سلسلة الفقه الميسر- الحلقة الثانية: ( التوحيد وأقسامه )- وليد ملحم

بواسطة قراءة 4045
سلسلة الفقه الميسر- الحلقة الثانية: ( التوحيد وأقسامه )- وليد ملحم
سلسلة الفقه الميسر- الحلقة الثانية: ( التوحيد وأقسامه )- وليد ملحم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

في هذه الحلقة سوف نبدأ بشرح مبسط للتوحيد الذي هو أهم أركان الإسلام وعلى صحته يبنى قبول الأعمال قال تعالى {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الزمر65

التوحيد لغة:مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا.

وشرعا هو: انفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه.

(انظر مجموع فتاوى ابن باز 1\34)

-         اعلم أخي المسلم وفقني الله وإياك أن الإنسان لا يكون من أهل التوحيد الخالص إلا إذا افرد الله بجميع أنواع العبادات .

-         قال الله تعالى{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ }هود1-2

-         وقال تعالى{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }هود25-26

-         أدلة التوحيد:

-         { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }الإخلاص1

-         { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الأعراف70

-         { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45

وعن ابن عباس رضي الله عنهما :

-          : يقول لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى....الحديث .أخرجه البخاري في التوحيد رقم 6937.

-         أقسام التوحيد:

1- توحيد الربوبية:

ومعناه أن الله هو المتفرد بالخلق والأمر والملك والتدبير والموجد لهذه الكائنات من العدم إلى الوجود بدون شريك ولا معين . فهو الخالق وهو الآمر وهو المالك وهو المدبر وحده لا شريك له قال تعالى { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2.

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوي عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54

{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5

ولم ينكر هذا القسم أحد إلا فرعون والنمرود والدهرية قديما والشيوعية حديثا والمنكر له يعتبر كافرا ملحدا.

2- توحيد الألوهية:

هو إفراد الله في أفعال العباد:

ومعناه صرف جميع أنواع العبادات من ذبح - ونذر- ودعاء - وتوكل- ورجاء- وإنابة - وخوف - ورهبة – وخشية - وغير ذلك من أنواع العبادات لله وحده لا شريك له.

قال تعالى : { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً...الآية}النساء36

وقال جل شأنه { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 ، أي ليوحدوني وآمرهم وأنهاهم.وهذا هو معنى ((أشهد أن لا إله إلا الله)).

والذين أنكروا هذا القسم هم المشركون قديما والقبوريون وعباد الأضرحة حديثا.

3-    توحيد الأسماء والصفات:

هو إفراد الله بما سمى به نفسه أو سماه رسوله صلى الله عليه وسلم أو وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكيف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.كما قال تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11وقال تعالى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180

وإنما نثبت له كل اسم وصفة وردا في الكتاب والسنة الثابتة على الوجه الذي يليق بجلال ربنا, فنؤمن بأنه يسمع ويبصر ويتكلم متى شاء وبما شاء وأنه مستوي على عرشه استواء يليق به كما قال تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }طه5

القرآن كله توحيد:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله " فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ... وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه .... وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد.

معظم المادة مأخوذة من كتاب القول المفيد في أدلة التوحيد للشيخ محمد الوصابي اليماني .

أخوكم: وليد ملحم

20/2/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"