مدة التوجه للقبلة الأولى المسجد الأقصى – رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 39300
مدة التوجه للقبلة الأولى المسجد الأقصى – رشيد جبر الأسعد
مدة التوجه للقبلة الأولى المسجد الأقصى – رشيد جبر الأسعد

مدة التوجه للقبلة الأولى المسجد الأقصى

حينما صلى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه الكرام رضي الله عنهم

سنوات عديدة وليست أشهر

بقلــــــم : رشـيـد جـــبر الأسعــــد (أبو محمد)

بكـــالـوريـوس تاريــخ / كـــاتب فلسطينـــــــــــي

ربيع الثاني 1433هـ الموافق أذار 2012 م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له .

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

{يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنت مسلمون} [آل عمران : 102] .

{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير} [الإسراء : 1] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى المسجد الأقصى وإلى مسجدي هذا ) [صححه الألباني] .

معظم المصادر والمراجع حين تتناول أهمية التوجه بالصلاة نحو القبلة الأولى المسجد الأقصى المبارك , تقول بعد هجرة المصطفى محمد صلى  الله عليه وسلم توجه , أو استمر بالصلاة بالتوجه للقبلة الأولى نحو المسجد الأقصى ، لمدة 16 أو 17 شهرا الكثير قفز فوق الفترة المكية، الكثير اختزلها، الكثير تجاهلها ولكن عن غير عمد، ألا وهي قبل هجرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو في مكة توجه المسلمون للصلاة ، تجاه المسجد الأقصى سنوات عديدة ، ومن هذا البحث أدعو المؤرخين والكتاب ، العرب المسلمين أن يدرسوا هذه الحالة ، ويعيدوا النظر في حساباتهم فقد ثبت تاريخيا وعلميا إن المسلمين في مكة توجهوا للصلاة تجاه المسجد الأقصى في القدس عدة سنوات وهذا يعزز أهمية المسجد الأقصى ومكانته في عقيدة المسلمين وفي تاريخهم .

ولا بأس من إيراد بعض النصوص التاريخية والمعاصرة التي تؤكد ان توجه المسلمون للصلاة تجاه المسجد الأقصى في مكة المكرمة هي عدة سنوات ، ما عدا بعد الهجرة للمدينة مدة 16 أو 17شهراً إضافةً لسنوات الفترة المكية .

فقد ذكر الأستاذ فؤاد كاظم المقدادي (المؤرخ والباحث)، ذكر في احد كتبه الذي يتناول الرد على تخرصات المستشرقين، اذ كتب :

(على ان قضية القبلة لم تكن بالشكل الذي عرضه ((كاستر)) هذا من ان الرسول صلى الله عليه وسلم غير القبلة عندما اختلف اليهود، بل كان أمرا إلهيا للرد على دعوى اليهود التي رددها ((كاستر)) في قوله السالف من تبعية الاسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لهم بدليل اتخاذه ((بيت المقدس)) التي هي قبلة اليهود قبلة للمسلمين، وبهذا الامر الالهي تميز المسلمون من اليهود بجعل الكعبة المشرفة قبلتهم دون سواهم .

المؤرخ  ابن القدس الدكتور كامل جميل العسلي (رحمه الله)، ذكر ان المسلمين توجهوا للصلاة نحو المسجد الاقصى 11 سنة، وان هذه الحقيقة كانت خافية على كثير من المسلمين والمؤرخين، اذ كتب :

(بقيت القدس قبلة المسلمين مدة تتجاوز الاحد عشر عاما، مع ان الكثيرين كانوا يعتقدون انها كانت قبلة لمدة سنة ونصف فحسب بعد الهجرة، الى ان امر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة الى الكعبة في السنة الثانية للهجرة – ظلت القدس قبلة ابتداءا من سنة 612 م للميلاد، السنة التي فرضت الصلاة، وانتهاء لسنة 724 للميلاد السنة التي حولت فيها القبلة الى مكة، وتبين من دراسة المقامات والترب والمقابر الاثرية في القدس ان تسعة من صحابة رسول الله دفنوا في القدس، ثلاثة منهم في مقبرة باب الرحمة، وستة في انحاء اخرى من المدنية) .

