إليكم أوجه اعتذاري- ياسر الماضي

بواسطة قراءة 2892
إليكم أوجه اعتذاري- ياسر الماضي
إليكم أوجه اعتذاري- ياسر الماضي

عندما أدرك عقلي أني ولدت في أرض ليست أرضي ووطن ليس وطني وأن بيتي احتله اليهود وأننا نحل ضيوفاً لاجئين في هذا البلد المعطاء الذي أنعم علينا بجوده وكرمه ومنحنا حق الحياة في وطنه وجعلنا نشرب من فراته و نأكل من تمراته  وننام على أرضه عندها شعرت بما يشعر الضيف من صاحب البيت وعلمت أني غريب عن هذه الأرض وهذه الناس وطالما قالتها أمي يا غريب كن أديب , فكثير ما كنت احسب لخطواتي غايتها ولكلماتي محكمها وأخشى أن لا يفهم أو يشتبه معناها وصاحب البيت من حقه أن يمشي حيث شاء ويجلس كيف شاء و يتكلم ويسأل بما يشاء وكلما سمعت آذني من صاحب البيت  كلمةً  تهز وجداني وتخنق أنفاسي، توجهت أحدق ببصري بسهام اللوم ولساني الحاد إلى أمي وأهلي وجيراني لماذا جئتم بي إلى هنا أنتم السبب بما حل بنا  لماذا خرجتم من بيتنا ؟

ولماذا لم تموتوا على أرضنا وحفظتم لنا كرامتنا ؟

كيف هانت عليكم أرضنا إلا متى سأبقى أسمع هذا الكلام ؟

هل رضيتم بالبلح والدنانيرالثلاثة ؟!!!

كلمات بل طلقات  كثيرة كانت تخرج مني كصاعقة السماء تنحني أمامها جباه ,ولم أبال لرقرقة عيون أمي وهي تحبس مائها ولا لحرارة الزفير وهو يخرج حاملاً آهات وأنين الرحيل, وبعد مرور الزمن ورحيل من رحل وزال الضباب عن عيني  وبدأت الحقائق تتكشف أمامي وبان لي أن ما حدث كان يفوق إرادتكم وقدراتكم وأيقنت انه أمر حيك  بخيوط  سوداء كثيرة في ليل شديد العتمة فلا حول ولا قوة لكم بما حدث فأشهد أنكم تشبثتم بأظفاركم بأرضنا ولكن حق القدر. فمعذرة لكم  وأعذرونا بما نطقت أفواهنا ولم تع عقولنا , فمهما ضللت إذاعة الصهاينة وأبواقها الحقيقة عن خروجكم ورحيلكم  فستبقى جرائمهم في مدننا و قرانا دليلاُ وشاهداً على بسالتكم ودفاعكم وتمسكم في أرضنا وها نحن نمر بالطريق الذي سلكتموه ومررتم به لكن على أيد بني عمي فيا أبناءنا أعذرونا .


 
ياسر الماضي

15\4\2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"