يشهد
مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين في سورية جنوب البلاد أوضاعًا صعبة، في ظل انقطاع
المياه نحو 200 يوم، وحصاره من قبل قوات النظام، ما يضطر الأهالي إلى
استخدام مياه الآبار لتأمين حاجتهم من المياه، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي
مدة طويلة، تتجاوز أيامًا وأسابيع.
وتشير
إحصائيات غير رسمية إلى دمار 70 بالمئة من مباني المخيم دمارًا كاملًا، بينها العديد من
العيادات والصيدليات ومبانٍ تابعة لوكالة (أونروا)،
إذ استهدفت قوات النظام المخيم خلال الأشهر الأخيرة بالعديد من أنواع القذائف
والبراميل المتفجرة بصورة متكررة، إضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي شهدتها
أحياؤه والمناطق المجاورة له، ما دفع المئات من عوائل المخيم إلى النزوح عنه؛
هربًا من القصف المتكرر وصعوبة المعيشة.
أنشئ
مخيم درعا على مساحة 39 ألف متر مربع بين عامي 1950م و1951م؛ من أجل إيواء
اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من الأجزاء الشمالية والشرقية من فلسطين عام 1948م،
ويبلغ عدد سكان المخيم نحو 5916 نسمة حسب إحصاءات 2005م،
ويقع المخيم في منطقة خصبة، ويعمل العديد من سكانه في حقول الزراعة، ويندمجون في
المجتمع السوري إلى درجة عدم تمييزهم من أبناء درعا وحوران.
مخيم
خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق يشهد تحليقًا للطيران الحربي في سمائه
بصورة شبه مستمرة، يتزامن ذلك وقصف يستهدف المزارع المحاذية له بالمدفعية الثقيلة،
ما يؤدي إلى انتشار حالة من الهلع في صفوف الأهالي الذين يعانون من أزمات
اقتصادية؛ بسبب استمرار إغلاق الطرقات الواصلة بين المخيم ومركز المدينة، باستثناء
طريق "زاكية – خان الشيح." التي
يضطر الأهالي إلى سلوكها مع مخاطر القنص المتكررة
ويبعد
المخيم نحو 25 كم عن العاصمة دمشق، ويحتل موقعًا إستراتيجيًّا على الطريق الواصلة
بين دمشق والقنيطرة، التي تشهد معارك واشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة.
وكان
يقطن في المخيم أكثر من 16 ألف نسمة، يعمل معظمهم بالأعمال الحرة، وقد أقيم المخيم
عام 1950م، ويعاني سكانه من ويلات الحرب في سورية، ما اضطر عدد
كبير منهم إلى النزوح.
أما
مخيم اليرموك فهو أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، وهو محاصر منذ نحو 500 يوم
على التوالي من قبل النظام في سورية وفصائل فلسطينية موالية له، على رأسها الجبهة
الشعبية (القيادة العامة)، ويعيش فيه أكثر من 20 ألف لاجئ
حتى اللحظة، ارتقى من بينهم العشرات جوعًا بسبب الحصار، وغياب الأدوية والمؤسسات
الصحية.
وكان
أهالي مخيم اليرموك للاجئين، وممثلو القوى والفصائل الفلسطينية بداخله وجهوا رسائل
"نجدة" إلى عدة شخصيات سياسية ودولية، طالبوا فيها بفك الحصار عن
المخيم، وإعادة الحياة بداخله إلى طبيعتها.
وحذرت
الرسائل الموجهة من الاستمرار في سياسة "كف اليد" عن معاناة المخيم، وهو
يواجه الموت المحقق؛ بسبب نفاد أبسط مقومات الحياة بداخله، من مياه وغذاء وكهرباء
وأدوية ومرافق طبية وصحية، وذكرت الرسائل أن المخيم "يموت موتًا
بطيئًا"، دون أن يحرك أي أحد ساكنًا، ومن بين جوانب الرسائل المرسلة مطالبات
برفع الحصار، وزيادة عدد الأيام التي يوزع فيها الغذاء على ثلاثة أيام، وتسهيل
حركة العجزة والمعاقين وتلبية متطلباتهم، وإدخال الغاز الطبيعي.
وحذرت
وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين (أونروا) مرات عدة من خطورة الوضع غير الإنساني
الخطير الذي يواجهه اللاجئون الفلسطينيون في سورية، وذكرت في تقارير لها أن
المجاعة والأوبئة تحاصرهم، مع اضطرار نسبة كبيرة منهم إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمنًا
في سورية أو إلى خارجها.
تفرغ المخيمات الفلسطينية في سورية من أهلها، ويبدو النظام حريصًا على ذلك عقابًا لهم على إيوائهم النازحين السوريين الذين لجؤوا إليهم، في حين تقف منظمة التحرير والسلطة متفرجتين على هذه المذبحة، والمأساة الجديدة التي تعصف بالفلسطينيين من دون أن تحركا أي شيء.
المصدر 194