يضيف المؤرخ المقدسي الدكتور العسلي :

واتضح إن آيات القرآن الكريم نزلت على الرسول الكريم في ثلاثة مدن هي مكة والمدينة والقدس ، إذ ان الآية الكريمة رقم (45) من سورة الزخرف نزلت على الرسول ليلة الاسراء في القدس .

ونصف هذه الاية هو :- { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ .. } .

وفي هذا الباب أو هذا السياق، كتب الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي ان القدس تمثل في المسلمين حسهم ووعيهم وفكرهم الديني وان المسلمين توجهوا للصلاة نحو الاقصى وبيت المقدس عدة سنوات قبل الهجرة إذ قال :-

( اول ما تمثله القدس في حس المسلمين وفي وعيهم وفكرهم الديني :-

(انها القبلة الاولى) التي ظل (بقي) رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، واصحابه يتوجهون اليها في صلاتهم منذ فرض الصلاة ليلة الاسراء والمعراج في السنة العاشرة للبعثة المحمدية، اي قبل الهجرة بثلاث سنوات وظلوا يصلون نحوها، يصلون اليها في مكة، وبعد هجرتهم الى المدينة، ستة عشر شهرا، حتى نزل الوحي يأمرهم بالتوجه الى الكعبة، أو المسجد الحرام) (1) .

أما الدكتور والبروفسور عبدالفتاح محمد العويسي المقدسي كذلك فقد أكد هذه الحقيقة التاريخية ان الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون توجهوا في صلاتهم سنوات عديدة قدرها 14 سنة وهي أكثر من مدة توجه المسلمين للكعبة فيما بعد، والله اعلم ، كتب يقول :-

بيت المقدس كربط عملي وجسدي وروحاني في آن معاً بين النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس ، وليتجه المسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس في صلاتهم منذ بداية الدعوة الإسلامية - كما ينص على ذلك الامام ابن اسحاق والامام ابن هشام وغيرهما – حتى ما بعد الهجرة النبوية الشريفة :

والحقيقة ان ربط المسلمين ببيت المقدس في الصلاة كان رابطاً لا غنى عنه لتثبيت مكانة هذه المنطقة في ارواحهم وقلوبهم وأذهانهم، خاصة ان مدة الصلاة، بعد ان حققتها في بحثي، لم تكن مجرد 16 شهرا او اكثر قليلاً كما قال كثير من الباحثين، وانما كانت تلك الفترة منذ بداية الدعوة حتى ما بعد الهجرة، وعند تحقيق هذا الامر خلال بحثي وجدت ان الفترة الفعلية كانت حوالي 14 سنة هي فترة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، أي ان الفترة التي اتجه فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الاوائل الى بيت المقدس كانت أطول من فترة توجههم الى الكعبة المشرفة، وفي ذلك ما فيه من الدلالة على ضرورة تأكيد اهمية وحضور هذه المنطقة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب المسلمين وتحقيق المكانة الرفيعة لاقليم بيت المقدس لديهم، وهنا ينتقل الرابط بين النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس الى مرحلة اخرى هامة جداً وهي مرحلة اللقاء الفعلي بينه وبين هذه الأرض الطاهرة، وكان ذلك في رحلة الاسراء(2)  كانت القبلة، والقبلة الاولى تمثل بالنسبة للمسلمين وحدتهم ورمز وجودهم وكيانهم تمثل لهم قوتهم و وحدتهم وكرامتهم، قبلة اولى المسجد الاقصى وبيت المقدس ارتضاها الله سبحانه وتعالى لتكون قبلة اولى المسلمين، والتي تمثل في حياة وكفاح المسلمين والصحابة الاوائل رضي الله عنهم، تمثل مرحلة حاسمة هامة في تاريخ ومراحل انتشار وانتصار الإسلام، في مكة، ثم المدينة، ثم في مكة يتوجهون للقبلة نحو المسجد الأقصى بعد رحلتي ومعجزتي الإسراء والمعراج المباركتين الميمونتين .

