حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد (ابو احمد الملحم)

بواسطة قراءة 5430
حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد (ابو احمد الملحم)
حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد (ابو احمد الملحم)

حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية:

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد

من المعروف في ديننا الحنيف أن يكون المسلم متميزا بدينه وعاداته وتقاليده ومظهره ومخبره عن ملل الكفر كلها وهذا هو معنى الغربة التي وصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون الملتزمون بدينهم وسنة نبيهم علما وعملا حيث قال صلى الله عليه وسلم : : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) . رواه مسلم (145)

قال السندي في حاشية ابن ماجه :

(غَرِيبًا) أَيْ لِقِلَّةِ أَهْله وَأَصْل الْغَرِيب الْبَعِيد مِنْ الْوَطَن ( وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ) بِقِلَّةِ مَنْ يَقُوم بِهِ وَيُعِين عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَهْله كَثِيرًا (فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) الْقَائِمِينَ بِأَمْرِهِ ، و"طُوبَى" تُفَسَّر بِالْجَنَّةِ وَبِشَجَرَةٍ عَظِيمَة فِيهَا . وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ نُصْرَة الإِسْلام وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ يَصِير مُحْتَاجًا إِلَى التَّغَرُّب عَنْ الأَوْطَان وَالصَّبْر عَلَى مَشَاقّ الْغُرْبَة كَمَا كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر اهـ .." الإسلام سؤال وجواب"

ومع الأسف رأينا بعض المسلمين من يحاول التشبه بالكفار والاقتداء بهم دون الإحساس بخطورة هذا الفعل الذي نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث  قال :

(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن) رواه البخاري.

 ونجد أن كثير من المسلمين اليوم يتشبه بالكفار الذين  يحتلون بلاد المسلمين ويعملون في أهلها قتلا وتشريدا وهم أساس مشاكلنا ولكنها الانهزامية العقدية والنفسية أمام الحضارة الغربية الزائفة فهم صدق بهم قوله تعالى "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الأخرة هم غافلون ". الروم .ومما آلمني أني سمعت  بعض إخواننا من فلسطيني العراق يتجهز للاحتفال برأس السنة الميلادية ويريد أن يسافر من البلد التي هو فيها إلى بلد أخر يكون فيه الاحتفال أجمل بالنسبة له هذا علاوة على أن  كثير من إخواننا الذين يقطنون بلاد الكفار قد يحتفلون في البيوت أو مع أهل البلد الذي هم فيه وهذا من آثار السكنى في تلك البلاد الكافرة لمن خف دينه أو قلت عقيدته وليعلم الأخ المسلم أن الدنيا قصيرة والموت يأتي بغتة ولا يعرف كبير ولا صغير ولا غني ولا فقير قال تعالى "قل إن الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم "الجمعة.

وفي الاحتفال برأس السنة الميلادية محاذير شرعية منها :

 

1- التشبه بالكفار: لان التشبه بالكفار محرم وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بشيء ديني عندهم ومعروف أن احتفالهم برأس السنة هو أمر ديني عندهم . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم  " من تشبه بقوم فهو منهم ". رواه أبو داود وقال عنه الألباني رحمه الله : حسن صحيح ( صحيح أبي داود 2/761) وهذا تهديد خطير ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .  كما إننا امة مستقلة لنا ديننا وعادتنا وأعيادنا المستقلة التي لا نشارك الكفار بها .

2- أن المشاركة في أعيادهم نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى" :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(51)المائدة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرًا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة((الاقتضاء 1/490)

3- إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " صحيح الجامع رقم (7812( و عيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية.:قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم. أهـ

4- قال تعالى: "و الذين لا يشهدون الزور ..." الآية: فسرها العلماء بأعياد المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك. فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر) (الاقتضاء 2/519-520).

 

فتوى للشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله في حكم التهنئة بأعياد الكفار:

السؤال : ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .

 

الجواب :

 

تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب

(أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضي به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

 

وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

 

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .

 

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

 

والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ).

 

مما سبق يتبين أن مشابهة الكفار أمر محرم شرعا ولتكن لنا أسوة حسنة  في إبراهيم عليه السلام قال تعالى "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير "أخي المسلم لا توجد آيات بهذا الوضوح في مسألة الولاء و البراء حيث يأمرنا الله بالتأسي بإبراهيم و الذين معه و هم المؤمنون  ففيم نتأسى بهم ؟

 

في قولهم لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله

فقد تبرأوا منهم على الرغم من أنهم قومهم و كذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما حارب في بدر حارب أهل مكة و هم أهل بلده و وطنه

ذلك أنهم كفروا بالله

و البراءة هنا من كفرهم و منهم أيضا ليس من كفرهم فقط..

اخي المسلم الحبيب فليكن لنا عزة في ديننا ولنتمسك ونفتخر به ففيه عزة الدنيا والفوز بالاخرة واعلم اخي ان الدنيا سويعات فانية فلنغتنمها في مرضات الله وطلب مغفرته.

 

اخوكم :وليد (ابو احمد الملحم)

تعقيب على تعليقات موضوع حرمة مشاركة النصارى بالاحتفال بالسنة الميلادية