إن وجود اللاجئين الفلسطينيين في العراق يرجع إلى عام 1948 عندما حدثت النكبة باحتلال فلسطين قام الجيش العراقي بجلب العوائل الفلسطينية التي خيمت في جنين بعد نزوحها وخروجها من القرى الثلاث في جنوب حيفا ، والتي دُمِّرت منازلهم نتيجة القصف الجوي والمدفعي التي تعرضت له .
وكان عدد اللاجئين في حينها 3000 لاجئ ، وكانوا برعاية وزارة الدفاع لغاية 1952 ، حيث أُنشأ قسم خاص لإدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية .
ولم يُسَّجل هؤلاء في وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة والتي أسست لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في العالم ، بسبب اتفاق تم بين الحكومة العراقية آنذاك ووكالة الغوث على أن تقوم الحكومة العراقية بكافة احتياجات اللاجئ الفلسطيني من سكن وتعليم وطبابة والأمور الاجتماعية والمعاشية وكل ما يحتاجه اللاجئ مقابل عدم دفع الحكومة العراقية المبلغ الواجب دفعه لوكالة الغوث .
إلا أن واقع الحال منذ عام 1952 تاريخ تأسيس وكالة الغوث وبتوالي الحكومات العراقية لم يحظَ اللاجئ الفلسطيني في العراق بأدنى وسائل العيش والحقوق المدنية مقارنة مع أخيه اللاجئ في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان .
ولحد هذه اللحظة لم نسجل في وكالة الغوث ، الأمر الذي أدى إلى أضرار كبيرة وعظيمة لكوننا عشنا فترات التقلبات السياسية والحروب التي خاضها العراق ومآسي الحصار الأليم أسوة بأشقائنا العراقيين .
وفي العقود الثلاثة الأخيرة إزداد الأمر سوءا ، حيث حُرِمَ اللاجئ الفلسطيني من حق التملك وعدم إمكانية الاستثمار التجاري والسفر ومعظم الحقوق المدنية إلا بشق الأنفس .
وما أدل على ذلك من منح اللاجئ الفلسطيني وثيقة سفر عراقية لا تمكنه من دخول أية دولة أخرى إلا لأداء فريضة الحج والتي منعنا منها في العامين الماضيين .
وبعد زوال النظام السابق أصبح الوضع القانوني للاجئ الفلسطيني مضطرب جدا بسبب التقلبات والتغيرات في البلد ، حيث أننا لم نمنح أي هوية لإثبات الشخصية وبالمقابل لم تعترف معظم الجهات الرسمية بالإثباتات الشخصية الممنوحة لنا في زمن النظام السابق ، وقد حصلت الكثير من المضايقات والإشكالات على مختلف المستويات والفئات العمرية .
والآن لا نعرف ما هو مصيرنا ووضعنا القانوني هل نحن لاجئون ؟ أم وافدون !؟ أم مقيمون !؟ أم مواطنون !؟ أم بدون !!؟؟
وهل يعقل لإنسان يُمنَح وثيقة سفر دولة معينة ثم يطالَب بتحصيل إقامة عليها لمدة شهر واحد ، هذا حقيقة ما يجري الآن على اللاجئ الفلسطيني في العراق .
ولو سلطنا الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وخصوصا في السنتين الماضيتين والتي بلغت ذروتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة .
حيث نتعرض لحملة إعلامية تحريضية من بعض القنوات والصحف بدأت باعتقال أربعة لاجئين فلسطينيين بشكل عشوائي من المجمع السكني في البلديات وإظهارهم على قناة العراقية من خلال اتهامهم بتنفيذ تفجيرات بغداد الجديدة الإجرامية والتي بدورنا نشجبها وندينها ، ولا نشك ببراءة هؤلاء الأربعة .
وبعدها توالت الاعتداءات من قبل قوى أمنية تابعة لوزارة الداخلية تم من خلالها إطلاق النار العشوائي على المجمع الفلسطيني في البلديات لأكثر من مرة والمداهمات والاعتقالات الكثيرة من غير أي مبرر فقط على الهوية ، والقتل العمد لبعض الفلسطينيين من قبل مجهولين ، بالإضافة إلى أن أحد الذين تم اعتقالهم من قبل مغاوير الداخلية لقي حتفه جراء التعذيب في المعتقل وهو زهير حسن أحمد .
ناهيك عن المضايقات في المدارس والجامعات والمحال التجارية والمستشفيات ومعظم مناحي الحياة وخصوصا نقاط التفتيش وسيطرات الشرطة ، فسرعان ما ينهالوا على اللاجئ بالشتائم والضرب لا لشيء إلا لأنه فلسطيني صغيرا كان أم كبيرا ، ذكرا أو انثى وهنالك أدلة كثيرة على ذلك .
مما تقدم يظهر جليا ملخص ما يعانيه اللاجئ الفلسطيني في العراق من مآسي وآلام نتيجة الظلم الواقع عليه في معظم نواحي الحياة .
لذا نهيب بسعادتكم إيصال معاناة 22000 لاجئ فلسطيني في العراق إلى الجهات ذات العلاقة من :
1- الأمين العام للأمم المتحدة .2- وكالة الغوث ( الأونروا) .3- المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة .4- قوات التحالف ممثلة بسفرائها في العراق .5- الحكومة العراقية المؤقتة .إن لفيف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق يودون لقائكم مُمَثلا بوفد شعبي يمثل جميع فئات المجتمع الفلسطيني في العراق ، وبالعدد والزمان والمكان الذي تحددونه ، لتوضيح هذه المعاناة بشكل شامل وموضوعي مدعما بالوثائق والبراهين . مع جزيل الشكر والتقدير لفيف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق26 /7 / 2005 م