المسجد الاقصى وبيت المقدس قبلة اولى ترنو إليها أبصار ومشاعر المسلمين في مكة وغيرها، لسنوات طوال، في المدينة المنورة لفترة اقل من السنتين، وهذا يعزز الاعتقاد بان بيت المقدس هو صنو مكة، والمسجد الاقصى هو صنو الكعبة، احدهم متمم للأخر، والمكانين الطاهرين التوأمين نزلت بحقهما الآيات القرآنية الكريمة، و وردت بحقهما وأهميتهما معا الأحاديث الشريفة .

" ان القبلة ليست مجرد بناء يحدد المصلين في صلاتهم وحسب... انها – كما ذكر صاحب الظلال – " قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها من هذه القبلة، واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها.... قبلة واحدة، تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها .

فتحس انها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد، منهج ينبثق من كونها جميعاً تعبد الهاً واحداً، وتؤمن برسول واحد وتتجه إلى قبلة واحدة. وهكذا وحد الله هذه الأمة، وحدها في عبادة الهها واتباع رسولها صلى الله عليه وسلم ودينها وقبلتها، وحدها على اختلاف المواطن والأجناس والألوان واللغات، ولم يجعل وحدتها تقوم على قاعدة من هذه القواعد كلها، ولكن تقوم على عقيدتها وقبلتها، ولو تفرقت في مواطنها وأجناسها وألوانها ولغاتها ... انها الوحدة التي تليق ببني الانسان، فالانسان يجتمع على عقيدة القلب، وقبلة العبادة، اذا تجمع الحيوان على المراعي والكلأ والسياج والحضيرة(3) .

ان القبلة هي رمز الأمة وعنوان وحدتها ومستقبلها وخضوعها لخالقها، ولذلك فان لها في قلب كل مسلم موقعا متميزاً لا يتزعزع ... ومن كل ما سبق يتضح لنا تلك الميزة الجليلة التي امتاز بها المسجد الأقصى المبارك باختيار الله تعالى العليم الحكيم له ليكون قبلة المسلمين الأولى، يولون وجوههم وقلوبهم نحوها زمناً طويلاً، وسنين عديدة، كما في حديث البراء بن عازب " أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله من الأنصار ، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعةعشر شهرا ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر ، وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه ، فمر على أهل مسجد وهم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة ، فداروا كما هم قبل البيت ، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ، وأهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت ، أنكروا ذلك " ، الراوي بن عازب، المحدث : البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة او الرقم : (40)، خلاصة الدرجة : (صحيح) .

ومن طريق أخرى عن البراء بن عازب " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى نحو بيت المقدس ، ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أو يوجه إلى الكعبة ، فأنزل الله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } . فتوجه نحو الكعبة . وقال السفهاء من الناس ، وهم اليهود : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } . فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، ثم خرج بعدما صلى ، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر ، نحو بيت المقدس ، فقال : هو يشهد : أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه توجه نحو الكعبة ، فتحرف القوم ، حتى توجهوا نحو الكعبة " ، الراوي بن عازب، المحدث : البخاري، المصدر: صحيح البخاري، كتاب الصلاة ج 399، خلاصة الدرجة : (صحيح) .

 

ومن ذلك يتبين لنا فوائد كثيرة منها : إرادة الله تعالى ومشيئته للمسجد الأقصى أن يكون قبلة للمسلمين ولو لفترة محدودة وإن كان نص الحديث يفيد ( وهذه نقطة مهمة تغيب عن الكثيرين ) بأن المسلمين اتجهوا نحو بيت المقدس فترة طويلة جداً استغرقت الفترة المكية ( قبل الهجرة ) ، وقد أورد ابن عباس رضي الله عنهما : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهراً ثم انصرف إلى الكعبة " . الراوي : +%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%A7%D8%A8%D9%86+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3ابن عباس المحدث: ابن كثير – المصدر : الأحكام الكبير - الصفحة أو الرقم : 2/156 خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد قوي حسن صحيح .

