هل سقط فلسطينيو العراق من حسابات المسؤولين الفلسطينيين والعالم

بواسطة قراءة 3365
هل سقط فلسطينيو العراق من حسابات المسؤولين الفلسطينيين والعالم
هل سقط فلسطينيو العراق من حسابات المسؤولين الفلسطينيين والعالم

غريب أمر هذا الأعلام الذي يسلط أضواء ه المبهرة على حادثة وقوع قط في المجاري؛ في حين يتجاهل حياة عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق لمجرد كونهم لاجئين فلسطينيين، فالفلسطينيون في الحسابات العالم كله، حسب مقتضيات أوسلو وأخواتها، بما فيهم السلطة الفلسطينية هم سكان الضفة والقطاع فقط.

 

أما اللاجئين وهم زهاء ثلثي الشعب الفلسطيني فهم رقم ساقط من تعداد البشر.

 

منذ بدء الاجتياح الأميركي للعراق، قبل أكثر من ثلاث سنوات وانفلات القوى المذهبية المتعطشة للدم من عقالها، ومن ثم تنظيمها في ميليشيات مسلحة، منذ ذلك الحين بدأت عملية إبادة بشعة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق، لا لذنب ارتكبوه، بل لمجرد كونهم من المسلمين السنة.

 

وقد بدأ التحريض عليهم وممارسة العنف ضدهم تحت دعاوى مختلفة ليس أقلها أنهم من بقايا النظام العراقي السابق، وأنصار رئيسه صدام حسين.

 

وكانت الخطوة الأولى بطرد مجموعات منهم من أماكن سكنهم، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى تجمعات فلسطينية أخرى والسكن في الخيام مجدداً. كما اضطرت مجموعات أخرى منهم للهرب باتجاه الحدود الأردنية والسورية مع العراق، حيث رفضت السلطات الأردنية والسورية استقبالهم فبقوا عالقين على الحدود في ظروف غاية في البؤس والشقاء، وتفتقر لأبسط شروط الحياة الآدمية. فيما تمكنت فئات أخرى منهم من مغادرة العراق باتجاه الهند واستراليا.

 

كما جرت، ولا تزال محاولات فردية للهرب باتجاه أوروبا رغم ما لهذه الرحلة من مخاطر تهدد حياتهم، إلا أنهم عندما وجدوا أنفسهم مخيرين بالموت نتيجة عمليات تعذيب وحشية، أو الموت جوعاً وعطشاً وغرقاً فقد اختاروا الثانية.

 

وباستثناء مجموعة من اللاجئين إلى الحدود السورية الذين تم إدخالهم بعد وساطات مختلفة، فإن عدداً مهم لا يزال عالقاً في نقطة التنف الحدودية غير آمن على حياته، حيث يتعرضون لحملات مداهمة من قبل قوى عراقية مختلفة.

 

واليوم، فقط، حذرت منظمة هيومن رايتس من خطورة ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في العراق، في بيان نشرته صحيفة القدس العربي مشكورة، كما قامت رابطة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا بإصدار بيان شديد اللهجة، تحمل فيه رئيس السلطة الفلسطينية المسؤولية عن عملية الإبادة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق، خاصة بعد تصاعد هذه العملية، بمحاصرة التجمعات الفلسطينية وتخييرهم بين القتل أو المغادرة، علماً بأنهم لا يستطيعون المغادرة بسبب عدم حيازتهم للوثائق التي تثبت هويتهم. بالإضافة إلى عدم ثقتهم من عدم ملاحقة مليشيات الموت لهم.

 إننا ندعو كل الإعلاميين لكسر حاجز الصمت تجاه هذه المأساة المروعة لأنه في حال بقي القتل على هذه الوتيرة، فلن تستغرق عملية إبادة هؤلاء اللاجئين البائسين من الفلسطينيين في العراق غير أشهر معدودة هذا في حال لم يتعرضوا لحملة إبادة جماعية في حال نفذت المليشيات الطائفية تهديدها.