أحمد (21عاما) من سكان
قطاع غزة خرج للدراسة في مصر بعد أن اجتاز مرحلة الثانوية العامة بمعدل 98 % ليقرر
دراسة الطب.
يقول لـ"الرسالة نت": "منذ أكثر
من ثلاث سنوات وأنا أدرس في الجامعة, ولم أتعرض لأي ضغوطات وسمعتي جيدة وكذلك
مستوى دراستي، ولكن منذ تغير أوضاع مصر تغير التعامل مع الطلبة الفلسطينيين وخاصة
من سكان قطاع غزة".
ويتعرض الطالب أحمد بعد
الأحداث الأخيرة في مصر للعديد من مضايقات أساتذته في الجامعة وبعض الطلاب؛ ويتلقى
الكثير من الاهانات المتكررة, ليصل الأمر إلى أن يبحثوا عن أي سبب ليطرده من
المحاضرة مما جعله يسحب المساق.
ويضيف" لم أكمل
دراسة المساق خوفا من اصطدامي مع دكتور المساق، وأن اخسر السنوات الثلاثة التي
درستها, كما أنني أذهب إلى الجامعة وقت المحاضرات فقط وهذا لتجنب الاحتكاك مع
الطلبة المصريين فوضعنا سيء جدًا".
هذا الوضع لا يعاني منه
أحمد فحسب، بل أيضا وصل الأمر إلى طرد الطالب م.س هو وصديقه من أحد المطاعم بعد أن
علم صاحب المطعم بأنهم فلسطينيان ومن قطاع غزة.
ويقول الطالب
"المطرود" لـ"الرسالة نت"، إننا نتعرض للعديد من الضغوطات من قبل الشعب المصري لذلك
لا نتحرك كثيرا خارج المنزل, فهم يتهموننا بأننا السبب بما يحدث من فوضى في مصر".
ويَذْكر أنهم يخرجون
فقط في وقت المحاضرات لشراء احتياجاتهم ويلتزمون الصمت ولا يختلطون كثيرا إلا
بأصدقاء مقربين لهم كثيرًا، مشيرًا إلى أنه حُرم وصديقه من اكمال وجبة الغداء بعد
أن سمع صاحب المطعم أنهم من سكان قطاع غزة، ليطلب منهم الخروج فورا من المكان,
وطلب من العاملين لديه عدم السماح للفلسطينيين بتناول أي وجبة في مطعمه.
لم تقف معاناة
الفلسطينيين عند هذا الحد، فالطالب وسام منع من ركوب أحد الحافلات للوصول إلى
جامعته بعد أن سمعه أحد الركاب وهو يتحدث بجهازه المحمول مع والدته ويسألها كيف
حال القطاع.
وبعد سماع الشاب يتحدث
مع والدته، طلب سائق الحافلة منه النزول فورًا، وناداه أحد الركاب
بـ"الشيطان"، ولتجنب تضخيم المشكلة خرج بكل هدوء، وفق قوله.
ويضيف وسام
"الطلبة الفلسطينيون يتجنبون منذ أسابيع عدة الاختلاط مع أحد أو حتى الخروج
من منازلهم, كما أنهم يتجنبون الحدث باللهجة الفلسطينية أو ذكر القطاع أمام أحد,
فهناك حالة تحريض كبير ضد الفلسطينيين في مصر, والمواطن العادي يصدق كل ما يبث على
القنوات الإعلامية".
ويناشد الطالب وسام
السفارة الفلسطينية في مصر، إيجاد حلول لما يتعرض له الطالب الغزي من مضايقات
متكررة من قبل العديد من الشباب المصري غير المدرك لحقيقة الأمر .
ويتواجد في جمهورية مصر
العربية المئات من الطلبة الفلسطينيين موزعين على مختلف الجامعات المصرية وغيرهم
من الفلسطينيين الذين يقطنون بمصر.
وشنت بعض وسائل الإعلام
المصرية حملة تحريض كبيرة ضد الفلسطينيين واتهامهم بأنهم وراء قتل الجنود
المصريين وما يحدث في مصر.
من جهته، نفى السفير
المصري لدي فلسطين ياسر عثمان لـ "الرسالة نت" وجود أي تحريض
من الإعلام المصري ضد سكان قطاع غزة أو المواطنين الفلسطينيين المتواجدين بمصر من
الطلبة أو غيرهم .
وأكد عثمان أن الشعب
المصري يكن كل الاحترام لجميع الوفود التي تقطن مصر وخاصة أهل قطاع غزة؛ لأن ما
يجمعهم بالفلسطينيين أكبر بكثير مما يفرقهم، كما أن الدور القومي والوطني لمصر
قادر على احتواء بعض الاختلافات والتباينات بالمواقف دون التأثير على التعامل، وفق
قوله.
ونوه عثمان إلى استعداد
مكتبه استقبال أي شكوى لسوء معاملة من أي وافد إلى مصر والنظر فيها بشكل جدي
وإيجاد الحلول العاجلة لها ومتابعتها من قبل العاملين في المكتب.
ورفضت السفارة
الفلسطيينة في مصر التعليق على الموضوع ,مؤكدة أن الوضع السياسي ما بين الحكومة
المصرية وقطاع غزة صعب ,مشيرة إلى استعدادها تلقي أي إشكالية يتعرض لها الطلبة
الفلسطينية في الجامعات المصرية ومساعدتهم لتخطي ذلك.
من جهته, ناشد د. رامي
أبو خليل رئيس رابطة خريجي الجامعات المصرية في فلسطين, الطلبة الفلسطينيين في
مصر، عدم التدخل بالأحداث الجارية هناك.
وأضاف أبو خليل
"موقفنا واضح نحن نحترم الشعب المصري، ونتركه يقرر مصيره بعيدًا عن أي تدخل
حتى لو كان بحسن النوايا".
ودعا أبو خليل إلى
التفاف الطلبة الفلسطينيين حول بعضهم البعض التكاتف في ظل هذه الظروف، ونبذ
الفصائلية والجغرافيا، وأن يكون بعضكم لبعض خير سند.
وتابع أبو خليل:
"في هذه الظروف الحالكة التي يمر بها الشعب المصري، ندعوكم إلى اتباع أقصى
درجات ضبط النفس، والتكبر عن الصغائر وتفويت الفرصة على كل من يحاول زج
الفلسطينيين فيما يحدث".
ودعا أبو خليل الطلبة
الفلسطينيين في حال حدوث أي طارئ، الاتصال فورا بأرقام الطوارئ التي حددتها
السفارة الفلسطينية أو بأحد من أفراد رابطة خريجي الجامعات المصرية في فلسطين.
ويتعرض الفلسطينيون إلى
حملة شرسة من الإعلام المصري منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، في سعيهم
إلى "شيطنة" الشعب والمقاومة الفلسطينية.
المصدر
: الرسالة نت
17/9/2013