سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج20" فصل الخطاب "- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 5052
سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج20" فصل الخطاب "- رشيد جبر الأسعد
سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج20" فصل الخطاب "- رشيد جبر الأسعد

حيفا وأسرار سقوطها وصمود القرى الثلاث اجزم جبع عين غزال

فصل الخطاب ... هو العودة إلى الله سبحانه وتعالى والعمل بالكتاب والسنة والأخذ بعوامل القوة والظفر والنصر ..

 

مما سبق بينت عن خيانة الانكليز وتسليم حيفا للصهاينة، وسقوط معظم مدن وقرى  فلسطين نستخلص أهم الدروس، بأن الصهيونية العالمية والكيان الصهيوني ومن يساعدهم من دول العدوان والهيمنة، تستدعي منا التفكير والتأمل، والوقوف برهة بان هؤلاء هم أعداء الله، فلابد من مجابهتهم بقوة كبيرة وكثيفة مثلهم موازية لهم أساسها الإيمان والثقة بالنفس والاعتماد على الله والعمل بما جاء به الكتاب والسنة واستذكار المواقف الإسلامية السابقة وكيف كان النصر حليف الذين اتقوا.. في سيرة عمر وعلي وعبيدة وسعيد بن عامر وسعد وخالد وعماد الدين ونور الدين وصلاح الدين وقطز وبيبرس.. وأمثالهم أبطال غيّروا مجرى التاريخ ..

ومئات غيرهم قادة مسلمون أحرار أبرار كان النصر معهم وحليفهم بعدما إن اخذوا بأسباب القوة والتمكن والظفر.. فصنعوا النصر.. والتحرير.. ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه ودانت لهم  الدنيا صاغرة مذعنة لأن هؤلاء المسلمين من السلف الصالح مع الله ونصروا دينه واعزوا شريعته.. فنصرهم الله في ثباتهم وصبرهم وصدقهم وإخلاصهم .. وبارك لهم سعيهم.. وعلى كل فلسطيني وعربي مسلم ان يعي حقائق المعركة ويعرف أين يضع قدمه وموقفه في استخلاص العبر والمواقف.. من هذه الامور التالية التي على كل واحد منا  ان يعييها ويستوعبها.. ويعرفها ويكون مسلكه على ضوئها.. وان النصر قادم من الله.. ويأذن الله.. ونضع هذه الآية أمام أعيننا:

(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). علينا جميعا تدبرها واستعراض الكثير من الحقائق والأمور الهامة من خلال هذه الآية وغيرها. لان إقصاء الإسلام في برنامجه الشامل والكامل العادل والذي يمتاز بالسمو والكمال والديمومة لان إقصاءه عن حياتنا في التصور والاعتقاد والسلوك والعمل أدى لأن يحل فينا الضعف والتمزق والكارثة والمهانة والضياع.. وإذا عدنا للإسلام عادت ألينا الهيبة والمنعة والقوة والهوية والكرامة والعزة والوحدة.. وهذه من حقائق التاريخ وبديهياته .. كما وعاها السلف الصالح.. رحمهم الله ..

لعل من هذه الأمور ما اعتقده:

1- لابد من اليقين البديهي والاعتقاد الجازم بأن ارض فلسطين هي ارض إسلامية ومنذ 1400 سنة بشكل حضاري تفاعلي متواصل ومستمر.. باستثناء فترة 88 سنة حين احتلها الإفرنج الغزاة وحررت من قبضتهم... على أيدي جند الله ..الموحدون.. لم تحرر بالقومية ولا بالوطنية ولا بالاشتراكية ولا بالاستسلام.. إنما حررت بقوة جيوش الإسلام ومعهم كل الأحرار. ومعهم عقيدة الإسلام .. وراية الله اكبر..

2- شهد التاريخ انه عاش في فلسطين بجانب المسلمين عاشت طوائف عديدة من النصارى واليهود وغيرهم.. عاشوا بأمان ومودة واستقرار وتفاهم ورخاء.. تحت خيمة الإسلام والحكم الإسلامي.. والمظلة الإسلامية في ضل التسامح وثقافة الحوار والقبول بالأخر.. التي تبناها واتبعها الإسلام والمسلمون.

