الملك العادل والقس - باحث وناقد مستجد

بواسطة قراءة 2630
الملك العادل والقس - باحث وناقد مستجد
الملك العادل والقس - باحث وناقد مستجد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي جعل الصدق منجاة للصادقين والكذب غرق البائسين .

لقد كثر الهرج والمرج في عجلة الحياة وهذه من علامات الزمان فترى الكذب أصبح عنوان لتسليك بضاعة الكاذب في حديثه ( الكذب ) وهو يرى إن هذا ذكاء وحسن الصنيع ومن المميزات الشخصية المقتدرة , وأدى هذا السلوك إلى نتائج وخيمة في المجتمع وانعدام الثقة بين الناس حتى إن البعض لا يثق بأقرب الناس إليه لأن الكذب طبعه ومخالطة الأمور ديدنه وكما يُقال مهما طال الكذب حبله قصير . واليكم رواية بسيطة من الأثر سأرويها وأتمنى أن تروق لكم .

كان هناك ملك عادل وقس وكان الملك يحكم بالعدل وتحبه الرعية ولكن كانت الرعية تحب القس أكثر وتفضله على ملكهم لشدة ورعه فقرر الملك ذات يوم زيارة القس والهدف هو كشف أسباب محبة الرعية وتفضيله على ملكهم فجاء لزيارته فما كان من القس إلا الترحيب به بأشد ما يكون وأخرج الأواني والملاعق والسكاكين والأطباق وكانت جميعها من الذهب الخالص وأقام القس وجبة غداء للملك وحاشيته وبعد الغذاء قام الملك ليتجول في الكنيسة ورأى غرفة سأل عنها .

قال القس إنها غرفتي فدخلها الملك ورأى فيها تابوت وبعض الأغراض القديمة التي لا تصلح للاستعمال فقال الملك لا أرى سرير نوم ؟ .

فقال القس أنا أنام في هذا التابوت فإن مت بقيت به وإن بقيت حياً عدت إلى حياتي الطبيعية , ومشى الملك ورأى غرفة أُخرى وسأل عنها قال هذه غرفة الراهبة فنظر إليها الملك فوجدها غرفة عادية وفيها سرير عادي .

وذهب الملك وأكمل جولته ثم قام القس بتوديعه بأحسن الأقوال ومضى الملك وبعد مرور فترة من الزمن جاء القس إلى قصر الملك وطلب مقابلته فتقدم وقام بتحية الملك وبعد التحية قال له القس : من سوء الأدب والتصرف أن يسرق احد حاشيتك سكين كبيرة من الذهب الخالص من الكنيسة .

فقام الملك من مجلسه وطلب بإقامة محاكمة أمام الشعب وبدأ الملك يثبت للرعية بأن القس كان يضحك عليهم وهو إنسان سيء وليس خيّر وأعطاهم الدليل والإثبات أن السكين المسروقة الملك من سرقها يوم زيارته له ووضعها بالتابوت الذي ينام به القس فبعث بأحد حاشيته فجاء بها من التابوت فعرف الجميع أن القس كاذب لم يكن ينام في التابوت بل بالغرفة التي بجانب غرفة التابوت فتدل هذه الرواية مهما طال الكذب حبله قصير .

فلا تتخيل أخي المسلم كل الناس على صراط مستقيم ولا تجعل ثقتك بهم عمياء العيش في الدنيا جهاد دائم والمتفائل يرى ضوء غير موجود والأمل دائما موجود وقد عاش المسلم مرارة الحياة ومارس حياته بضمير هادئ وبحب أكثر من زخات المطر فالحياة التي نعيشها كالقهوة التي نشربها على كثر مرارتها فيها حلاوة وإن الراحة التي يحس بها المرأ عند الشعور بالأمان مع شخص هي الراحة التي لا يمكن التعبير عنها بدقة ولا يمكن وزنها بالأفكار ولا التعبير عنها بالكلمات إنها فيض ينساب من النفس منهمراً منساباً من الأفكار والكلمات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  .


بقلم : باحث وناقد مستجد

6/11/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"