متى يبقى اللاجئ الفلسطيني مغترب في الشتات ؟ ومتى يبقى بعيداً عن فلسطين ؟ - وائل الأسعد

بواسطة قراءة 1961
متى يبقى اللاجئ الفلسطيني مغترب في الشتات ؟ ومتى يبقى بعيداً عن فلسطين ؟ - وائل الأسعد
متى يبقى اللاجئ الفلسطيني مغترب في الشتات ؟ ومتى يبقى بعيداً عن فلسطين ؟ - وائل الأسعد

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يبتعد الإنسان عن موطنهِ ,, أو البلد الذي ولدَ فيه ,, أي محل ولادته  ،، عندها يشعر بشيء ما غريب في داخله , ربما هو الحنين , أو الشوق لبلده أو للبلد الذي احتضنه .

هذا هو حال فلسطينيو العراق في الشتات ، تغربوا وبعدوا وأصبحوا بعيدين كل البعد عن كلا البلدين : ( فلسطين و العراق ) , بعيدون عن البلد الأصلي ( الأم ) فلسطين , والبلد الذي احتضنهم كأي أم تحتضن ولديها , يكفي أن هذين البلدين هما بلدان عربيان و قبل ذلك : (مسلمان ) , يعلو فيهما صوت الأذان والمؤذن يردد بأعلى صوته : ( الله أكبر ) , على عكس غالبية دول الغرب التي تخلو من الأذان الجهري , و لكن ما نقوله : هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى , ولا اعتراض على حكمه , وهذا هو نصيب فلسطينيي الشتات .

حدثني شخص فلسطيني , صديقٌ لي , وهو بمثابة أخي الأكبر وقال لي ... سأبوح لك بــ بضع كلمات ، عسى ولعَّل الاستفادة منها , كما استفدت أنا منها كذلك , قال لي  :

الغربة : قد تأخذ منكَ أحدى هذه النقاط الثلاث ... و النقاط هي كالتالي :

النقطة الأولى : إما أن تأخذ منكَ ... شرفك ! .

النقطة الثانية : إما أن تأخذ منكَ ... صحتك ! .

النقطة الثالثة : إما أن تأخذ منكَ ... شبابك ! .

فأجبته : و كيف ؟

فقال :

أمّا الأولى ... فــ أنت بعيدٌ عن بلدك العربي الإسلامي , و متغربٌ في بلاد الغرب ( أوروبا ) ، والمعروف ان دول الغرب كل شيء موجود فيها فــ ستتعرف على صحبة ، وستخالط ( الأجانب ) وستقوم بأخذ عاداتهم وتقاليدهم رويداً رويداً من غير أن تشعر , إلا اللهم حالات نادرة ، وليس ببعيد ( لا قدر الله ) أن تقع في الحرام , و بذلك ستنطبق عليك مقولة : ( كما تدين تدان ) , انتبه و احذر .

أمّا الثانية ... بعد أن تعرفت على أناس كثيرين , وصحبة كثيرة وفي بدايتك لا تعرفهم إن كانوا صحبة صالحة ,,, سيئة ,, إن كانوا صالحة فــ خير على خير , وإن كانوا العكس ( والعياذ بالله ) فهذه طامة كبرى , وهم من المؤكد : ( يدخنون , شاربي خمر , غير ملتزمين ... ) و بذلك : كلمة من هذا وكلمة من ذاك فتصبح مثلهم أو ستكون على الطريق الخطأ من بدايتك ... و في الأخير ستخسر صحتك .

و أمّا الثالثة ... أنت متغرب في أوروبا , بعيدٌ عن بلدك , أهلك , أصدقائك ، خلانك , ويمضي بك العمر دون أن تحس بــ شبابك , بعكس عندما تكون قريبٌ على أصحابك ، وأهلك وأبناء عمومتك في بلدك الإسلامي ,, وبذلك ... ستخسر شبابك والعمر يمضي ... وهذه النقطة أعتقد هي الأقرب والأريح لك في حال إن كنتَ ستخسر إحدى النقاط الثلاث المذكورة أعلاه ( لا قدّر الله ) .

تساؤلات عديدة تراود ذهني ,, متى نستقر في بلاد عربية مسلمة ؟ ,, و متى نعيش بأمان واستقرار وراحة بال ؟ ,,  بل متى نرى عروستنا ( فلسطين ) ونعيش على أرضها و نشرب من مياهها ونصلي في أقصاها وأقصى المسلمين .. ( المسجد الأقصى ) ؟ .

الله ربي اسأل أن يجعلنا من عباده الصالحين , و أن يهدي شباب المسلمين للحق والهداية , وأن يهديهم للصراط المستقيم ,,, اللهم آمين ,,, هذا والحمدُ لله رب العالمين .


ملاحظة : سبق وأن نشرت الموضوع في المنتدى الرسمي لفضيلة الشيخ د. محمد العريفي (( للتنويه فقط )) , كما قمت بإضافة وتعديل للموضوع , مع الشكر للجميع .


بقلم : وائل الأسعد

29/11/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"