وفي هذا السياق، صدرت اتهامات غير مسؤولة ضد المخيم مما
أثار المخاوف الأمنية لدى الفلسطينيين في المخيمات، وأعاد فتح الباب على عدة
احتماﻻت.
وإزاء ذلك، قال المصدر الفلسطيني المسؤول في حديث خاص لموقع رابطة الإعلاميين
الفلسطينيين: إنّ الذي حصل في عرسال له أسبابه وتداعياته وارتباطاته، وتشعباته
المرتبطة بتعقيدات المشهد في المنطقة وحالة الصراع القائمة.
واستدرك "لكن لوحظ مع أزمة عرسال إعادة توجيه الاتهامات لمخيم
عين الحلوة، وهذا الأمر برز من خلال مجموعة من الأخبار والتقارير الصحفية، ومجموعة
من القصص المفبركة كالعادة، حيث أصبح التركيز الإعلامي ينصب في هذا التوقيت الحساس
على عرسال وعين الحلوة معا، دون أن يكون هناك أي رابط سياسي أو أمني حقيقي وموضوعي
بين المنطقتين."
وأضاف إنّ "ظروف الإشكال في عرسال معروفة الأسباب والدوافع،
فلماذا جرى ربطها مباشرة بموضوع عين الحلوة؟ وتزامن ذلك مع ضخ مجموعة من الإشاعات
حول المخيم، منها على سبيل المثال الإشاعة التي تقول بأن الشيخ أحمد الأسير وشاكر
العبسي وفضل شاكر يمشون علنا في المخيم."
وحسب ما قال: "ترافق ذلك مع إجراءات أمنية مشددة في محيط عين
الحلوة، حيث جرى تشديد الإجراءات على الحواجز والتضييق على الأهالي بشكل مزعج جدا،
وصلت إلى تفتيش النساء والهواتف مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير بالمخيم ومصالح الناس
وإحداث توتر في نفوس سكانه، كما امتدت آثار ذلك وذيوله إلى كافة المخيمات."
وأمام هذه الأحداث، حسب المصدر، تحرَّكت اللجنة الأمنية العليا،
وقامت باتصالات ولقاءات وزيارات من أجل إيجاد حلّ للتخفيف من الإجراءات الأمنية بما
يحفظ مصالح الناس وأمن المخيم.
لكنه أشار إلى أنّ الجهات اللبنانية المعنية لم تقم بالدور الواجب
والمطلوب منها إزاء دحض الإشاعات وتكذيبها وتخفيف الإجراءات حول المخيم رغم كل النداءات
والتحركات.
ولفت المصدر إلى أنّ الجوّ الاجتماعي والسياسي طبيعي داخل المخيم
اليوم، ويظهر بما لا يدع مجالًا للشك بأن عين الحلوة ليس له علاقة مطلقا بما يجري في
عرسال لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون والأهداف.
وقال: إنّ الفلسطينيين يعيشون قضاياهم الخاصة المهمة، والإشكال في
عرسال له أسبابه وظروفه المعروفة من قبل الجهات المعنية، أما مخيم عين الحلوة فيعيش
ضمن الموقف الفلسطيني العام في لبنان المتمسك بحق العودة وبحياد الوجود الفلسطيني
عن الصراعات اللبنانية والإقليمية مع التأكيد على التمسك بالأمن والاستقرار
والمصالح العليا الفلسطينية اللبنانية."
وتابع: "ينبغي أن نذكّر بأنَّ الموقف الفلسطيني في لبنان أجمع
على إطلاق المبادرة وتشكيل القوة الأمنية، لحفظ الاستقرار ومنع الإخلال بالأمن."
وأوضح المصدر أنّ اتهام مخيم عين الحلوة والتضييق على حركته أتى في
ظل انشغال المخيم وأهله وقواه بالعدوان الصهيوني على غزة وصمود الشعب والمقاومة
واشتداد العنف الصهيوني على القطاع المحاصر.
وزاد: "إنه يهم الجهات الفلسطينية أن تؤكد أن سياسة التعاطي
مع المخيمات من المنظور الأمني يجب أن تتوقف، ومسألة الإسراع في اتهام المخيمات
لاسيما عين الحلوة والتضييق على الناس بهذا الشكل باتت مرفوضة."
ودعا كل الجهات اللبنانية أن تدرك أن ما كان مقبولا قبل المبادرة
والتوافق الفلسطيني الداخلي لم يعد مقبولا اليوم، وأنّ الجهات التي تقوم بالإساءة للوجود
الفلسطيني في لبنان من خلال تحريك أدواتها في عين الحلوة باتت مكشوفة اللعبة
والأهداف.
وشدد على أن الفلسطيني لن يقبل بأن يكون مخيم عين الحلوة مسرحاً
لتمرير مشاريع أو صفقات محلية أو إقليمية.
ويخلص المصدر الفلسطيني إلى التحذير من أن استمرار الأمور على ما
هي عليه من إشاعات وتحريض ومحاولات لزج الفلسطينيين في الأحداث الأمنية في لبنان، قد
تدفع الفلسطينيين في المخيمات لاتخاذ "موقف مختلف."
المركز الفلسطيني للإعلام