- محمد وصل إلى السويد قبل عامين ونصف تقريبا ، وحصل على الإقامة
قبل شهرين في بداية 2018 ، لكنه لا زال في السكن نفسه الذي أتى إليه عند وصوله إلى
السويد ،حيث يقول ان حالته النفسية سيئة حتي بعد حصوله علي الاقامة ، فصعوبة السكن
،، والاقامة المؤقتة وعدم امكانية لم الشمل ، تجعل الحصول علي الاقامة بلا قيمة
بالنسبة له ولكثير من اللاجئين .
في السكن الذي يسكن فيه محمد ، وبعد الحديث مع العديد
من الأشخاص الذين يسكنون فيه، تبين أن ما يقارب ثلث الأشخاص الذين يسكنون هناك لهم
سنوات بكامبات الهجرة بسبب الانتظار والرفض ،بلا عمل وبلا دراسة وبلا اي نشاط
انساني يتعاطون نوعاً من أنواع الادوية و"المخدرات"، سواء كانوا بالغين،
أو أطفال التجؤوا إلى السويد دون صحبة ذويهم وبعد بلوغهم سن ال 18 تم توزيعهم علي
الكامبات الخارجية .
- “علي” شاب من لبنان عمره 30 عام، كان هو الآخر يعيش في
سكن للاجئين في جنوب السويد، يعيش في السويد منذ 2006 وله 12 عام بين انتظار ورفض
طلب لجوءه ،ويعاني من امراض عصبية ونفسية .
ويؤكد
” علي” إن الأوضاع النفسية المتدهورة التي يعاني منها في السويد بسبب الانتظار
والرفض و السكن الجماعي الغير منظم ومع بعض الاشخاص السيئين سبب له حالة نفسية
عصبية، بجانب الانعزال التام عن المجتمع السويدي، هو السبب الرئيسي لتعاطيهم ادوية
مهدئة وعقاقير مسكرة لكي يستطيع ان يستمر دون انهيار .
اما شيماء (اسم مستعار) طالبة لجوء تسكن بسكن فتيات
بنفس الكامب ، فتقول “” منذ ان يستيقط طالب اللجوء الي نهاية اليوم ، لايوجد اي
نشاط ليقوم به ، ومن الصعب علي طالب اللجوء الذي يسكن في كامبات نائية ، ان يتحرك
الي المدن المجاورة لممارسة نشاط رياضي او ترفيهي او تعليمي ، فالكلفة المرتفعة و
عدم وصعوبة قبول هوية اللجوء LAMKORT..في اي نشاط بالسويد ، تجعل طالب اللجوء يلجاء للانعزال
، و"اللجوء الي التدخين او الكهوليات" وربما "الادوية
المخدرة" بشكل غير عقلاني .
وبسؤال “شيماء” عن مدي كلفة هذه "المخدرات"
وامكانية شراءها …قالت:- بشكل عام لا اعلم فلا اتعاطي او اتعامل مع هذه الانشطة
بالكامب، ولكن يوجد سوق صغير بالكامب لبيع وتداول انواع عديدة من عقاقير
و"ادوية مخدرة" و"السجائر" واغلبها مهربة ..واسعارها ليست
بالكلفه الكبيرة ..وفقا لما نسمعه .
يذكر أن السكن المذكور يقع في قرية صغيرة، بعيدة عن
الحياة المدنية السويدية، وإن المواصلات إلى أقرب مدينة قليلة جداً ومحدود بساعات
ورحلات يومية .
ويذكر محمد إن العديد من بائعي "العقاقير
المخدرة" و"السجائر" غالبا من دول افريقية واسيوية غير عربية ،و قد
عرضوا عليه الشراء، لكنه لم يسمح لنفسه بالاستسلام لتلك المحاولات ، وان اسعارها
ليست مرتفعة فاغلبها مهرب وردءي النوعية .
أندرش فيكلاندر رئيس الشرطة في البلدية التي يقع فيها
سكن اللاجئين، يشير إلى إن الشرطة في عملها تعطي الأولوية لأحداث أخرى تحدث في وسط
المدن، ولذلك فإن الجزء الأكبر من إمكانيات الشرطة تصرف على عمليات الطوارئ، عوضاً
عن العمل الوقائي لمكافحة الجرائم المماثلة للذي يحصل في مساكن اللاجئين…..حيث
وفقا للقانون يعتبر طالبي اللجوء ذو خصوصية في هويتهم وشخصيتهم .
وتستمر سلبيات فترة الانتظار الطويلة بالكامبات في
الظهور ،فعدم وجود حل، او اهتمام من سلطات الهجرة السويدية في تقليل فترات
الانتظار لصدور قرار لطالبي اللجوء ، وعدم ايجاد انشطة وحقوق للدراسة والعمل
لطالبي اللجوء، يجعل من فترة الانتظار كابوس و سيجعل طالبي اللجوء بعد حصولهم علي
الاقامة ، في حالة سلبية ونفسية سيئة لا تسمح لهم بالاندماج بشكل صحيح وسريع .
المصدر : المركز السويدي للمعلومات
26/1/14441
25/9/2019