3- ضرورة الاعتقاد الراسخ والعلم بان ارض فلسطين التاريخية هي من شمال النافورة قرب حدود الشقيقة لبنان حتى رفح جنوبا ومن نهر الشريعة أو نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، هذه كلها ارض فلسطين التاريخية، هي ارض وقفية خراجية إسلامية وملك إسلامي صرف للمسلمين وحدهم البالغ عددهم (مليارين و570 مليون مسلم حسب إحصائيات عام 2010م) ولا يملك أي مسلم أو حاكم التصرف أو المساومة بشبر واحد منها، من هنا نعرف إن ما توصل إليه الحكام العرب في شعارهم (منظمة التحرير..الممثل الشرعي و الوحيد..) ماهي إلا مؤامرة دولية لكي ينفرد فصيل فلسطيني بالتفاوض بالقضية المركزية كيفما شاء وكأنها هي قضية نزاع حدود، وقد سمعت محمود عباس في أوائل عام 2010م يقول:

-       يقولون إن مفاوضاتنا عبثية، أن المفاوضات عبارة عن كم شهر فقط. انه يستخف بعقول ووعي الشعب الفلسطيني والعرب المسلمين، وهو يعرف إن هذه الأشهر فقط من المفاوضات هي موزعة وعبر عشرون عاما...! من التسويف والمماطلة والمراوغة الصهيونية،عشرون عاما من المفاوضات والضياع والفراغ والمساومة والخداع والوعود الكاذبة ..؟!

4- فلسطين ارض عربية ووطن أسلامي وملك لكل المسلمين في العالم وقد تعزز ذلك المفهوم وتأكد أكثر في معجزتي ورحلتي الإسراء والمعراج وبموجب آيات القرآن والسنة..

5- الرجوع إلى مراجع التاريخ ومؤلفات العرب والمسلمين في الماضي والحاضر والمستقبل ومؤلفات المؤرخين الأوربيين الذين اجمعوا جميعا على أن القبائل العربية نزحت إلي فلسطين من بلاد الشام والحجاز واليمن منذ عشرة ألاف عام على الأقل قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. وهؤلاء عرب القبائل العربية رحبوا بالفتح الإسلامي الذي فتح القلوب والجوارح.. فحملوا راية الإسلام ونشروها في أنحاء الأرض.. لذلك فقضية فلسطين هي قضية شرعية أسلامية أخلاقية وبالأساس وبامتياز لا يرتقي إليه الشك، لم ولن تكن قضية فلسطين قضية الجدار العازل ولا قضية حدود ولا قضية لاجئين ولا قضية سياسية.. أنها قضية شعب طرد من وطنه وقضية امة بأسرها اغتصبت منها قلبها وفردوسها وأقصاها في ليل بهيم حالك السواد .. هذا المسجد الأقصى الذي بنته الملائكة وآدم .. ليكون معقلاً ومنطلقاً لآهل التوحيد ..

6- لابد من العلم بمكانة فلسطين أرضا ووطنا وشعبا وتاريخا ووقفا وتراثا وأثارا.. بتعليم الأجيال الحالية والقادمة حول هذه المفاهيم وربط عقيدة المسلمين بهذا البلد الطاهر الإسلامي العزيز المغتصب، وقد قال الدكتور طارق سويدان والشيخ يوسف القرضاوي والدكتور نادر التميمي وعشرات غيرهم أمثالهم أن كل من لا يؤمن بتحرير فلسطين عنده خلل في عقيدته خلل في إسلامه.. ونقص في دينه وفي معتقده.

