العيش في ظلال الخوف والأفق المغلق هو أكثر ما يؤرق اللاجئ هناك، ويزيده الإهمال والتهميش الذي يلاقيه من مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين التي تعالت الأصوات مطالبةً إياها بالتحلي بمسؤوليتها تجاههم.
يعاني الفلسطينيون في العراق من القتل والتهديد
والتمييز وكل وسائل العنف وتفاقم الوضع بعد تسلم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لملفهم
عام 2004م، ومع وجود أكثر من مئتي عائلة مشردة في العراق تقدموا بعدة طلبات من أجل
إعادة توطينهم خارج العراق ولم يتحقق لهم منها سوى حالات قليلة.
أمنٌ مختطف
وما بين الأجهزة الأمنية العراقية ومليشياتها، تتنقل
مأساة اللاجئين المختطفين الذين لا يُعرف مصيرهم وظروف اختطافهم، وكان آخرهم اللاجئ
رائد سليم رمضان الذي اختطف من بيته ليلًا تحت تهديد السلاح دون معرفة الجهة الخاطفة.
وأمام هذا الوضع الصعب، قرر اللاجئون إعلاء صوتهم
والاعتصام أمام مقر المفوضية السامية لشئون اللاجئين فرع بغداد في السادس من الشهر
الجاري، وتؤكد رابطة فلسطينيي العراق لمراسلتنا أن المفوضية أغلقت أبوابها في وجه المعتصمين،
حيث كانت على علم مسبق بتحركهم، مما دفعهم للاعتصام داخل السفارة الفلسطينية.
ويطالب اللاجئون المعتصمون المفوضية بضرورة القيام
بدورها تجاه اللاجئين وتوفير الحماية الكاملة لهم من بطش الأجهزة الأمنية العراقية
وميلشياتها، كما ينادون بضرورة توفير ملاذ آمن لهم خارج العراق "لأنَّه أصبح غير
آمن للعراقيين أنفسهم" مما يفاقم معاناة اللاجئين.
السفارة وجدية التحرك ووجه المعتصمون نداءهم للسفير
الفلسطيني في العراق أحمد عقل للقيام بدوره الحقيقي في حماية أبناء شعبه من بطش الميليشيات
الطائفية، وأعلنوا عن اعتصام داخل السفارة، بدؤوه في الثامن من سبتمبر الجاري وسيكون
مفتوحًا إلى أن يضطلع السفير بمسئوليته.
كما يناشد المعتصمون الحكومة العراقية بضرورة الإفراج
عن المعتقلين الفلسطينيين الذين أمضوا سنوات في سجونها دون أن تصدر بحقهم أحكام واضحة.
يشار إلى أن عدد فلسطينيي العراق انخفض من حوالي
25 ألف لاجئ قبيل الاحتلال الأمريكي عام 2003م إلى أقل من ثلاثة آلاف اليوم؛ نتيجة
ظروف الحرب والاضطهاد والقتل الممنهج الذي تمارسه المليشيا الطائفية ضد الفلسطينيين
والذبح على الهوية المذهبية للاجئين.
سُبُلٌ مغلقة
ويعاني فلسطينيو العراق من رفض الدول العربية وغير
العربية استقبالهم، كونهم لا يحملون جوازات سفر بل وثائق سفر لا تعترف بها أكثر دول
العالم، ويطالبون بالتدخل لدى الحكومة التركية من أجل تسهيل شروط منح تأشيرة الدخول،
حيث إنَّ تركيا الدولة الوحيدة تقريبًا المستعدة لاستقبالهم إلا أنها تضع شروطًا صعبة
عليهم.
ونتساءل بدورنا عن دور منظمة التحرير وسفارات فلسطين
في التخفيف من معاناة من تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني في العراق وإيجاد بلد يؤويهم
إلى أن تحين لحظة عودتهم إلى فلسطين.