واعتبرت المنظمة أن عام 2013 هو
الأسوأ بالنسبة لهم، حيث بلغت حالات الوفاة التي أمكن تسجيلها في صفوف المهاجرين غير
الشرعيين أكثر من ألفين و360 شخص، وذلك وفقا للمنظمة التي قالت إنه من الصعب معرفة
الرقم الحقيقي بسبب وفاة الكثيرين في ظروف يصعب فيها الوصول إليهم أو حصرهم.
وفيما يخص المنطقة العربية
والشرق الأوسط، قالت كريستان بيرثيوم، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في
جنيف لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن الاضطرابات وأحداث العنف التي شهدتها
عدة دول عربية في أعقاب ما يعرف بالربيع العربي ساهمت في زيادة أعداد المهاجرين
الباحثين عن الاستقرار في دول أكثر أمنا.
وأضافت
أن "المنظمة تطلق حملات من وقت لآخر في عدة دول في أوروبا والشرق الأوسط
وشمال أفريقيا من أجل شرح المخاطر المتعلقة بالهجرة غير الشرعية".
معاناة
كما دعت
الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بان كي مون الأربعاء إلى ضرورة احترام حقوق
المهاجرين، ونبذ كراهية الأجانب، لكن يبدو أن مثل تلك التصريحات لم تعد كافية في
ظل ما تسجله عدسات الكاميرات من سوء معاملة يتعرض لها المهاجرون في طريق سفرهم أو
في دول المقصد.
وتداول
العديد من المستخدمين على شبكة الإنترنت أمس مقطعا مصورا أذاعته إحدى المحطات
التليفزيونية الإيطالية لمهاجرين قادمين من شمال افريقيا وهم يقفون عرايا في ذلك
الجو البارد خلال رشهم بمضادات لمرض الجرب في مركز للاحتجاز في لامبيدوزا في
إيطاليا.
وشهدت
الأشهر القليلة الماضية وفاة المئات من المهاجرين قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا، من
بينهم سوريون وعرب، وذلك خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا باستخدام قوارب صيد غير
مجهزة لمثل تلك الرحلات.
وحذرت
الأمم المتحدة مؤخرا من أن عدد اللاجئين السوريين إلى خارج بلادهم قد يصل إلى أكثر
من أربعة ملايين سوري بنهاية عام 2014، وذلك مقارنة بأكثر من مليوني ونصف سوري
فروا من الصراع في سوريا.
"تحسين القوانين"
وقال
عمرو طه، مدير البرامج بمكتب منظمة الهجرة العالمية بالقاهرة لبي بي سي إن أعداد
المهاجرين الذين خرجوا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ ما بين 25 مليون
إلى 30 مليون مهاجر حتى الآن.
وأضاف
طه: "تتواصل المنظمة مع حكومات مصر وليبيا وتونس بشأن تحسين القوانين
المتعلقة بالتعامل مع المهاجرين وأسرهم، وما يتعلق بحقوق الإنسان والمواثيق
الدولية، وقوانين العمل."
كما
أشارت المنظمة الدولية للهجرة على موقعها على الإنترنت إلى أن حالات الوفاة في
صفوف المهاجرين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصل إلى ما بين 2000 و5000 شخص
في 2013.
وقال
عثمان بلبيسي، مدير مكتب المنظمة في ليبيا: "هناك عدة أسباب وراء الهجرة غير
الشرعية، منها البحث عن فرص اقتصادية أفضل، أو الفرار خوفا على الحياة والأهل من
المناطق التي تشهد صراعات أو حروبا أهلية، أو طائفية."
ويعزو
بلبيسي الارتفاع في أعداد وفيات المهاجرين غير الشرعيين إلى "رواج العمل في
مجال تهريب المهاجرين والإتجار بهم". وأشار إلى أن ذلك العمل يدر عليهم ما
يقرب من 35 مليار دولار سنويا، وفقا لبيان المنظمة الصادر أمس.
وتشير
الاحصاءات الأخيرة التي نشرتها الأمم المتحدة بمناسبة "اليوم العالمي للهجرة"
إلى إن عدد المهاجرين الدوليين ارتفع من 175 مليونا عام 2000 إلى 232 مليونا في
الوقت الحالي.
وتأمل
العديد من منظمات حقوق الإنسان أن يحظى المهاجرون بعاملة أفضل في البلاد التي
يصلون إليها هربا من الصراعات في بلادهم.
المصدر : بي بيس ي العربية
18/12/2013