7- ليعلم علم اليقين الثابت والراسخ كل فلسطيني وكل مسلم وعربي إن الإسلام رسالة وعقيدة ودين ومنهج حياة فيه العزة والهيبة والقوة والمنعة والكرامة.. الإسلام يرفض الاستكانة والذل والخنوع والخضوع والاستسلام والضغط.. مهما كان بطش العدو وجبروته.. وان الذي هزم قوى الشرك في بدر وهزم طغاة الإفرنج في حطين .. وهزم المغول في عين جالوت.. بقيادة قطز وجند الإسلام.. وهزم الجنود الصهاينة من قرية الكرامة في 21/3/1968 هو الإيمان والإرادة والإصرار .. قادر على أن يهزمهم من جديد وما خالد بن الوليد وأبو عبيدة وسعد  وعمر وعمرو وصلاح الدين وقطز.. وآلاف أمثالهم إلا جنودا أوفياء للإسلام.. واعز الله الإسلام بهم.. فأعزهم بالإسلام.

-       ضرورة الاعتقاد والقناعة برفض وحرمة التنازل عن أي شبر من ارض فلسطين ومتى كانت المفاوضات تجرى على الأوطان ويتم فيها المساومة والتنازل.. وان الأرض مقابل السلام..؟! هذا أمر غريب مستهجن مرفوض.. قال الشاعر:

من يهن يسهل الهوان عليه           والجرح بميت ايلام

-       ليعلم كل عاقل وشهم وغيور ومؤمن أن الحق لايضيع ووراءه مطالب، وإذا مرت الأمة  في حالة من الضعف  العقيدي والعلمي والحربي والسياسي.. فهذا لا يسمح بالتنازل عن الحق أو التفريط به وعدم إعطاء المعتدي الغاصب(شهادة حسن سلوك) وشهادة تملك واغتصاب، فالحال يتغير من ساعة إلى ساعة.. والدنيا دواليك.. والحرب سجال.. والنزال كر وفر..

قال الشاعر احمد شوقي رحمه الله :

فعلم ما استطعت لعل جيلا        سياتي يفعل العجابا

-       في استعادة الحق المغتصب. عدم التعويل على طلب المعونة والنصر لا من الشرق ولا من الغرب، ولا من المشركين، أما إذا كان هناك أحرار في العالم حكومات وأمراء وقادة وأحزاب وشعوب فأي مساعدة ودعم أدبي ومعنوي ومادي وغيره كله نقبل به بدون شروط.لان قضية فلسطين بالإضافة إلى أنها قضية إسلامية وبالأساس فهي قضية إنسانية أخلاقية أيضا.

-       التذكر والتذكير والاستذكار بقضية تحرير فلسطين وعودتها عن طريق العقيدة والوحدة والتعبئة بجعلها حديث المجالس والمنتديات وخطب الجمعة والجامعات والمدارس  والندوات هنا وهناك لتتشرب أجيال اليوم هذه المفاهيم الحيوية المفاهيم الشرعية ..

-       يجب العلم أن كل فلسطيني ومسلم وعربي وإنسان يستطيع أن يدعم عدالة القضية الفلسطينية، عدالة الصراع الحضاري ضد الحركة الصهيونية لكل من له القدرة  ولو بعمل بسيط، وفق الحديث الشريف (لاتحقرن من المعروف شيء)، وفي الحديث (بلغوا عني ولو آية) كما جاء في الحديث الشريف.

يمكن لكل واحد منا صغيرا كان أو كبيرا، ذكرا أو أنثى.. أن يساهم في الإعلام والنضال والتعبئة  بلسانه بسلاحه بدمه بدعائه بقلمه بماله بقلبه.. كل من مجاله وموقعه وإذا ما قصد في ذلك فهو (مقصر آثم والله اعلم) لان الساكت عن الحق شيطان اخرس وكاتما للشهادة.. ومتقاعسا عن العمل الجاد

-       للمرأة دور رئيسي وحيوي وفاعل لابد من اعتماده في تنشئة الجيل تنشئة سليمة صالحة أساسها الإيمان والخلق والشجاعة فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع، يجب عدم إغفال أو تجاهل دورها ولنا في الصحابيات الكريمات في صدر الإسلام .. الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة.. رضوان الله عليهن.

