بسم الله الرحمن الرحيم
المشاحنات او الشجار الذي حصل يوم امس في دائرة الضمان الاجتماعي (الولفير) له انعكاسات كبيرة ومستقبلية على وجودنا في جزيرة قبرص بشكل خاص ونظرة المجتمع الاوربي لقضيتنا بشكل عام تضاف الى سلسة الظروف القاسية التي تحيط بنا نتيجة غياب الحقوق والحقائق التي اصبحت من القضاية المبهمة وصعبة المنال على المدى القريب والبعيد .
ان قضيتنا و الظروف التي نعيشها في جزيرة قبرص تحتاج الى دبلوماسية لكي نستطيع التعامل معها بشكل يجعل الطرف الاخر يتقبل طرحنا و يتعامل مع قضيتنا على انها قضية يجب ان تصل الى نقطة نهاية تخدم جميع الاطراف , ولكن وللأسف تحولت هذه الدبلوماسية الى شجار مع من نتحاور معهم في قضايا مهمة ومصيرية واهم تلك القضايا قضية تقرير المصير وضمان التعايش والاندماج والقضاء على العنصرية وتوفير سبل العيش الكريم لكي نستطيع بناء مستقبل جديد لنا وللأجيال القادمة .
كيف لنا بأن نقتل روح العنصرية وما حصل يوم أمس وقد اصبح وأمسى على انظار ومسامع جميع شرائح الشعب القبرصي بمن فيهم العنصريين وغيرهم ,كيف لنا بأن ندمج مع شعب رأى ما حصل وسَمع تصريحات المسؤولين القبارصة عن تلك الحادثة ,كيف لنا بأن نطالب بحق تقرير المصير بين اوساط شعب بدء يرسم افكار وصور عن مدى تأثيرنا عليهم ,هذه الاسئلة اصبحت تدور في رؤوس الشعب القبرصي ومسؤوليهم ومحور حديثهم ,هل قضيتنا تتحمل فوق ما عليها من صعوبات لنضيف لها السم لقتلها وننعاها الى الأبد.
ان قلمي اليوم لم يأتي لكي يتعاطف مع الحكومة القبرصية والشعب القبرصي ولكن ليكن القلم صادق في التعبير حتى لو كانت كلماته على حساب صاحبه ,ولكن عندما يخط القلم كلمات تصدق في وصف جميع الاطراف سيكون مسموع وهدفه فعال في التوجية والتوازن في نقل الصورة الى من يهمة الامر.
كلنا عاشَ المعاناة والتضييق مع مكتب العمل ودوائر الولفير في الفترة الاخيرة وقد تكلمنا عن تلك المرحلة التي ما زالت قائمة الى يومنا هذا ,ولكننا لم نفقد الأمل لحد الان من التوصل مع الجهات المعنية رغم عدم جدوى العديد من الجهود التي سُعيت من اجل نقلنا الى بر الامان والاطمئنان النفسي لقلب تلك الصفحة من سجل المعاناة ,,فهنالك العديد من الابواب ما زالت موجودة نستطيع ان نطرقها وتتقبل منا التحاور ,ولكن يجب ان يكون هذا التحاور مبني على الدبلوماسية والدقة وفهم الحالة وليس مبني على المشاركة والقيادة فقط ,,نعم المشاركة والقيادة مطلوبة في مثل قضيتنا فهي المسؤولة عن النتائج مهما كانت ولكن يجب على تلك القيادة ان تكون لها مركزية تمثل الجميع ولا تمثل اشخاص او كيانات وتكون حريصة كل الحرص باي خطوة تخطوها وتحليل النتائج قبل وقوعها سواء كانت ايجابية ام سلبية عندها سوف تكون تلك القيادة في المكان الصحيح ونستطيع قلب الموقف للصالح العام باتجاة نتائج ايجابية .
وسأضرب مثال ما حصل يوم أمس ,,فعند الاستفسار عن سبب تأخر المعونة لهذا الشهر قبل وقوع حادثة يوم أمس ,,تبين هنالك جرد لجميع ملفات اللاجئيين في دائرة الضمان الاجتماعي لأسباب لا نعرفها قد تكون حسابية او ادارية وهذا على لسان موظفين في تلك الدائرة ,, وان المعونة سوف تتأخر الى منتصف الشهر الحالي ,, ولكننا لم نسمع بأن المعونة سوف تنقطع الى الابد ,,انا اتكلم عن الوضع الذي نحن فيه الان ,,ربما البعض يقول لي بان المعونة غير مستمرة وسوف تنقطع وغيرها من الامور التي تتحمل الصواب والخطأ في نفس الوقت ,,ولكننا نتحدث عن سبب تأخير المعونة فقط وليس عن احتمالات مستقبلية قد تكون حقيقية لكي لا نفقد الهدف من كتابة الموضوع والعبرة من تلك القضية لتكون لنا درساً في خطواتنا القادمة ,,, هنا لنتكلم عن القيادة التي سعت الى التعبير عن رفضها لتأخير المعونة ,, ان خطوة التعبير عن رفض تأخير المعونة لم تأتي بعد لاننا لم نصل الى منتصف الشهر الحالي وهذا خطأ,, الية التعبير عن الحالة لم تكن مدروسة من حيث الخطوات وتسلسلها ,,, استخدام اشخاص غير مؤهلين ويصعب السيطرة عليهم عند حصول اي رد فعل من الطرف الاخر ,,فمن خلال مقطع الفيدو شاهدنا شباب لا تتجاوز اعمارهم 16 عاماً قد تقدموا عملية الدخول الى دائرة الولفير ومن يقودهم في الخلف مما سهل عملية الصدام بينهم وبين الرجل الامني وحصل الشجار وقد تضاربت المصادر عن فتيل ذلك الصدام ,, وفي النهاية حصل الذي حصل وانقلبت الامور الى غير مصلحتنا ,,مما زاد سخط الشارع القبرصي على وجود اللاجئين بشكل عام ومنهم الفلسطينيين بشكل خاص خصوصا بعد مصادرة كامرة احد المتواجدين في قلب الحدث و قام التلفزيون القبرصي بعرض محتواها في كل نشرة اخبار ليوم امس .
ان تعبير الانسان عن ما بداخله شئ جميل ولكن ضمن الحدود التي تسمح للجهة المقابلة سماع وتقبل هذا التعبير من الطرف المقابل وتحقيق مطالبة ,,وهذه رسالة الى جميع الشباب وأولياء الامور لتوعية ابنائهم بقدسية التعبير عن الرأي بكل حضارية وعقلانية فنحن شعب ظلمنا كثيراً في مسير حياتنا ولكن من الصعب ان يقع علينا الظلم من فعل ايدينا ,, مما يتيح الفرصة الى من ظلمنا بأن يـُقنعنا بأن لا حق لنا عنده.
وفي النهاية ...يا قادتنا عليكم دراسة جميع الخطوات وتسلسلها للتعبير عن قضيتنا بشكل يضع الجميع في المواقف التي من شأنها تجعل الاخرين يؤمنوا بقضيتنا واننا اصحاب حق ونستحق بأن يحق الحق علينا ,,فعندما تكونوا في المقدمة سوف تتحملون كافة النتائج عن اي خطوة تخطوها وسيأكل الجميع من حصاد ما زرعتم سواء بالايجابية او السلبية لا سامح الله ,,فمن لا يجد في نفسة القدرة على القيادة ليترك الفرصة لغيره ,,قال رسول الله صلى الله علية وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته.) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم....ومن الله التوفيق
ابو الوفا- قبرص
11/2/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"