صفعة جديدة من قبل بوتين للتنظيمات "اليسارية" الفلسطينية – علي جابر

بواسطة قراءة 2901
صفعة جديدة من قبل بوتين للتنظيمات "اليسارية" الفلسطينية – علي جابر
صفعة جديدة من قبل بوتين للتنظيمات "اليسارية" الفلسطينية – علي جابر

هذه الصفعة التي وجهها بوتين هي دعوته المؤخرة لرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو لزيارة موسكو ولم نسمع رد من هذه التظميات الموالية لروسيا الكافرة حول هذه الدعوة .. الصفعة الأولى من قبل بوتين لهؤلاء كانت عندما زار هو الكيان الصهيوني منتصف العام الماضي ولم يكتفي بهذه الزيارة بل وذهب إلى حائط البراق والذي يسمى عند اليهود بحائط "المبكى" وقام بلبس القلنسوة اليهودية وقال مقولته الشهيرة "هنا نشاهد كيف أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس" لاغيا كل صلة وكل تاريخ في مدينة القدس تمت إلى دين الإسلام أو إلى بلاد العرب .

هل لا زالت هذه التظيمات تصر على الوقوف الى جانب روسيا ، لقد ساندت هذه التنظيمات روسيا بكل عدواناتها على الأمم والشعوب الإسلامية كأفغانستان والشيشان والآن في سوريا الى ان قام بوتين بجعل هذه التنظيمات  تكتوي بنار تصريحاته ويحرجها .

ولقد سمعنا بعض التنديدات هنا وهناك عند زيارة بوتين إلى القدس في العام الماضي وقوله مقولته الشهيرة أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس ، لكننا لم نسمع هذه المرة أية تنديدات لهذه الدعوة .

أين موقف "اليسارية" ليلى خالد العضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي اتهمت  قبل فترة وجيزة مخيم اليرموك بإيواء مسلحين أفغان لتحرض النظام السوري على ارتكاب المزيد من المجازر ضد شعبنا في سوريا ، نراها تصمت أمام تصريحات بوتين وأمام هذه الدعوة من قبله للمجرم نتياهو .

وعلى ذكر التنديدات التي سمعناها حول مقولة بوتين تلك ، فلماذا هذه التنظيمات تعتبر بوتين انه يصيب في حربه ضد المسلمين في الشيشيان وافغانستان وارتكابه المذابح ضد المسلمين وفي حربه على ما يسمى " بالإرهاب" ويصيب في مساندته للنظام العلوي الشيعي في سوريا في مذابحه ضد اهل السنة وتتخندق معه إعلاميا وعسكريا وايدلوجيا وسياسيا ، ثم لا ترضى عن كلامه وتندد به عندما يقف الى جانب الصهاينة في موضوع حجارة القدس والتاريخ اليهودي .. عجبا لهكذا تناقض ! .

ماذا كانت تنتظر هذه التنظيمات من بوتين تجاه قضية الإسلام فلسطين وأقول قضية الإسلام وليس غيره لأن بوتين ومن على شاكلته يعرفون ذلك جيدا لذلك ان حربهم ضدنا حرب عقائدية دينية وهذا سبب موالاته لليهود ، قال تعالى : { الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة : 146] ، هل كانت تنتظر منه هذه التنظميات ان يردد شعاراتها عند زيارته للكيان الصهيوني ولحائط البراق ولبسه القلنسوة اليهودية ولقائه كبار حاخامات اليهود .

فهذا هو صاحب المنهج الضال البعيد كل البعد عن دين الله عز وجل ، قال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف : 108] .

وقال تعالى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } [الأعراف : 146] .

ثم اين موقف بوتين وروسيا من بناء المستوطنات هل قام بالضغط على مجلس الامن من اجل ايقاف بناء المستوطنات او التنديد بها كما يفعل في التدخل في الشان السوري بثقل وبقوة لصالح النظام !؟ .

قال تعالى : { ... وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } [الجاثية : 19] .

على هذه التنظيمات وغيرها ان تراجع نفسها وان لا سبيل بتحرير ارضنا فلسطين الا بالرجوع الى كتاب الله عز وجل وشريعته السمحاء والكفر بكل ما هو دونها ومعادي لها .

وقال تعالى : { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ  } [البقرة : 138] .

الصهاينة يسعون الى اقامة دولتهم اليهودية ويعتزون بدينهم الباطل وهؤلاء هم وغيرهم لا يزالون يهربون من شريعة الإسلام السمحاء الدين الحق ويتخذون من الأديان والمناهج الكافرة سبيلا وأيديلوجية فعبثا يحاولون .

قال تعالى : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة : 32] .

هؤلاء حالهم يشبه حال اللاهثون والمهرولون وراء ما يسمى بعملية "السلام" فقد فرح اللاهثون وراء وعود أعداء الإسلام بخطاب أوباما الذي القاه في القاهرة بداية توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قبل اربعة سنوات ووعدهم حينها بوعود كبيرة حول المضي في عملية "السلام" والمفاوضات وحل الدولتين ووصف بعضهم خطاب أوباما بالتأريخي ، ثم يوجه لهم أوباما صفعة قوية بمطالبته بإعلان "إسرائيل" دولة يهودية في زيارته الأخيرة للكيان الصهيوني ، وقد هرولوا ولهثوا من قبل وراء وعود بوش بما يسمى بـ"خارطة الطريق" .

 

علي جابر

27/3/2013




 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"