على ضوء الإسلام لابد من حث الفتيات والنساء على الثقافة والعلم والمعرفة. وتسخيرها لمنفعة المجتمع ولقضيتنا العادلة، وحث الفتيات والنساء بالابتعاد عن التبرج والسفور الفاضح وتجاهل (الموديلات) والالتزام بالحشمة وملابس ومظاهر الاحتشام في الحجاب الشرعي وأداء العبادات وتنشئة الأطفال والأجيال على القوة والرياضة والصدق والشهامة والإيمان والغيرة والإبداع والثقة بالنفس.. وإنجاب الأطفال.. وتربيتهم التربية الحسنة الصالحة.. وعدم الالتفات والاهتمام إلى مؤامرة مايسمى (تحرير المرأة) إنها دعوة الغرب الاباحي لتحرير المرأة من العفة والفضيلة والحياء والحشمة..

إن الداعية الحق، الداعية المخلص لله تعالى، والمؤمن بضرورة العمل الجاد والتكاتف لتحرير فلسطين من الاغتصاب والاحتلال وتطبيق منهج الله في الأرض، على هذا الإنسان أن لا تقتصر جهوده ولا يكتفي مثلا في البحث عن عمل ومورد رزق لأخ أو صديق وتشغيل العاطلين، ومواساة المبتلي، وإقراض المحتاج إن أمكن، وعيادة المريض، وتلبية دعوة الخطوبة والأفراح، وحضور الندوات والمؤتمرات الفكرية والثقافية والعلمية، والعمل على إصلاح ذات البين وافتتاح مراكز لتحفيظ القران الكريم في المساجد والمدارس والبيوت وفتح دورات تعليم الحاسوب والشات (الانترنيت) ، ومساعدة الفقراء، وقضاء حاجات الآخرين، والعمل على قضاء مصالح الناس وحضور مجالس العلم وتفقد الأبناء في المدرسة.. إن كل هذه الأمور أو بعضها لابد منها وهي جيدة وحسنة فمن قام بها لاباس بل جزاه الله كل خير، ولكن لاباس من تقديم المزيد، فالإنسان المسلم العامل الطموح عليه أن لا يقف طموحه وجهده على هذه الأعمال فقط.. بل يطلب منه المزيد.. المزيد.. وليوسع أفق تفكيره، وعطاؤه وبذله.. وعطاء المسلم العامل الداعي والداعية.. لايقف عند حد.. لان وقته ليس ملكه فالإنسان العربي والمسلم، وخاصة الفلسطيني رأس الحربة ، عليه أن يعمل من خلال المنظومة التربوية في المجتمع(العائلة والمدرسة والمسجد والسوق والنادي).. أن يعمل لأجل التأثير والتغيير وتنمية شخصية الأخريين. يعيش ويبدع وسط الناس وكل المجتمع.. ينشر قيم الخير والحب والتفاؤل والأمل والإبداع والتفاني.. من خلال مركزه في المجتمع.. وموقعه بين الناس.. في المدرسة.. الجامعة..المعمل.. النادي..النقابة ..الإعلام .. الصحيفة .. الجيش .. العمل الفدائي .. مركز الشرطة.. دار النشر..المتجر..هذه الأماكن.. وغيرها من المواقع يمكن للإنسان التحرك من خلالها.. ودعوة الآخرين لبيان عدالة القضية الفلسطينية .. وشرعية نصرتها..

-       على الإنسان الفلسطيني الإيمان والعلم إن هذا الاغتصاب الصهيوني لفلسطين هو عدوان مؤقت ولا بد من أن يزول.. وقبله العدوان والاحتلال الصليبي الذي زال..

اغتصاب فلسطين حالة مؤقتة وزائلة لا محالة، والاحتلال هو الظلم وإحدى صور الباطل، لقد استغل الانكليز الخبثاء إمكانية الحركة الصهيونية في الحرب العالمية الأولى وما بعدها إمكانياتها العلمية والاقتصادية والجاسوسية والإعلامية والمالية والفنية وسخروها كلها للعدوان على شعب فلسطين الأعزل وانفردوا بهذا القطر الفلسطيني بمعزل وسلخ عن كيان الأمة العربية والإسلامية بعد أن استغل الصهاينة حالة الضعف العربي الإسلامي بعد الحرب الأولى . فلا بد من العودة السريعة إلى الله.. إلى الإسلام القوي المنتصر..

