فلسطينيو العراق في اليمن .. ما لهم وما عليهم

بواسطة قراءة 8721
فلسطينيو العراق في اليمن .. ما لهم وما عليهم
فلسطينيو العراق في اليمن .. ما لهم وما عليهم

إن كثرة الضغوطات على اللاجئين الفلسطينيين في العراق ألجأتهم إلى التفكير جديا بإيجاد حلول جذرية لمشكلتهم ، وهي ضرورة الخلاص بالكامل من العراق ملا أصبح لوجودهم فيه من المخاطر والمعاناة الشيء الكثير .

إن الاضطراب الحاصل في العراق جعل معظم الفلسطينيين يغادرون البلاد إما إلى الصحراء كما هو معلوم ف ي المخيمات التي لازالت شاخصة لحد الآن كالتنف والهول والوليد !!! وأعداد ليست قليلة ذهبت إلى قبرص والسويد والهند ودول أخرى وأعداد قليلة فضلت البقاء ضمن الإطار العربي فذهبت إلى الإمارات واليمن ولبنان .

في اليمن توجد جالية فلسطينية تقرب من 5000 فلسطيني معظمهم جاءوا بعد عام 1992 ثم بدأت الرحلات الفلسطينية إلى اليمن تتوالى حتى كان لفلسطينيي العراق نصيب منها ، حيث وصل أعداد من المدرسين الفلسطينيين إلى اليمن من خلال التنسيق بين منظمة التحرير والحكومة اليمنية منذ منتصف التسعينات ولغاية عام 2002 حيث يصل عدد المدرسين حاليا قرابة 100 مدرس قدموا من العراق ومعظمهم قام بجمع شمل عائلته .

وهنالك أعداد من الفلسطينيين من غير المدرسين وصلوا إلى اليمن في عامي 2007-2008 بعد أن ألجأتهم الظروف والمحن لذلك ، وتقدر حاليا العوائل الفلسطينية من غير المدرسين بحوالي 40 عائلة .

والجدير بالذكر أن تلك العوائل وصلوا بصعوبة إلى الأراضي اليمنية وقد كلفتهم تلك الرحلة مبالغ ليست قليلة ، واليمن بطبيعة ما تمر به من ظروف داخلية وصراعات مع الفقر الكبير لسكانها لا تعتبر نموذج جيد للاجئين لكن من نواحي أخرى تعتبر اليمن أفضل من جميع الدول العربية لعموم الفلسطينيين .

يعتبر الشعب اليمني من أكثر الشعوب العربية والإسلامية تعاطفا مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية لاسيما الذين قدموا من العراق ، وتعتبر اليمن من أكثر الدول العربية تساهلا وتسامحا في الأوضاع القانونية مع الفلسطينيين ، ومن خلال تواصل الموقع مع عدد من الفلسطينيين المقيمين في اليمن نجد هنالك تعامل خاص مع الفلسطيني من خلال منحه إقامة مجانية لمدة عام حتى وإن لم يعمل ، وكلنا يتذكر تلك العائلة التي تم ترحيلها من السعودية قبل عامين تقريبا ولم تتقبلهم أي دولة باستثناء اليمن ولازالوا متواجدين على أراضيها .

أما بخصوص العمل فهذه قضية تكاد تكون في معظم البلدان بسبب ارتفاع الأٍسعار وكثرة البطالة لأبناء البلد والظروف العامة لكل دول العالم فهذه تعتبر موجة عالمية مع التنبيه على أن اليمن بلد فقير فهذه تضاف .

لكن ما نريد قوله أن كثير من الفلسطينيين القادمين من العراق من غير المدرسين يعملون وهذه قضية تكاد تعمم على بقية البلدان ، فموضوع الرزق والعمل تجد أعداد يعملون وأعداد لا يعملون ، ثم هل من يوجد الآن في سوريا أو حتى العراق لهم أعمال متوفرة ودخل جيد ؟!!.ثم من باب الإنصاف تتوارد إلينا الأخبار بأن السفارة الفلسطينية في صنعاء تقوم بتقديم خدمات وتسهيلات كثيرة لا سيما للعوائل القادمة من العراق ومن أبرزها تسهيل إجراءات الإقامة وبعض المعونات المادية .

لذلك علينا عندما نذكر ونقيم وضع عوائل فلسطينية ينبغي أن نتعامل مع جميع النواحي والجوانب ، أي نعم هناك بعض السلبيات لكن توجد كثير من الإيجابيات ، فالحق يقال بأن الحكومة اليمنية والشعب واليمني متعاطفون جدا جدا مع عموم الفلسطينيين يكاد لا يوجد هذا الأمر في كثير من الدول العربية التي وقفت موقف المتفرج من أزمتهم .

لذلك لينا ألا نقيم حالة عامة ببعض الحالات الاستثنائية ، ثم لو كان هنالك بعض الأفراد من غير عمل وهو كذلك في العديد من الدول الأخرى لكن توجد إيجابيات كثيرة ينبغي أن لا تهمل ، وعلينا أن نأخذ بنظر الاعتبار الحالة العامة لهذا البلد نتكلم عنه وأن تراعى ظروفهم فيه .

من جهة أخرى هنالك تقصير واضح من قبل الفصائل الفلسطينية لا ينكر تجاه العوائل النازحة التي وصلت بشق الأنفس إلى اليمن مع تفاوت بدرجة القصور ، فيجب على جميع المؤسسات والفصائل والتنظيمات وبالدرجة الأساس منظمة التحرير وحركة حماس تقديم المزيد من الدعم لتلك العوائل واستشعار أحوالهم وظروفهم الصعبة .

1/8/2008