في لقاء عقدته صحيفة النهار مع ممثل حركة حماس في لبنان علي
بركة... تكلم فيه حول علاقة الحركة بحزب الله وكما هي العادة فإن ممثل حماس قد
تكلم بالعموميات ومصطلحات المجاملة وكان بعيدا عن المصطلحات الشرعية بما أنه ينتمي
إلى حركة إسلامية... وهذا هو مقتل الكثير من الحركات الإسلامية حيث أنهم لا يعرضون
مايؤمنون به من إعتقاد بوضوح خوفا من الإنتقاد أو فقد الحلفاء علما أن هذه
المجاملات تأتي دائما بعكس ما تشتهي سفن هؤلاء المجاملون والجزاء من جنس العمل ...
وهنا من المناسب أن نستدل بقول أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام حيث قال وهو في
قمة الضعف المادي {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا
قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4...فإبراهيم عليه السلام كان في قمة الضعف ولم
يكن معه جيوش ولا سلاح ولا مال لكنه صرح بالحق في وجوه الكفرة والطغاة ليستنزل نصر
الله وهذا ما ختمته الآية الكريمة... رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ
أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ...أما اللعب في المنطقة الرمادية كما يقال وهذا
الذي تفعله بعض الحركات الإسلامية فهو تضييع للحقيقة والوقت وتخلي عن المنهج
الرباني القرآني في مواجهة الباطل .
قال بركة في معرض كلامه عن حزب اللات " لـ"النهار":
علاقتنا بالحزب وإيران ثابتة ويدنا ممدودة لحل الأزمة في سوريا ..."علاقة
حركة "حماس" بـ"حزب الله" "علاقة طبيعية، وفق ما ينبغي
أن تكون العلاقة بين تنظيمين قاما على أساس مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة
مشاريعه".
نقول لبركة لو أن حركة من الحركات ولغت في الدم الفلسطيني وتعاونت
مع إسرئيل فما هو موقفك منها ..هل لمصالح معينة من الممكن أن تقول أن علاقتنا
ثابته معها ..؟؟؟
وما هو الفرق بين دماء الشعب الفلسطيني و بين دماء وأعراض الشعب
السوري الذي يسحق وتنتهك أعراضه وتهدم دوره ويقتل خيرة شبابه ورجالة ونساءه
وأطفاله في المستشفيات وعلى أبواب المخابز في جريمة ومجزره سوف يتحدث عنها التاريخ
طويلا وكل هذا يحدث بالسلاح والدعم الإيراني المدمر وبرجال حزب اللات
المقاومون..!!! الذين تقول يابركة أن علاقتك معهم ثابتة ...!!!
أهكذا يكون موقف المسلم عندما تنتهك حرمات المسلمين قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم
مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي
الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم
مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72
وقال تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاء.... }التوبة71
كما نصت الآية الكريمة فإن الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من
ولايتهم من شيء فكيف بمن يصب لهيب صواريخه على المؤمنين وعلى مساجدهم وعلاوة
على ذلك فهو يعتنق عقيدة باطنية تكفر جل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم
الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلا ندري كيف تكون علاقتكم ثابة مع هؤلاء
..؟؟؟!!!...هل هذا هو الميزان الشرعي يابركة ..
تقول جريدة النهار: على هذا النحو يعرف ممثل الحركة في لبنان علي
بركة العلاقة مع الحزب، ولا يحبذ إطلاقاً أن يصفها علاقة اعادة "احتضان"
كما يسميها البعض او عودة للعلاقة بعد قطيعة أو جفاء، وفق تعريف البعض الآخر، أو
أنها علاقة الضرورة كما يحلو لفريق ثالث أن يطلق عليها....
ما هذه المجاملة مع الذين ينتهكون ويغتصبون عفة نسائنا في سوريا
ويهلكون الحرث والنسل بحجة الدفاع عن قبور ومراقد شركية ماأنزل الله بها من سلطان
وأهل بيت النبي براء من هذه الفرق الباطنية التي أسسها ابن سبأ اليهودي .
ويقول بركة: "ثمة ثابت أساسي في علاقة الحركة مع القوى
والدول، هو علاقتها بالقضية الفلسطينية قرباً أو ابتعاداً، فالحركة لا تقطع علاقة
أو تبني أخرى إلا على هذا الأساس ووفق هذا المقياس. وهذا ما ينطبق على علاقتنا مع
"حزب الله"، فنحن علاقتنا ثابتة أساسية بالحزب منذ نشأته واستطراداً منذ
الإنتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر عقد الثمانينات".
هل هذا ميزان إسلامي يابركة هل أصبحت القضية الفلسطينية هي
الميزان..؟؟ أم دين الله هو الميزان..؟؟ هل حب الأرض مقدم على الدين وهنا نسأل
ماهو رأي بركة في قوم معكم في التصدي لليهود لكنهم يعلنون سب الدين أو سب
الرسول صلى الله عليه وسلم هل هل ستكون علاقتكم بهم جيدة على قاعدة
علاقتهم" بالقضية الفلسطينية قرباً أو ابتعاداً " هل إذا كانوا
يذبحون إخواننا في سوريا وعلاقتهم جيدة تجاه فلسطين فستكون علاقتكم بهم جيدة ...؟؟
هذا إذا افترضنا بأن علاقتهم تجاه فلسطين جيدة... بل الحق أن معظم مذابح
الفلسطينيين في العراق ولبنان وسوريا واكثرها بشاعة كانت بسكاكين هؤلاء الباطنية
ولم نسمع منهم تجاه فلسطين إلا الجعجعات ...!!!!!