في الإسلام .. وفي الإسلام فقط نجد ضالتنا المنشودة ، نجد هويتنا ونلمس ديانتنا ونشعر بقوتنا وتعود لنا هيبتنا وعزتنا وكرامتنا وتعود لنا أوطاننا وأمجادنا وحضارتنا..

هذه بعض أبيات الشعر الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله المعبر في قلمه وشعره..

نحن بالإسلام كنا خير معشر

وأزلنا باسمه كسرى وقيصر

وزرعنا العدل في الدنيا فاثمر

ونشرنا في الورى (الله اكبر)

فأسالوا ان كنتم لاتعلمون

سائلوا التاريخ عنا  ماوعى

من حمى حق فقير ضيعا

من بين للعلم صرحا ارفعا

من اقام الدين والدنيا معا

سائلوه سيجيب المسلمون

 

وقول الشاعر:

رأوا (اوربة) فراحوا يكفرون، على

وانكروا مجد اباء لهم شهدت

 

جهل، بدينهم الموروث والشيم

لها فحول رجال الغرب بالتقدم

ان علماء اوربا واليابان هم الذين شهدوا للحضارة العربية الإسلامية وصلاحية الإسلام القوي المعطاء

شهد الأنام بفضله حتى العدا                     والفضل ما شهد به الأعداء

 

اجل ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، إن الظروف العصيبة وتداعيات الأمة العربية والإسلامية في عصرنا الحاضر وتعدد الدول والحكومات ، هو عين الشيء، هو شبيه تماما ما كانت عليه امتنا من عصر الدول والحكومات في القرن الثاني عشر الميلادي حينما ظهر القائد صلاح الدين الأيوبي وأكمل مشوار صنع الوحدة العربية الإسلامية التي ارس أسسها وحقق قسما منها القائد نور الدين زنكي ... نور البطل الشهيد ...

لقد كان القائد المنصور بالله  صلاح الدين الأيوبي نموذجاً حياً للمقاومة والجهاد الإسلامي والصمود ، فعزز الله سبحانه وتعالى مساعيه ومساعي كل أهل الخير من جند لله في الأرض وانتصر الإسلام والمسلمون على عدوان وهمجية جيوش الافرنجة المعتدية ...

لا عجب إن كانت العصابات الصهيونية صحفها ومؤرخوها يعرفون هذه الحقيقة عن واقعنا وتاريخنا .. وقد وردت هذه الحقيقة على لسان مجرم الإنسانية ( أريل شارون ) السفاح ( والوزير) الصهيوني ، حينما سألته إحدى الصحفيات :

- لماذا هذه المخاوف والقلق والحذر ... وأنت الجنرال صاحب الانجازات والرتب العسكرية العليا ... ؟ فقال :

( أخشى أن يظهر صلاح الدين جديد في العالم العربي الإسلامي ) ، ومع ان هذه الصحفية أجابته :

لكن العالمين العربي والإسلامي في حالة صعبة من التفرق والانحلال !

إلا أن ( شارون ) قال لها ( مستنبطاً ) معنى النذير قائلاً لها :

في مثل هذا المشهد العربي الإسلامي ظهر صلاح الدين ... ، ( المصدر مجلة – البيان – لندن ، ربيع الأول 1425 هـ الموافق ( نيسان / أيار /  2004 م) عدد (199) صفحة : (108) .

قبل أن يمن الله سبحان وتعالى بالنصر الساحق للمسلمين على قوى عدوان الافرنجة ، على يد صلاح الدين الأيوبي ، كان في بعض جولاته قبل الحرب والمناوشات في إحدى جبهات القتال ، تجول ليلا بين خيام الجند ، فمر قرب خيمة كل عناصرها نيام ، ولا صوت ، وسمع شخير بعضهم .. فقال لمن معه من القادة ، مشيراً إلى هذه الخيمة :

من هنا تأتي الهزيمة ...!؟

وتابع سيره فمر من قرب خيمة أخرى، فسمع صوت يقراً القران ، وأخر يقيم الصلاة ، وآخر يدعو الله بخالص الدعاء لطلب النصر بعد الأخذ بالأسباب وآخر يهلل ويكبر وآخر يتوضأ .. مر من قرب الخيمة وقال لصاحبة : من هنا يأتي النصر أن شاء الله ....

