نصيحة إلى إخوتي الشباب في كل مكان- عز الدين الأسعد

بواسطة قراءة 7327
نصيحة إلى إخوتي الشباب في كل مكان- عز الدين الأسعد
نصيحة إلى إخوتي الشباب في كل مكان- عز الدين الأسعد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه رحمة للعالمين وضياء للمؤمنين وعلى آله الطاهرين وأصحابه المتقين وتابعيهم من المهتدين.

أخوتي في الله. فان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما بعد:

قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1.

إن ما نسمعه من بعض شبابنا الان من تقصير ببعض الأمور التي يجب علينا التمسك بها والعض عليها بالأسنان وهو الالتزام بما وصانا به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الدين  والتي واجب الالتزام بها أو واجب  الكف عن فعلها كما جاء في الحديث (عَنْ العرباض بْنِ سَارِيَةَ قال وعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)رواه ابن ماجة في كتاب المقدمة.

ولكن وللأسف البعض من شبابنا ما نسمعه انه تطبع بطبائع  وصفات ليست هي من ديننا وأخلاقنا وعاداتنا فمما نسمع من بعض الشباب انه جعل ولائه وحبه للبلد الذي يسكن فيه وكان هذا هو نهاية المطاف وترك أمور الدين والأخلاق الإسلامية والقيم الدينية.

وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ.رواه أبو داوؤد والترمذي واحمد .

والرسول عليه الصلاة والسلام يحذرنا من هذه المواقف والتصرفات بقوله.

(لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ) رواه ابن ماجة واحمد.

وللأسف نجد إن كثيرا من شبابنا ابتعد عن الأمور الدينية وواجباتها ومن أهم هذه الواجبات الصلاة والتي هي تجعل المسلم دائما موصولاً بربه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة يقول النبي عليه الصلاة والسلام (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)رواه الترمذي .

وكذلك  مع الأسف نسمع عن كثير من الشباب اعتاد النظر إلى ما حرم الله أعاذنا الله وإياكم من النظر إلى المحرمات دون أن تهتز مشاعره وفرائصه خوفا ًمن الله تبارك وتعالى ومن لقائه وعقابه وهذا من اخطر ما يكون عليه العبد انه لا يتأثر بفعل المعاصي ولا يستشعر مدى خطرها وعقوبتها عند الله تبارك و تعالى وهذا ما يريده المجتمع الكافر من اجل تضييع القيم والدين وهذا ما يسمونه بالاندماج الكامل ,ولكن نسال المولى أن يثبتنا وإياكم. نحن نعلم إخواني إنكم اضطررتم للسفر لهذه الدول ولكنكم لستم مضطرون لأن تعصوا الله تبارك وتعالى وأننا جميعنا كنا في محنة عندما كنا في العراق وتعرضنا إلى كثير من  الظلم والأضطهاد الذي تلقاه شعبنا الفلسطيني من قبل ميليشيات مدعومة من إيران الخبيثة المجرمة وأحفادها ولكن هل نجازي أنفسنا بأننا ذهبنا إلى بلدان  آمنة  أن نترك بعض الأمور الشرعية وقسم من شبابنا الان تتكلم معه وولائه للبلد الذي يمكث فيه بل منهم من يشتم ويلعن ويكفر العرب وحكام العرب ونسينا إن نبينا صلى الله عليه وسلم عربي والقران عربي وكلام أهل الجنة عربي علينا أن لا نخلط الأمور ونجعل ما حصل عذراً في معصية الله تبارك وتعالى وكره العرب الذي مهما حصل يبقون هم مادة الإسلام وخامته ومهما حصل فهم مسلمون أحب لنا من أي بلد وشخص آخر صحيح، إن حكام العرب خذلونا وقصروا في حقنا ولكن هذا لا يعني أننا نخرجهم من الملة ونكفرهم ونلعنهم والبعض يقول عليهم أنهم مرتدين هذا لا يجوز وتكفير المسلم من اخطر الأمور.

قال الرسول عليه الصلاة والسلام (أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ باء بِهَا أَحَدُهُمَا)سنن الترمذي. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أمرائكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فان الأمر قريب) صححه الألباني وقال عنه إسناده صحيح في كتاب ضلال الجنة.وقال الإمام احمد رحمه الله (لو كانت لي دعوةٌ مستجابة لجعلتها للسلطان ) . تستطيع أن تقول هذا الحاكم ظالم ولكن لا تقول له كافر أو مرتد وتريد أن تخرجه من ملة ودين الإسلام قال تبارك وتعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

أين نحن من كلام الله تبارك وتعالى وأحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام لماذا لا نطبق ما وصى به عليه الصلاة والسلام .أليس هذا سبب من أسباب تأخير النصر علينا أليس لأننا مبتعدين كل البعد عن ديننا بل نحن الآن تفكيرنا دنيوي من منا الان يفكر بآخرته من منا يفكر بالمسلمين وما يحصل لهم في فلسطين أو في العراق أو في أي مكان كان لكن تفكيرنا الآن هو إن الجميع يفكر بمستقبله ومستقبل عائلته وتفكيرنا الآن  كيف احصل على الجنسية ومهما كان الثمن وكأنه بهذه الجنسية تدخل الجنة ونسينا وضيعنا قيمنا وديننا.

لماذا لا نفكر بحديث عندما قال عبد الله بن محصن عن النبي عليه الصلاة والسلام  "من كان منكم معافى في دينه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله حديث حسن في كتاب صحيح الجامع.