ويضيف: "صحيح اننا اختلفنا حول الملف السوري، ولكنه كان
خلافاً سياسياً حول رؤية معينة لم يدفعنا إلى مرحلة قطع العلاقة من جانبنا أو من
جانب الحزب".
عجيب..!!! هل قتل الأبرياء من أهل السنة بهذه البشاعة عى يد الفرق
الباطنية من النصيرية والرافضة ..هل التطهير العرقي والطائفي الذي يحدث في القصير
وحمص حيث ان الباطنية ترفع رايات "الحسين "[1] ونرى أن الشيعة قد
تقاطروا من مكان لنصرة مذهبهم في سوريا ويصرحون بأن حربهم ضد قيام دولة للأمويين
في الشام هو خلاف سياسي ...!!!!!
كيف يكون سياسيا..؟؟ هل انتهاك الأعراض وقتل النساء والأطفال تحت
شعار دولة الرفض هو خلاف سياسي أم هو خلاف ديني عقائدي هل لعن أبا بكر وعمر وعائشة
خلاف سياسي ..؟؟؟
ثم يقول: "أما خلافنا مع النظام السوري فلم يكن خلافاً
سياسياً، كان خلافاً ذا طابع أخلاقي وإنساني، إذ اعترضنا على مسألة ذهاب هذا
النظام الى الحسم العسكري ولجوئه إلى العنف وسيلة للتعامل مع الشعب السوري الذي
يطالب بحقوق مشروعة، ومع ذلك فنحن كنا ولا زلنا مع حل سياسي في سوريا يحفظ وحدة
هذا البلد ودوره وموقعه ويحقق للشعب السوري تطلعاته وأهدافه.
وهنا الطامة الأخرى.. الخلاف مع النظام النصيري السوري هو خلاف إنساني
وأخلاقي ..أي ليس دينيا ..أليس حفظ النفوس المؤمنة هو من مقاصد شريعتنا الغراء
أليس نصرة المظلوم وخاصة إن كان مسلما هو دين نتقرب به إلى الله تعالى قال صلى
الله عليه وسلم : "ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و
ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر
مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب
فيه نصرته " .[2]
هذه المصطلحات الفضفاضة وغير الصريحة والتي تحتمل أكثر من معنى هي
سبب الكوارث التي حلت بالكثير من الحركات الإسلامية ومانراه شاهدا الأن أكبر دليل
...حيث أن التنازل لا يأتي إلا بالتنازل وهكذا ...
ونسأل هنا ماهو الفرق بين النظام السوري وبين حليفه حزب اللات في
سفكهم لدماء أهل السنة في سوريا فالمفروض أن يكون خلافكم مع الحزب أخلاقيا أيضا
..!!!
وعما قيل عن جفوة حصلت في العلاقة مع "حزب الله" خلال
العامين الماضيين يقول بركة: "لم نقطع علاقتنا مع الحزب رغم خلافنا معه حول
الوضع في سوريا، وهناك تواصل دائم وتشاور مع الأخوة في الحزب حول كل القضايا
والملفات. خلافنا مع الحزب حول الملف السوري لم يفسد الود، ولم يسقط مسألة أن ثمة
قواسم مشتركة عديدة وتاريخية".
شيء جيد أن تكون حماس على خلاف مع حزب اللات ولكن هل خلافها معه
على القضية السورية أم هي مسألة عقدية تتعلق بموقف حزب اللات من الصحابة رضوان
الله عليهم.. وكل هذا القتل لأهل السنة في سوريا لم يفسد الود فما الذي يفسده إذا
يابركة ثم ماهي القواسم المشتركة بيننا وبين الرافضة الباطنية ...؟؟؟؟؟
ثم هل من يسفك الدماء البريئة في سوريا إخوانا لكم ..؟؟؟؟
بركة " لـ"النهار": علاقتنا بالحزب وإيران ثابتة
ويدنا ممدودة لحل الأزمة في سوريا...
وهذا مسك الختام أن علاقة حماس بإيران وحزب اللات المجرم ثابته ...
ونقول لبركة أن صلاح الدين الأيوبي لم ينتصر على الصليبييين إلا
بعد أن قضى على الدولة الباطنية الشيعية الفاطمية وبعد أن شيد المدارس التي تدعوا
إلى المذهب السني ..وهنالك موقف مماثل للدولة العثمانية في صراعها مع الدولة
الصفوية حيث أن العثمانيين رفعوا شعار السنة ..فالباطنية التي يمثلها حزب اللات
وإيران وحليفهم النصيري لم تأتي بخير أبدا للأمة الإسلامية وقضيتها المركزية
فلسطين ..فعصر المجاملات قد ولى ولم يأتي بفائدة للأمة الإسلامية وما يحدث في مصر
لهو أكبر عبرة ودليل فلتكن راياتنا واضحة وصريحة ولنطلب المدد والنصر من الله كما
هو حال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام .
...................................................
[1] والحسين منهم براء
[2] ( حسن ) انظر حديث رقم : 5690 في صحيح الجامع
المصدر : موقع الحقيقة
15/8/2013