الحاجة: صفية ( ام عبد الله )
رحمها الله من مواليد فلسطين 1925 .. وهي عقيلة الحاج مرشد عبد الله الأسعد ( أبو
عبد الله ) رحمه الله ..
في مثل هذا اليوم من عام 2002م ..
انتقلت الى رحمة البارئ العظيم .. البر الرحيم .. جدتي الحاجة: صفية حسن علي
الأسعد ( ام عبد الله ) عقيلة جدي: مرشد عبد الله الأسعد ( أبو عبد الله ) رحمهم الله ...
هي والدة كل من: الشهيدان
باذن الله الرحمن ( عبد الله الذي توفى وهو في ريعان شبابه الذي كان ينوي الزواج بامرأة
من الطين .. فزوجه الله بحور من العين ... ومحمد الذي وافاه الأجل وهو بعمر الزهور
, حيث ترك خلفه ثلاثة أطفال في ذلك الوقت هم أحلى من الزهور .. ليكون للخال محمود
الدور البارز في تربيتهم .. فكان مشرف على تربيتهم وفق منهج الله الصحيح .. فكان
لهم الأب والعم والناصح الأمين ولم يشعر أحد منهم بشيئ من التفرقة والحزازية ..
وهم الآن متغربون .. فــ لؤي في كندا .. وعبد الله في الهند
..
الحاجة صفية رحمها الله أيضا هي
والدة محمود المتواجد في ممكلة السويد والد البطل الشهيد باذن الله تعالى ( ثائر )
الذي روى بدمائه أرض بسماية في العراق الجريح ولمَ لايكون بطل وهو من عائلة عريقة
.. عائلة الشهداء باذن الله ... و الحاجة رحمها الله هي والدة أحمد ( أبو أسعد )
المتواجد في جزيرة قبرص .. وعمر ( أبو خطاب ) في الهند .. وام وسام التي تتواجد مع أخيها
أحمد في قبرص .
رغم صغر سني عندما توفيت جدتي
رحمها الله تعالى .. حيث كان عمري في ذلك الوقت اثنى عشر سنة .. لكنني أذكر طيبتها
ومحبتها للناس .. للغريب قبل القريب .
أذكرُ عندما كانت تأتي عند ابنتها
( ام وسام ) والتي هي والدتي حفظها الله .. كانت جدتي المرحومة باذن الله دائماً
وفي كل مرة تقول لي عندما تأتي عندنا: ( تعال ياستي وائل , تعال قرب لعندي) ..
فأقترب عندها حسب طلبها .. فتهمس في اذني وتقول: ( روح صيحلي أصحابك , وبالبداية صيح
اليتيم . ) .. فأذهب واصيح أصدقائي .. فتعطيهم نقوداً لوجه الله الكريم .
أذكرُ عندما كنت نذهب لزيارتها في
منطقة بغداد الجديدة .. وصناديق البيبسي تحًضر لنا من الرجل الطيب ( جمال زهري
الماضي رحمه الله ) الذي تنحدر أصوله من اجزم وتحديدا من دار ماضي الطيبين
.. فكانت رحمها الله من أهل السخاء .. لا تغرها الدنيا .. فتعطي المحتاجين
والفقراء .. في السراء والضراء .. لتنال جنة عرضها الأرض والسماء .. في دار البقاء
.
رحمها الله كانت تصلي كثيراً ..
كنت أسألها جدتي لماذا تكثرين من الصلاة؟ ,, فكان جوابها المتكرر: صلاتنا الزائدة .. هي كفارة لنا
على ما فات من أخطاء .. وكانت رحمها الله تداعب الصغار وتزرع البسمات على وجوههم
.. وكانت مرضية لوالديها .. بارة بهم والحمد لله .. مرضية لبعلها .. تخاف الله
.. تحمل قلباً نظيفاً طيباً يخلو من
البغض والشوائب .. كان لها ركيعات في جوف الليل وكانت تطيل في السجود
.
تحملت الصعاب رحمها الله ففي عام 1969
فقدت نجلها الكبير عبد الله وبعدها
بست سنوات فقدت نجلها محمد لتكون الحسرة في ذلك الوقت هي عنوان لها .. ومرت السنون
تلو السنون لتفقد زوجها الحاج مرشد رحمه الله في عام 1988 لتشرب مرة اخرى من كأس
الحسرة على فلذات كبدها و زوجها رحمهم الله أجمعين .
هكذا كانت حياة الحاجة صفية رحمها
الله .. تعب وعناء وشقاء وصبر وتحمل .. نسأل الله جل في علاه أن يتغمدها برحمته
التي وسعت كل شيئ ويسكنها بحبوحة جنانه مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن
اؤلائك رفيقاً .
وائل محمد جبر الأسعد
حفيد الحاجة صفية رحمها
الله
20/8/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع
" فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"