هنالك الآن ثورة معلوماتية، وثروة علمية هائلة تصل لحد
الترف الفكري والتنظيري؛ إلا أن الفصام والتناقض والفجوة الكبيرة بين: العلم
والعمل.. النظرية والتطبيق.. الادعاءات والواقع.. الشعارات والأفعال، شاسعة وواسعة
جدا، وعليه كان لزاما أن نركز على تلك القضية وندندن حولها، ونتأمل كلمات السلف
الصالح فيها وما قيل في هذا الباب، عسى أن تنفعنا وعامة المسلمين ( يَوْمَ لَا
يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )[1]، وتكون لنا نبراسا نستضيء
بها في ظلمات الفتن والماديات والتخبط واضطراب السلوك وضعف الوازع الديني
والتربوي.
من الكتب الماتعة الجامعة النافعة في بابها؛ كتاب "
اقتضاء العلم العمل" للإمام الحافظ العلامة المفتي الناقد محدث زمانه؛ أبو
بكر الخطيب البغدادي ( ت: 463هـ )، وقد اعتمدت على طبعة " المكتب
الإسلامي" بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، وانتقيت 50 مقولة من
أقوال السلف وجمعتها منسوبة لقائلها مع ذكر رقم الصفحة في الكتاب الأصل ودون ذكر
سلسلة السند.
1- قال ابن رجب الحنبلي: العلم
شجرة والعمل ثمرة، وليس يعد عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً. ص14
2- قيل: العلم والد
والعمل مولود، والعلم مع العمل والرواية مع الدراية. ص14
3- فلا تأنس بالعمل ما
دمت مستوحشاً من العلم، ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصراً في العمل، ولكن اجمع بينهما
وإن قل نصيبك منهما. ص14
4- وما شيء أضعف من عالم
ترك الناس علمه لفساد طريقته وجاهل أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته. ص14
5- والقليل من هذا مع
القليل من هذا أنجى في العاقبة إذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة. ص15
6- العلم يراد للعمل كما
العمل يراد للنجاة؛ فإذا كان العمل قاصراً عن العلم كان كَلاً على العالِم؛ ونعوذ
بالله من علم عاد كَلاً وأورث ذلاً وصار في رقبة صاحبه غلاً. ص15
7- قال بعض الحكماء:
العلم خادم العمل، والعمل غاية العلم، فلولا العمل لم يُطلب علم، ولولا العلم لم
يطلب عمل، ولأن أدع الحق جهلاً به، أحب إلي من أن أدعه زهدا فيه. ص15
8- قال سهل بن مزاحم:
الأمر أضيق على العالم من عَقدِ التسعين، مع أن الجاهل لا يُعذر بجهالته، لكن
العالم أشد عذاباً إذا ترك ما علم فلم يعمل به.ص15
9- وهل أدرك من أدرك من
السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصالح والزهد الغالب في
كل ما راق من الدنيا؟ ص15-16
10-
وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في
السعي والرضى بالميسور، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم؟ ص16
11-
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها، كذلك لا تنفع العلوم
إلا لمن عمل بها وراعى واجباتها، فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل،
والرحيل قريب، والطريق مخوف والاغترار غالب، والخطر عظيم والناقد بصير، والله
تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمعاد، (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل
مثقال ذرة شراً يره). ص16
12-
عن علي قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من
عمل، وسيكون قوم يحملون العلم يباهي بعضهم بعضاً حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن
يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم إلى السماء . ص22
13-
عن عبد الله بن مسعود قال: تعلموا فمن علم فليعمل. ص24
14-
يقول الزهري: لا يرضين الناس قول عالم لا يعمل ولا عامل
لا يعلم. ص25
15-
قال أبو الدرداء: لا تكون عالماً حتى تكون متعلماً، ولا
تكون بالعلم عالماً حتى تكون به عاملاً. ص26
16-
عن سهل بن عبد الله قال: العلم كله دنيا، والآخرة منه
العمل به. ص28
17-
عن سهل بن عبد الله قال: الدنيا جهل وموات إلا العلم،
والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص، على خطر عظيم
حتى يختم به . ص29
18-
قال يوسف: بالأدب تفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل،
وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة تفهم الزهد وتوفق له، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك
الدنيا ترغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة تنال رضى الله عز وجل . ص31
19-
عن أبي عبد الله الروذباري قال: من خرج إلى العلم يريد
العلم لم ينفعه العلم، ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم. ص31
20-
عن مالك بن دينار قال: إن العبد إذا طلب العلم للعمل
كسره علمه، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجوراً أو فخراً. ص32
21-
قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب إذا أحدث الله لك علماً
فأحدث لله عبادة ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس . ص35
22-
عن الحسن قال: همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء
الرواية. ص35
23-
عن علي بن أبي طالب قال: هتف العلم بالعمل فإن أجابه
وإلا ارتحل. ص36
24-
عن فضيل بن عياض قال: لا يزال العالم جاهلاً بما علم حتى
يعمل به، فإذا عمل به كان عالماً . ص37
25-
عن عبد الله بن المعتز قال: علم بلا عمل كشجرة بلا ثمرة.
