فلسطين والشام
مهد
العروبة والإسلام
(الرد القويم على بعض ما جاء في القول المبين في تاريخ القدس وفلسطين نقد التزييف "الاسرائيلي" لتاريخ القدس وفلسطين في المصادر العربية)
لمؤلفه الأستاذ محمد محمد حسن شراب
رشيد جبر الاسعد
(1)
((سليمان عليه السلام نبياً مسلما جدد بناء المسجد الاقصى))
صدر للأستاذ المؤرخ محمد محمد حسن شراب كتابه (القول المبين في تاريخ القدس وفلسطين) وهو كما يقول مؤلفه (نقد للتزييف "الإسرائيلي" لتاريخ القدس وفلسطين في المصادر العربية).
صدر عن دار مؤسسة فلسطين للثقافة، سورية دمشق، الطبعة الأولى، 2006م حجم الكتاب صغير، يشتمل على 80صفحة، تضم 46 موضوعاً وبحثا صغيراً، أراد المؤلف المؤرخ أن يرد على الذين يدخلون في التاريخ العربي الإسلامي بعض "الإسرائيليات" والتزوير من حيث يشعرون أو لا يشعرون باعتمادهم بعض روايات وأقوال التوراة والتلمود وغيرهما، مما جعله أيضاً في تفكيره وفي اجتهاده وكتابته في بعض المواضيع لم يحالفه التوفيق والصواب، فنسف بعض المسلمات، نسف ونفي بعض المسلمات الإسلامية، والتي ورد ذكرها في القرآن والسنة والتي قال بها واجمع عليها السلف الصالح، كما أشتمل كتابه على بعض الأفكار والآراء غير السديدة، لم أناقش كل بحوث الكتاب والذي ضم الكثير من المواضيع الجيدة التاريخية والشرعية الصائبة والصحيحة، ولكن اعتزازاً بالكاتب والمؤرخ والكتاب أردت فقط تصحيح بعض الأخطاء التي وردت في الكتاب معززاً ردي وحجتي أو بياني على ضوء ما جاء بالقرآن والسنة، والله ما وراء القصد، ومن الله السداد والتوفيق.
ورد في الكتاب رقم الصفحة (70) ما نصه :
(من أغاليط المحدثين والمؤرخين نسبتهم بناء المسجد الأقصى الى سليمان، ومن أغاليط المحدثين والمؤرخين نسبتهم بناء المسجد الأقصى الى سليمان ابن داود مع ان هذا الخبر يخالف النصوص الصحيحة التي رويت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما روى البخاري ومسلم والنسائي، عن ابي ذر رضي الله عنه قال :
قلت: يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام، قلت : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت: كم كان بينهما، قال: أربعون سنة...
الكلام للأستاذ محمد محمد حسن شراب، يضيف في صفحة (71):
(وقد أعتمد المحدثون والمؤرخون في نسبة بناء المسجد الأقصى إلى سليمان أبى داود على حديث روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بطرق أسانيدها صحيحة، ولكن متنها مختلف، وليس منها لفظ بناء المسجد الأقصى، وإنما أشار إلى بناء مسجد.. وأصح طرق الحديث إلى عبد الله بن عمرو ليست مرفوعة، وإنما هي من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص، والمعروف أن عبدالله بن عمرو كان يجيد اللغة السريانية، وكان يقرأ في كتب أهل الكتاب، ويحدث عنها، ونقل ابن حجر في الفتح، ان عبدالله بن عمرو بن العاص وجد حمل جمل في الشام من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منها، فتحاش التابعون روايته.) أ.هـ
يضيف الأستاذ محمد محمد حسن شراب نفس الموضوع صفحة (72):
(ومن العجيب ان هذه الرواية التي قالوا: أن رجالها رجال الصحيح يوافق لفظها ما جاء في كتاب التوراة، فالرواية تقول: ان سليمان حين فرغ من بيت المقدس قرب قربانا فتقبل منه، فدعى الله بدعوات منها: اللهم أيما عبد مؤمن زارك في هذا البيت تائباً أليك، إنما جاء يتنصل من خطاياه، أن تتقبل منه)
لقد التبس الأمر على المؤلف شراب، لأنه أصر في بحثه أن يجمع ويخلط بين حديث ابو ذر حول بداية البناء وحديث عبد الله بن عمرو الذي يقول بتجديد بناء مسجد من قبل سليمان، وأساس البناء منذ أدم عليه السلام شيء، والتجديد والتوسيع والاعتناء من قبل الأنبياء والرسل شيء أخر، انه في كل الأحوال مسجداً إسلاميا لأهل التوحيد، فيقول متابعاً الموضوع في صفحة (72) تحت عنوان :
الموازنة بين حديث أبي ذر في البخاري وحديث عبد الله بن عمرو في النسائي :
