فلسطيني في الترانزيت رقم 1 - عبداللطيف أبو ضباع

بواسطة قراءة 3620
فلسطيني في الترانزيت رقم 1 - عبداللطيف أبو ضباع
فلسطيني في الترانزيت رقم 1 - عبداللطيف أبو ضباع

اعتذر واعود الى الموضوع لعل سفري وتنقلي بين هذه الدول (الأردن - اندونيسيا - اليمن - الصومال - سوريا- ماليزيا- السودان- تركيا- جيبوتي- الامارات- سلطنة عمان- السعودية) يجعلني اذكر ولو مقتطفات من وضع اللاجئ الفلسطيني ولا اعلم أين بعد لأن القضية لم تنتهي وهي قضية معظم العالم يعرفها أو سمع عنها القضية باختصار وطني محتل من قبل الكيان "الإسرائيلي" الصهيوني ولا استطيع العودة الى وطني فاتنقل من دولة لاخرى مثلي مثل اي لاجئ فلسطيني عانى وما زال يعاني ولعل القرار 194 يذكر العالم .

بالنسبة الى الترانزيت فمنذ ما يقارب العشر سنوات او اكثر كنت قادما من احدى الدول الإفريقية الى جيبوتي وعندما نزلنا الى مطار جيبوتي واتجهنا الى مكاتب الجوازات وقع علي الاختيار من بين كل القادمين استدعاني رجال الأمن وقالوا لي ممكن الجواز قلت لهم نعم تفضل فقالوا لي بوجه غاضب فلسطيني فقلت في نفسي استر يا رب هل عرف ان من خرم الاوزون بعد التحقيقات واللجان الفاعل هم مجموعة فلسطينية وان السبب في تجمد القطب الشمالي هو شخص فلسطيني وكل هذا الكلام في نفسي فقال لي لا يوجد تأشيرة وممنوع تدخل الدولة قلت نعم فهو القانون ومن حقهم ولكن لماذا لا يتم استثنائي بما اني فلسطيني وبلدي محتل ولا استطيع العودة وبعد نصف ساعة من التحقيق تم استدعاء عناصر من رجال الامن واخذوني الى الترانزيت وقالو لي نحن مكلفين بحراستك هنا وممنوع تخرج او تدخل ممنوع تتكلم بالهاتف ممنوع ممنوع قلت لهم ان شاء الله وكانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا فجلست في مقاعد الترانزيت كأي مسافر اخر وكنت أرى الجميع يدخل ويخرج وأنا جالس انتظر فقلت أيضا في نفسي لماذا أنا فجاءني الجواب ايضا من نفسي نسيت ان دولتك محتلة من ابشع نظام عنصري صهيوني وانك صاحب قضية وانك من الشعب الوحيد الذي ما زال تحت الاحتلال هل تعلم انك الخط الامامي للدفاع عن الامة الإسلامية والعربية هل تعلم أن أرضك هي أرض النبوات والمقدسات وانها أرض الشهداء فقلت مقاطعا كفى كفى سبب واحد يكفيني أن ارفع رأسي مفتخرا اني فلسطيني وان العالم بعدته وعتاده يقف ضدي ويحاربني وكل هذا الكلام في نفسي فنظرت الى الساعة الرابعة عصرا فقلت بصوت عالي هذه المرة وليس في نفسي ( باين عليها الشغلة مطولة ) وبالفعل اخرجت منشفة من الحقيبة وفرشتها على ارضية الترانزيت وقلت في نفسي هذا السكن المؤقت تجولت في الترانزيت الصغير عدة مرات ومن ثم جلست فوصلت طائرة من فرنسا وكان عددا لا بأس به ينتظر الرحلة القادمة بعد ساعة او نصف ساعة فقلت هذه فرصة وصرخت بأعلى صوتي ليدز اند جنتل مان اسمعوا قصتي بأي لغة تحبونها فنظروا الي مستغربين قلت انا فلسطيني وموجود هنا محجوز في الترانزيت لا استطيع العودة الى بلدي و"إسرائيل" تحتل أرضي ووطني فقاطعني رجال الامن وقالو لي هذا ازعاج للمسافرين فشعرت اني متطفل ولكن كيف تتفق مع القضية الفلسطينية وهي القضية العادلة في هذا العالم فجلست ومر الوقت فجأتني وهذه للأمانة فقط فتاة جيبوتية تتكلم العربية بلهجة مكسرة وقالت لي ما لي اراك جالس هنا والمسافرين قادمون ومغادرون فقلت لها انا فلسطيني وشرحت لها سبب جلوسي فتعاطفت معي وقالت كيف اخدمك وللعلم الفتاة تعمل في محل تسوق في الترانزيت فقلت لها اريد ارقام السفارات في جيبوتي عل وعسى فقالت ان شاء الله وفي اليوم الثاني أتت بالارقام وقلت لها الخدمة الثانية هي انني اريد ان اتصل بالسفارات من غير علم رجال الامن وبالفعل خدمتني في هذا الموضوع واتصلت لن اذكر البلد ولكن في معظم السفارات العربية والرد كان كالآتي نعتذر لا نستطيع المساعدة فمنهم من قال لو كنت تحمل غير الوثيقة المصرية كان ممكن والكثير من عبارات العجز العربي ما قلته لهم هو انني انسان فلسطيني تعرفون قضيتي . ولكن زادني هذا الموضوع اصرارا على مواصة المشوار وقضيت ايام بلياليها في الترانزيت الى أن جاءني المدير وعدد من ادارة المطار وقال لي غدا سنحل مشكلتك وبالفعل في اليوم التالي تم اخراجي بواسطة رجال الامن الى الطائرة وقلت لهم الى أين فقالوا لي الى الصومال فقلت في نفسي بدأت المعركة اما قصتي في الصومال ففي التكملة القادمة . ماذا تننتظر القيادة الفلسطينية بعد الحملة "الإسرائيلية" لحق اليهود في العودة وممتلكاتهم .

 

بقلم : عبداللطيف ابو ضباع

31/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"