د. بهمن ديبا : "الإسرائيليين" والإيرانيين حلفاء طبيعيون – إيهاب سليم

بواسطة قراءة 3122
د. بهمن ديبا : "الإسرائيليين" والإيرانيين حلفاء طبيعيون – إيهاب سليم
د. بهمن ديبا : "الإسرائيليين" والإيرانيين حلفاء طبيعيون – إيهاب سليم

إيهاب سليم – السويد

كتبَ الدكتور بهمن ديبا صاحب الكِتاب الحديث " مشاكل "الجمهورية الإسلامية" الإيرانية : كيف لا تحكم بلد ", مقالة بِعنوان " "الإسرائيليين" والإيرانيين حُلفاء طبيعيون " في السابع والعشرين من مارس اذار الماضي , أتهمَ فيها النِظام الحاكم في إيران بالتظاهر بأن هنالك عداء عميق بين الأيرانيين و"الإسرائيليين" .

ويُضيف ديبا الذي يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي : " يتظاهر النِظام في إيران بأن هنالك عِداء عميق بين الإيرانيين و"الإسرائيليين" , وعلى الجانب الآخر يُحاول النظام الإيراني إثبات بأن الشعب الأيراني يرعى الفلسطينيين بِشكل خاص - دعونا نقول بأن شعورهم يختلف عن شعورهم تِجاه الشيشان في روسيا - كُل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصِحة ", بحسب الدكتور ديبا .

ويكمل الدكتور ديبا الذي عملَ في وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية لِمُدة 14 عاماً : " الايرانيون لا يشعرون بأي عداء تجاه "الإسرائيليين" والفلسطينيون ليس لهم مكان خاص في قلوب الإيرانيين , فقد كانَ للإيرانيين دوراً كبيراً في التاريخ اليهودي القديم وذُكرَ أسم حاكم بلاد فارس سيروس في التوراة عدة مرات وحرر ملك الفُرس الأخمينية كورش الكبير اليهود الذين كانوا يعيشون في المنفى تحت الأسر في بابل وسمحَ لهم بأن يعودوا للقُدس بل وساعدهم على بناء "هيكلهم" الرئيسي , وهذه الأحداث هي مُناسبات لبعض من أهم احتفالات اليهود ", بحسب الدكتور ديبا .

ويُضيف الدكتور ديبا الذي يشغل منصب مُستشار كبير للشركات الأمريكية في منطقة الشرق الاوسط وأسيا الوسطى حول الطاقة : " هذا مصدر فخر كبير بالنسبة للإيرانيين وحملة راية التسامح الديني وحقوق الإنسان واحترام الآخر , بالإضافة إلى هذه العلاقات التاريخية هنالك العديد من أوجه التشابه بين إيران و"إسرائيل" مثل :

1- إيران مثل "إسرائيل" , دولة غير عربية في الشرق الأوسط , وقد ذكرَ امير طاهري وهو صحفي إيراني بارز في مقالته : " لو لم تكن "إسرائيل" موجودة , لتوجهت حركة القوميين العرب التي سيطرت على الساحة السياسية العربية في حقبة ما بعد الحرب إلى تركيا وإيران , وحتى اليوم جامعة الدول العربية تقول بأن لواء الأسكندرون التُركي هو أراضي عربية مُغتصبة وتَعتبر مُحافظة خوزستان الإيرانية بأنها أراضي عربية مُحتلة " .

2- إيران و"إسرائيل" على حد سواء أتباع دين يختلف عن العَرب , مُعظم "الإسرائيليين" من اليهود ومُعظم الإيرانيين من الشيعة , الإيرانيون ليسوا خطيرين بالمقارنة مع سلوكيات شعوب الدول العربية , ومن المُتفق عليه من قبل بعض الباحثين ان اختراع الطائفة الشيعية من قبل الإيرانيين جاءَ كنوع من أداة لتكون مُختلفة من العَرب السنة .

3- إيران مثل "إسرائيل" مُتهمة مِن قبل العَرب بأنها دولة تحتل أراضي عربية وترتبط حالة إيران بسيطرتها على الجُزر الثلاثة في الخليج "الفارسي" وقد وضعت دولة الامارات العربية المتحدة مطالبها بهذه الجُزر" , بحسب الدكتور ديبا .

ويُضيف الدكتور ديبا الذي يظهر على البرامج الحوارية في إذاعة صوت أمريكا : " شعب إيران لا يشعر بأن هنالك التزام خاص للدفاع عن حقوق الفلسطينيين , هنالك عدد لا يُحصى من البلدان العربية تمتلك المال والسُلطة والعلاقات الطيبة وهم في وضع أفضل بكثير للدفاع عن الفلسطينيين , وفي الواقع العرب بمن فيهم الفلسطينيون لم يطلبوا أو يرحبوا بتدخل النظام الإيراني في القضية الفلسطينية " , بحسب الدكتور ديبا .

ويكمل الدكتور ديبا الناشر للعديد من الكُتب بالفارسية والانجليزية : " كانَ من أهم الأعمال خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) الهجوم "الإسرائيلي" الجريء ضد المُنشآت النووية في بغداد (اوزيراك) , والخُميني بنفسه قالَ لو تمكنَ صدام حسين من استكمال القُنبلة النووية لما ترددَ ثانية واحدة من استخدامها ضد إيران " , بحسب الدكتور ديبا .

واختتمَ الدكتور ديبا مقالته بالاشارة الى محاولة النظام الإيراني التشبث بشعار القضية الفلسطينية للتخلص من المشاكل الداخلية في بلاده : " ادعى رئيس إيران بأنه ينوي أن يمحي "إسرائيل" وأن المحرقة غير موجودة , ومع ذلك الكثير من العرب الذين لا يجرؤون التحدث عن أنفسهم كانوا سعداء , لكن أظهر بعض الناس في إيران خلافهم مع الرئيس بالسؤال : " لِمن انتَ رئيس ؟ هل أنتَ رئيس الإيرانيين أم الفلسطينيين ؟ هل لا توجد مشاكل في إيران كي نحل المشاكل التي تعاني منها الدول الأخرى ؟ " , بحسب الدكتور ديبا .

 

إيهاب سليم

9/4/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"