لماذا نحن بعيدون كل البعد عن قراءة القران الكريم وذكر الله وعن صلاة الجماعة وعن جميع الفروض التي وصانا بها الله إلا من رحم ربي بل كثير منا الان يسمع النداء ولا يقوم لتلبيته، فيا إخوتي علينا بتقوى الله الكريم وكثرة مخافته يقول الله تبارك وتعالى" اذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" إن المؤمن هو من استنار بالإيمان بالله تبارك وتعالى ومحبته ومعرفته وذكره.

والآخر هو الغافل عن الله تبارك وتعالى المعرض عن ذكره ومحبته نسال الله العفو والعافية.

فلنتمعن بكلام الله تبارك وتعالى بهذه الآيات من سورة طه. قال تبارك وتعالى  } ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى124قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا125 قال كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى126{سورة طه.

نسال الله الثبات لنا ولكم جميعا. إليك أخي الشاب أنت يا من فارقت أوطانك مضطرا. إجابة لصبوة الشباب وداعية الهوى أخي أين ذهبت فطنتك أنسيت أخي انك مسلم ،أليس المفروض منك أن تعتز بإسلامك وإذا دعاك الهوى قلت بكل شموخ. أني مسلم.

أخي الشاب:إن أنت عصيت الهوى وأطعت ربك تبارك وتعالى. فهنيئا لك أخي يومها ببشرى النبي صلى الله عليه وسلم:يوم أن قال( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاضل ألا ظله..فذكر منهم وشاب نشا في عبادة ربه) رواه البخاري ومسلم :فابشر أخي الشاب بهذه البشرى النبوية إن كنت أخي من الرافضين للمعاصي ،المقبلين على طاعة الله تبارك وتعالى.وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله. (خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى ،فان ملازمة العبادة مع ذلك اشد وأدل على غلبة التقوى) وقال عمير بن هانئ: تقول التوبة للشاب أهلا ومرحبا وتقول للشيخ :نقبلك على ماكان منك ،الشاب ترك المعصية مع قوة الداعي إليها ،والشيخ قد ضعفت شهوته وقل داعيه فلا يستويان .

أخي في الله إن جهاد النفس من اشق الجهاد ولكن يكفي في حلاوته انه ينتهي بالنصر والظفر على الشيطان والهوى احذر آخي من الفتن الموجودة عامة في دول الغرب ومن فتنة النساء خاصة  يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(وذكر فيها بحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال وقال إني أخاف الله رب العالمين ) ومن ثم .حيث يجد المنتصر نشوة النصر .قال عمر ابن الخطاب( رضي الله عنه ):إن الذين يشتهون المعاصي ولا يعملون بها (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم )فاصبروا أخوتي لداعي الهوى واشغله بالطاعات ،واستعن بالله مولاك فانه تعالى ناصر من طلب هداه والتمس رضاه .وأعانني الله وإياكم على طاعته والفوز برضاه.

لماذا لا نتكلم بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده،من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم. لماذا لا نستغل هذه الفرصة العظيمة ونطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا الآن يوجد بعض من شبابنا يتعاملون بالقروض الربوية. وهي من  أعظم الكبائر التي نهانا عنها الله تبارك وتعالى كما قال في كتابه العزيز:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة278.

وعن حديث عبد الله بن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لعن أكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه"قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله حديث صحيح في كتاب صحيح الجامع.

وفي حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم. قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال؟ الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات. رواه البخاري.

قال تبارك وتعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) سورة الملك: الآية15.

 

قال الشاعر في بعض من ابياته الشعرية ارجوا من الشباب المسلم الاستفادة منها:

تبارك الله ما أحلى محياه     وما ألذ على الأسماع ذكراه

إني أرى حين ألقاه وأبصره  بشائر النصر تهدينا ثناياه

هو الشباب الذي أرجو وأحسبه   سينشر الدين في الدنيا ويرعاه

إلى العقيدة والإيمان منهجه   وعصره قد وعى قيه قضاياه

وقد تسلح بالعلم الصحيح فلن يصده عن طريق الحق أعداه

أما المذاهب والأحزاب يدركها ومن هواه عن القرآن أعماه

وليس إمعة من جاء يندبه إلى الغواية لباه وحياه

وللسياسة جزء من ثقافته حتى وعى الوضع أقصاه وأدناه

وقد تأكد أن الأمة افتقدت لوعيها وبدت فيها ضحاياه

ثوب الغثائية الحمقاء يصبغها ويحكم الناس أقزام وأشباه

وعنده الوعي بالطاغوت يعرفه وكيف يجهل من بالظلم آذاه

يد الطواغيت قد أضحت ملوثة بدمِّ من في طريق الله آخاه

وقد تربى على الإيمان يدفعه لنصرة الحق في الضراء تقواه

مجاهد ومحب للإله وقد ذلت لإخوانه فيه حناياه

وباذل نفسه لله محتسباً قد باع لله دنياه بأخراه

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ونسألك القصد في الغنى والفقر ونسألك نعيما لا ينفذ ونسألك قرة عين لا تنقطع ونسألك الرضا بعد القضاء ونسألك برد العيش بعد الموت ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

وأنا أودعكم إذ أضع يدي وبعد لقائنا عبر هذه الكلمات لا يسعني أخوتي إلا وداعكم حقيقة .فاحرصوا أخوتي على أن تعملوا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه وأسال الله الزيادة من فضله وما التوفيق إلا من عند الله انه نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين

 

عزالدين الاسعد

2/2/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"