذا تقول الدراسات ؟ .
- "المنحى يشير الى ان من الاسهل بالنسبة للشباب ان يصوتوا ل"ديمقراطيي"
السويد مقارنة بالأكبر سناً. وهذا يتعلق بأن غالبا ما يكون الاشخاص الأكبر سناً
متمسكين بالتصويت للأحزب التقليدية. من الاسهل للشباب، بشكل عام، الانظمام الى
احزاب جديدة والتصويت لاحزاب جديدة". يقول آندش سانيشتريدت، مجيباً على سؤال
فيما اذا ان صورة السويدين عن بلدهم كبلد مفتوح ومسامح تتغير، يجيب بالقول :
- " من الغريب بأنه في الوقت الذي يحصل فيه حزب "ديمقراطيي" السويد
على دعم من كل انتخاب، يكون الرأي العام بطيئا أكثر وأكثر في ايجابيته ازاء
الهجرة. وكلما تتم المناقشة، كلما يبدو الرأي العام ينحو ببطء الى سخاء اكثر فيما
يتعلق بسياسة الهجرة. ولكن هذا منحى بطيء" . ومازال هناك كثيرون يعتقدون
باننا نأخذ كثيراً من اللاجئين. من هؤلاء هنالك 41 في المائة من انصار "ديمقراطيي"
السويد". يقول خبير العلوم السياسية آندش سانيشتريدت .
المصدر : راديو
السويد باللغة العربية - أربيسكا
6/12/2012