ص37
26-
وقال أيضاً: علم المنافق في قوله، وعلم المؤمن في عمله.
ص38
27-
عن أبي الدرداء قال: إنما أخاف أن يكون أول ما يسألني
عنه ربي أن يقول: قد علمت فما عملت؟ ص41
28-
قال عيسى بن مريم: إلى متى تصفون الطريق إلى الدالجين
وأنتم مقيمون مع المتحيرين؟! إنما يبتغى من العلم القليل ومن العمل الكثير. ص44
29-
عن علي بن أبي طالب قال: الزاهد عندنا من علم فعمل، ومن
أيقن فحذر، فإن أمسى على عسر حمد الله، وإن أصبح على يسر شكر الله، فهذا هو الزاهد
. ص45
30-
قال أبو الدرداء: ويل للذي لا يعلم، وويل للذي يعلم ولا
يعمل سبع مرات. ص47
31-
عن يحيى بن معاذ الرازي قال: مسكين من كان علمه حجيجه،
ولسانه خصيمه، وفهمه القاطع بعذره. ص53
32-
عن سري بن المغلس السقطي قال: كلما أزددت علماً كانت
الحجة عليك أوكد. ص53
33-
عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ قال: كل من
لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فالعلم حجة عليه ووبال . ص53
34-
سمعت سفيان الثوري يقول: ليتني لم أكتب العلم وليتني
أنجو من علمي كفافاً لا علي ولا لي . ص55
35-
عن محمد بن واسع قال: قال لقمان لابنه: يا بُنيَّ لا
تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم. ص56
36-
عن إبراهيم بن أدهم قال: خرج رجل يطلب العلم فاستقبله
حجر في الطريق فإذا فيه منقوش: اقلبني تر العجب وتعتبر، قال: فأقلب الحجر فإذا فيه
مكتوب: أنت بما تعلم لا تعمل كيف تطلب ما لا تعلم؟ قال: فرجع الرجل. ص59-60
37-
عن سفيان عن أبي حازم قال: رضي الناس من العمل بالعلم
ورضوا من الفعل بالقول . ص61
38-
عن ابن مسعود قال: إني لأحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه
بالخطيئة يعملها. ص61
39-
عن مالك قال: قرأت في التوراة: إن العالم إذا لم يعمل
بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا. ص62
40-
عن الحسن يقول: من طلب العلم ابتغاء الآخرة أدركها، ومن
طلب العلم ابتغاء الدنيا فهو حظه منه. ص66
41-
عن ابن عيينة قال: قال عيسى عليه السلام: يا علماء السوء
جعلتم الدنيا على رؤوسكم، والآخرة تحت أقدامكم، قولكم شفاء وعملكم داء، مثلكم مثل
شجرة الدفلي تعجب من رآها وتقتل من أكلها. ص67
42-
قال عمر بن الخطاب: لا يغرركم من قرأ القرآن إنما هو
كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به. ص71
43-
عن سلام بن أبي مطيع قال: سمعت أيوب السختياني يقول: لا
خبيث أخبث من قارىء فاجر. ص75
44-
عن الأوزاعي قال: أنبئت أنه كان يقال: ويل للمتفقهين
لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات. ص78
45-
عن الشعبي قال: إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث
فرويناه ولكن الفقهاء من إذا علم عمل. ص79
46-
عن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم
الجدل ومنعهم العمل. ص79
47-
عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال: كنا نستعين على حفظ
الحديث بالعمل به. ص90
48-
عن مالك بن دينار قال: تلقى الرجل وما يلحن حرفاً وعمله
لحن كله. ص91
49-
عن إبراهيم بن أدهم قال: أعربنا في الكلام فما نلحن
ولحنا في الأعمال فما نعرب. ص91
50-
عن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة: كما تَدِينُ تُدان
وكما تَزرعُ تَحصُد. ص98
28- شوال- 1434هـ
4-9-2013م
"حقوق
النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر
المصدر"