إن تعزيز الثقة بأنفسنا ضرورة شرعية وأخلاقية ، فلو اجتمعت كل الدنيا ضدنا مثلاً ، هل يجب أن نغير حقيقة الظالم الواقع علينا ، واغتصاب  فلسطين والمسجد الأقصى وتشريد أهلنا ... هل نغير جلودنا .. إن المستقبل المشرق لنا .. أن شاء الله تعالى .. والوقت لصالحنا والعوامل الايجابية للنصر  وللقوة كلها تصب لصالحنا في العودة إلى الله ، وزيادة عددنا ، وأخذنا بأسباب العلم والتنظيم ألحديثه واستعلاء الإيمان وتعزيز القيم الروحية وزيادة المعارف .. هذه كلها وغيرها تصب في صالح امتنا لأجل قوتها ورفعتها وتعزيز هويتها ..

وكلنا يعرف إن ما تسمى( إسرائيل ) إنما قامت على الظلم والغدر والبغي والباطل والتزوير والعدوان .. وتشريد شعب بأكمله من وطنه ودياره وما ضاع حق ورائه مطالب ..

صرح الوزير الصهيوني السابق ، ونائب كنيست حالياً يوم 19/8/2004م وهو من وطنه وموطنه الأصلي من الأقطار الاسكندنافية ، وهو أيضا حاخام يهودي سابق ، صرح وقال عن ( إسرائيل ) والكيان الصهيوني الغاصب بالحرف الواحد :

-         ( - إسرائيل – دولة غير أخلاقية .. )

-          (ودولة غير ديمقراطية .. )

-         و( إسرائيل ) تجارتها الأولى في العالم بالنساء ، بأن تجارة النساء في ( إسرائيل ) غير ممنوعة ومرخصة رسمياً ..

-         وهناك انحلال اجتماعي

-         وفي قناعته أن – إسرائيل- مصيرها إلى زوال لا محالة ، وان أسباب فناءها وزوالها في داخلها وهناك القمار ، والجريمة ، والمخدرات .. والتسكع والبطالة .. ( المصدر : قناة المجد الفضائية في إحدى برامجها الساعة 2:15 بعد منتصف الليل يوم الثلاثاء 14/9/2004م المتحدث غازي السعدي مدير دار الجليل والنشر عمان الأردن المتحدث حول تصريحات الوزير الصهيوني أعلاه)

قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) سورة آل عمران الآية (200)

وقال تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) سورة آل عمران آية (110)

انتهى بعون الله تعالى كتاب ( حيفا وأسرار سقوطها وصمود جبع عين غزال اجزم ) ثم يليها الوثائق وبعض المقابلات الشخصية لمن عانوا المأساة ولمن عاشوا الحدث ...

 

شكر وتقدير وامتنان

اشكر جميع الأخوة الأفاضل الذين علقوا على كتاباتي ومواضيعي التاريخية والثقافية كنت أتابعها واقرأ التعليقات أولاً بأول منذ الحلقة رقم (1) لغاية الحلقة (20) واعرف أسمائهم جميعاً كلهم أصدقائي وأخوتي وأحبائي وأهلي .. اكرر شكري وامتناني لهم جميعاً ولا متسع لان اذكر أسمائهم جميعاً .. اكرر حبي وشكري على مشاعرهم الرقيقة والله ما وراء القصد ومن الله التوفيق ..

 والى اللقاء في مواضيع وبحوث تاريخيه وثقافية نافعة إن شاء الله تعالى ..

 

رشيد جبر الأسعد

( أبو محمد )

كاتب فلسطيني / بكالوريوس تاريخ

                                                                    

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"