إن هذه الفترة كانت كفيلة بترسيخ مكانة فريدة ومنزلة كبيرة للمسجد الاقصى في نفوس المسلمين، وتعليق قلوبهم وأفئدتهم به على مدى الزمان باعتبارة القبلة الاولى، فقد كان من الممكن ان يكون التوجه مباشرة نحو الكعبة، إلا ان حكمة الله اقتضت ألا يحدث ذلك إلا بعد فترة طويلة، كافية لترسيخ مكانة المسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين مع كونه بعيداً عنهم، وكونه لا يخضع لحكمهم أو سيطرتهم في ذلك الوقت(4) .

وهنا يأتي دور النبي المرشد المعلم صلى الله عليه وسلم ليرسخ مكانة المسجد في نفوس أصحابه، فهو يرفض اجتهاد اصحابه في التحول عن المسجد الاقصى قبلة المسلمين قبل أن ياتي الأمر بذلك من عند الله سبحانه وتعالى .

فعن كعب بن مالك رضي الله عنه، وكان كعب ممن شهد العقبة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، قال :- " خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وقمنا معنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء إني قد رأيت رأيا وإني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا قلنا له وما ذاك قال إني قد رأيت أن لا أدع هذه البنية حتى تظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها قال فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا الشام وما نريد أن نخالفه قال فقلنا لا كنا لا نفعل قال وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال وكنا قد عتبنا عليه وأبى إلا الإقامة عليه فلما قدم مكة قال ابن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي قال فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تعرفانه قلنا لا قال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه قلنا نعم قال وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال فادخلا المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال فقال البراء بن معرور يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فجعلت لا أجعل هذه البنية حتى تظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك فما ترى يا رسول الله قال لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها ، قال فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام قال وأهله يصلون إلى الكعبة حتى مات وليس كذلك نحن أعلم بهم منهم قال وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا وكنا نكتم من معنا من المشركين أمرنا فكلمناه فقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا معهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بن مازن بن النجار وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول من تكلم فقال يا معشر الخزرج – وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها – إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده قال فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم قال فأخذ البراء بن معرور بيده قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن النبهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها وهي العهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عز وجل أن ترجع وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل الدم الدم والهدم الهدم أنتم مني و أنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا إلي اثني عشر نقيبا منكم يكونون على قومهم فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس . وأما معبد بن كعب حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله البراء بن معرور ثم تبايع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان بأنفذ صوت سمعته يا أهل الحباحب – والحباحب المنازل - هل لكم في مذمم الصباة معه قد أجمعوا على حربكم قال ما يقول محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزب العقبة هذا ابن أرنب أتسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا إلي رحالكم قال فقال العباس بن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنمتلن على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أؤمر بذلك قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا عدت علينا حلة من قريش حتى جاؤونا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أيدينا وتبايعونه على حربنا والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب بيننا وبينهم منكم قال فانبعث من هنالك من مشركي قمنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا من شيء وما علمناه وصدقوا ولم يعلموا ما كان منا قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال و قام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأني أشرك القوم بها فيما قالوا ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل هذا الفتى من قريش قال فسمعها الحرث فخلعهما ثم رمى بهما إلي قال والله لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى اردد عليه نعليه قال فقلت والله لا أردهما قال والله صالح لئن صدق الفأل لأسلبنه فهذا حديث ابن مالك عن العقبة وما حضر منها " . الراوي: +%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D9%83%D8%B9%D8%A8+%D8%A8%D9%86+%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83كعب بن مالك المحدث : الهيثمي المصدر : مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم : 6/45 خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع .

فقوله صلى الله عليه وسلم : لقد كنت على قبلة.." يدل على ان المسلمين كانو يصلون بمكة الى بيت المقدس , ويتخذونه قبلة لهم ، وان النبي صلى الله عليه وسلم لم  يرتضي بديلا عنه إلا بأمر من عند الله تعالى , ولم يسع الصحابي البراء بن معرور رضي الله عنه إلا أن يستجيب لتوجيه نبيه صلى الله عليه وسلم والالتزام بالتوجه إلى الشام حيث المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى .

وألفاظ الحديث هنا ستغنينا عن التأكيد في كل نقطة قادمة , على مصطلح مهم جدا . ألا وهو مصطلح (الشام ), الذي يختزله البعض اليوم في رقعة محدودة من الأرض هي سوريا ولبنان , بل ان آخرين – من العوام – يختزلونه في مدينة دمشق ؟؟(5) .

ان الشام والبركة تشمل سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق وجنوب تركيا (أنطاكية) ومصر والحجاز .... قال ياقوت الحموي عن تعريف حدود بلاد الشام ما نصه :-

وأما حدها فمن الفرات الى العريش المتاخم للحدود المصرية، واما عرضها فمن جبلي طي من نحو القبلة إلى بحر الروم ما يشأمه ذلك من البلاد وبها أمهات المدن، منبع وحلب وحماة وحمص ودمشق ، والبيت المقدس والمعرة، وفي الساحل :

أنطاكية وطرابلس وعكا وصور وعسقلان وغير ذلك(6) :

المؤرخ الدكتور الشيخ راغب السرجاني ( مصر ) عرج لهذا الموضوع وتناوله عبر عدة ندوات تلفزيونية وفي بحوثه قائلاً ومؤكدا ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد توجه للصلاة نحو القدس والمسجد الأقصى 14 سنة، مبيناً ان الصلاة تجاه الأقصى القبلة الأولى كانت منذ بدء فرض الصلاة في مكة .

قال الدكتور الشيخ السرجاني بعنوان ( حتى لا تكون اندلساً ثانية) :-

توجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم معظم سنوات مكة نحو الأقصى ما عدا 17 شهراً وهو في المدينة.

قال هذا المؤرخ لقد توجه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون نحو القدس والمسجد الأقصى قرابة 14 سنة (7) .

وان المشهور بين المسلمين  ان الصلاة إلى بيت المقدس كانت سبعة عشر شهراً، وهي مدة الصلاة في المدينة المنورة نحو القدس قبل ان تحول القبلة، ولكنه عليه الصلاة والسلام قد صلى مع المسلمين قبل الهجرة إلى بيت المقدس، ثلاث سنوات، كان يضع الكعبة بينه وبين القدس، بهذا يصبح مجموع ما صلاه مع المسلمين إلى بيت المقدس أربع سنوات ونصف(8) .

مهما كان الأمر، والحقيقة التي قالها ويقولها الفقهاء والمؤرخون من ان مدة التوجه بالصلاة للقبلة الأولى المسجد الأقصى في بيت المقدس انها 16 شهراً او 17 شهراً، بعد مقدم وهجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل الهجرة كيف كان توجه المسلمين في صلاتهم، للقبلة الأولى، بعض رجال التاريخ يؤرخ بداية التوجه للمسجد الأقصى من يوم عرف المسلمون الصلاة في مكة في بدء الدعوة، حينما كانوا يؤدون صلاتهم بشكل سري أولي في بيوتهم وفي بيت دار الأرقم ابن الأرقم، وبعض رجال التاريخ يقول ان الصلاة للقبلة الأولى المسجد الأقصى بدأ عام رحلة الأسراء والمعراج فمتى كانت سنة الأسراء والمعراج بعد البعثة...؟ .

قيل كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة، واختاره الطبري... وقيل كان الإسراء بعد المبعث بخمس سنين، رجح ذلك الإمام النووي والقرطبي .

وقيل كان الإسراء ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من البعثة .

وقيل الإسراء قبل الهجرة بستة عشر شهرا، أي في رمضان سنة 12 من البعثة والنبوة .

وقيل قبل الهجرة بسنة وشهرين، أي في محرم سنة 13 من النبوة .

وقيل قبل الهجرة، أي في ربيع الاول سنة 13 من النبوة .

هذه أقوال عدة، فالأرجح فيها الكثير ان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة والمسلمون الكرام قد صلوا باتجاه القبلة الأولى المسجد الأقصى باتجاه بيت المقدس في فلسطين عدة سنوات قبل الهجرة على أقل تقدير وهم في مكة، عدة سنوات صلى المسلمون باتجاه الأقصى، قبل الهجرة، ثم الهجرة لمدة 16 شهرا أو 17 شهرا .

لهذا أدعو وأهيب بالأخوة الكرام – من خلال هذه الرسالة – أدعو رجال البحث والفقة والتاريخ والعلم والسيرة النبوية أن يراجعوا السيرة بدقة وتمحيص وتحليل ... وهذا يدعو المسلمين لزيادة اهتمامهم بالمسجد الأقصى والقدس الأسير وفلسطين التاريخية المحتلة ليكون الإنسان العربي والمسلم في العالمين العربي والإسلامي حريصاً على البدء بعمل ما باتجاه نصرة الاقصى المهدد بالهدم والقدس الأسيرة المهددة بالتهويد ... فالصاروخ ينفع ... والبندقية تنفع ... والمال ... والدم ... والإعلام ... والكلمة ... كلها تنفع .... على المسلم والعربي أن لا يتردد ولا يدخر جهدا في سبيل نصرة المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين الأسيرة السليبة، خاصة في وقتنا الراهن وتكالب قطعان المستوطنين الصهاينة للتجوال قرب المسجد الأقصى بل واقتحام باحاته وساحاته، وذلك من أجل استفزاز مشاعر العرب والمسلمين، وكشف مدى يقظة واستعداد أبناء القدس وفلسطين الذين نحملهم أكثر من طاقتهم، وعشرات الملايين من العسكر والجيوش في معسكرات البلاد العربية والإسلامية قابعة جالسة صامتة ... لا أدري ماذا ينتظرون ؟ وماذا يفعلون ؟ والأمة تمر في هذه المحنة الخطيرة والمنعطف الداهم الخطير .

ان محاولات الصهاينة هذه لجس نبض الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، وبالون اختبار، يأتون بنسائهم وكلابهم ورجالهم وشبابهم وأسلحتهم تحت حماية الجيش الصهيوني وعدة مرات ان أمكن كل شهر، ان ضياع وهدم المسجد الأقصى وبقاء القدس أسيرة وفلسطين محتلة ... هذه كلها يتحمل مسؤليتها، يتحمل تبعيتها مجتمعين ومنفردين، كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، حكاماً ومحكومين، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء .

ماذا يقولون لخالقهم ومسرى رسول الله والقبلة الأولى يضام ... يدنس ومحتل ... والجميع يتفرج .

هذا المسجد الأقصى المبارك الأسير ... الذي يصرخ أغيثوني قبل ان يهدموني ... يصرخ أغيثوني قبل أن يهدموني...؟! .

المسجد الأقصى المبارك ... الذي على باحته وأرضه وعلى رقعته وساحته الطاهرة شهد ليلة الإسراء ومنطلق المعراج والإسراء هذه الليلة المعجزة المباركة الميمونة التي قال عن أهميتها علماء الإسلام انها أفضل من ليلة القدر ، فقد سئل الشيخ أحمد بن تميمة عن ليلة القدر وليلة الاسراء بالنبي محمد صلى الله علية وسلم  أيهما أفضل ؟ :

قال :- ليلة الاسراء أفضل في حق النبي صلى الله علية وسلم وليلة القدر بالنسبة الى الامة، فحظ النبي الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من لحظة من ليلة القدر، وحظ الأمة من ليلة القدر أكمل من حظهم من ليلة المعراج وان كان لهم فيها أعظم حظ، لكن الفضل والشرف والرتبة العليا انما حصلت فيها لمن أسري به صلى الله علية وسلم . [مجموع فتاوى ابن تيمية] .

ان المعركة مع المحتلين الصهاينة، هي معركة عقائدية إسلامية بالأساس ومعركة أخلاقية وعربية وإنسانية، معركة حضارة ووجود، ومعركة تقرير مصير الأمة .

الصهاينة يستهدفون الحضارة العربية الإسلامية بالاحتلال او بالحط من أهميتها أو الحط من رموزها أو بالتزوير والأكاذيب والتظليل .

بعد أن احتل الجيش الصهيوني بقيادة مجرم الحرب ( موشي دايان ) – وزير – العدوان الصهيوني في عدوان وحرب يوم السبت والاحد 11 و 12 حزيران 1967 قال وصرح بغرور وطيش واستكبار وعنجهية :-

( ..... الآن أصبح الطريق مفتوحاً أمامنا الى المدينة ومكة ... )(9) وغيرها العديد من تصريحات قادة وحاخامات العدو الصهيوني الاستيطاني في فلسطين في التعبير عن كرههم للإسلام ولرموزه وحقدهم على العرب وعلى النيل من الحضارة العربية الإسلامية .

والحمد لله رب العالمين .

 

رشيد جبر الأسعد

أبو محمد

ربيع الثاني 1433هـ الموافق أذار 2012 م

 

مصادر ومراجع البحث :

1. الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي : القدس قضية كل مسلم، سلسلة كتب القدس، شهر صفر 1423 هجـ الموافق ايار 2002، أصدار مركز الاعلام العربي، الجيزة، مصر، صفحة (8).

2. البروفسور عبد الفتاح العويسي :- البعد الاكاديمي والمعرفي لبيت المقدس، سلسة دراسات بيت المقدس، الكتاب التاسع (9)، اصدار ونشر مؤسسة فلسطين للثقافة، دمشق، اذار 2008م صفحات (187-188) .

3. سيد  قطب في ظلال القرآن ، 1/134.

4. مخلص يحيى برزق : هدي المصطفى في غرس حب الاقصى، دمشق، دار الفكر، 2010م، مكتبة الاسد، صفحة: (45) .

5. راجع كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي جزء 3 من 312 – 313 بمعنى ذلك ان البركة تشمل كل بلاد الشام اليوم ( سورية، فلسطين، الاردن، لبنان ) وجزء من العراق والحجاز ومصر وتركيا وغيرها .

6. من محاضرة له بعنوان : ( حتى لا تكون اندلسا ثانية ) قناة ( دليل ) الفضائية، يوم السبت الساعة 11 مساءاً يوم 14/5/2011 رقم القناة (278) .

7. الدكتور الشيخ نادر أسعد التميمي : الخلافة الراشدة في القدس الطبعة الاولى 1991م، عمان الاردن صفحة 50 .

8. المرجع: مجموع فتاوي ابن تميمة رحمه الله حـ 25 ، ص 186، والنص عن كتاب موسوعة الاسئلة الفلسطينية- اسئلة وأجوبة شرعية حول القضية الفلسطينية- تقريض الدكتور والشيخ محمد صفوت نور الدين، مصر ، نشر بيت المقدس للدراسات التوثيقية، طبعة أولى ، 1423هـ الموافق 2002 م فلسطين، فلسطين – نابلس. صفحة 322 .

9. اللواء الركن الخبير العسكري العالمي : محمود شيت خطاب: أهداف أسرائيل التوسعية في البلاد العربية، عن مجلة ( الفكر الأسلامي ) دمشق، سورية، عدد(10) شهر جمادي الثاني 1390هـ ، صفحة (65) .

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"