وأقرأ إن شئت في الكتاب المسمى : سفر الملول الأول ، الإصحاح الثامن – ص 547، وما بعدها، فأنك تجد لفظ الحديث يلخص ما جاء في هذا الكتاب تماماً.. ومن المتفق عليه ان ما يسمى التوراة الموجودة بين أيدي الناس اليوم ، لا يوثق بما فيها من الأحداث والأخبار لأنها من تلفيق المؤلفين : ولا يمكن مضاهاة أخبارها بما جاء متواتراً في الحديث النبوي الشريف الصحيح ... فالحديث المروي عن عبد الله بن عمرو، لا يصح متنه وان صح سنده، لان من شروط قبول المتن الا يخالف نصاً صحيحاً، وقد خالف هذا الحديث نصاً صحيحا رواه البخاري ومسلم، وما جاء في البخاري ومسلم لا يعارض بما جاء في الكتب الأخرى ، فكيف يعارض بما جاء في البخاري ومسلم لا يعارض بما جاء في الكتب الأخرى، فكيف يعارض بما جاء في التوراة؟ ومع ذلك فقد أولع شراح الحديث بالجمع بين الروايتين المتعارضتين، وان تفاوتت درجة الأسانيد، ولهذا فقد جمع الشراح بين حديث ابو ذر، وحديث عبدالله بن عمرو، تجديد البناء... فقالوا: أن سليمان جدد بناء المسجد الأقصى..) 1.ه
أضاف المؤلف المؤرخ شراب:
حديث عبد الله بن عمرو من "الإسرائيليات"..:
قلت: وهو تأويل لا يستقيم، وخير منه ان تقول: ان رواية عبدالله بن عمرو بن العاص موقوفة عليه، وهي من "الإسرائيليات" التي يحفظها، وعبر عنها بالإسلوب العربي، لان سليمان يجدد بناء المسجد الأقصى، وإنما بنى بناءً خاصاً سموه الهيكل...وهو قصر ملكي، بني فيه مكانا للعبادة، أما المسجد الأقصى، فهو مكان منفصل، خاص بالعبادة كان موجوداً قبل وصول إبراهيم عليه السلام فلسطين). 1.ه
وفي الصفحة (74) بعنوان سليمان بنى قصراً يقول المؤلف المؤرخ شراب: سليمان بنى قصرا وليس مسجداً، والدليل في القرآن الكريم في قصة ملكة سبأ، وعندما قدمت إلى سليمان (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصّرْحَ فَلَمّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنّهُ صَرْحٌ مّمَرّدٌ مّن قَوارِيرَ)... سورة النمل:(44).
عزيزي القارئ الكريم – لقد قرأت نصوص كتاب الأستاذ المؤرخ محمد محمد حسن شراب فيما يتعلق بالنبي سليمان عليه السلام وحديث عبد الله بن عمرو حول المسجد الأقصى والنقاط التي وردت في هذه النصوص تضمنت:
1- التشكيك في حديث عبد الله بن عمرو حول بناء سليمان مسجداً والقول بأنه من "الإسرائيليات" ، ورفض الحديث أو التشكيك فيه .
2- القول بأن النبي سليمان بنى هيكلا وليس مسجدا .
3- المقارنة والخلط الغير صحيحة في حديث أبي ذر حول بداية بناء الأقصى من آدم عليه السلام وحديث عبد الله بن عمرو حول تجديد بناء سليمان مسجداً .
4- القول الخطأ بأن سليمان لم يبني مسجدا بل قصراً .
أقول – ومن الله سبحانه وتعالى الهدى والصواب والتوفيق –الحقائق الشرعية الإسلامية المستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
1- أن جميع الأنبياء، والرسل خاصة الذين ورد ذكرهم في القرآن والسنة هم أخوة في الله، أخوة في العقيدة والإيمان، إخوة في الإسلام من لدن سيدنا آدم إلى رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) (أن أنبياء الله عبر العصور والى كل الأمم كانوا مسلمين ودعاة إلى الإسلام، وأتباع الأنبياء عبر العصور ممن لم يشركوا ولم يضلوا ولم يكذبوا برسل الله، ولم يقتلوهم، هم أخوة في العقيدة، وان اختلفت الأعراق والأوطان(1).
2- ان كل الأنبياء والرسل هم مسلمون موحدون أحدهما متمم لمهمة ورسالة الآخر، مسلمون بالمعتقد والتوحيد والسلوك ومكارم الأخلاق، وكل نبي ورسول هو مسلم كما جاء ذكرهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية.
3- النبي سليمان نبياً مسلماً جدد بناء أو مكان أو موضع مسجد، والمسجد تسمية أسلامية ورد ذكرها عدة مرات في القرآن الكريم والسنة النبوية، والمسجد الأقصى من لدن سيدنا أدم مروراً بسيدنا إبراهيم ويعقوب وداود وسليمان وعيسى عليهم السلام... وكلهم اهتموا بوضع المسجد الأقصى وأضافوا وجددوا ورمموا وعبدوا الله واعتكفوا.. فهو معهد ومسجد الأنبياء والرسل وكعبة الإيمان وحج الأنبياء والرسل ومنطلقهم مع الكعبة والمسجد الحرام... إلى يوم الدين .
(أن المسجد الأقصى هو بيت الله، بناه أنبياء، ورعاه أنبياء، وصلى فيه أنبياء ومؤمنون، وقد كان كل نبي يورثه لمن بعده وراثة عبادة ورعاية وذكر الله فيه، ونحن المسلمين الأمة الوارثة لمن سبقنا من الأمم، ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) هو النبي الخاتم، إمام الأنبياء، الذي جاء القران الكريم المصدق لما بين يديه والمهيمن عليه فلاحق لغيرنا في المسجد الأقصى، وتحت حكم الإسلام حفظت معابد غير المسلمين ودمائهم وأموالهم وأعراضهم ونالوا حقوقهم الإنسانية. ونحن الأمة التي جزء من إيمانها الإيمان برسل الله:
(آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ) (2) البقرة 285.
ان المسجد الأقصى المبارك والمسجد الحرام، منذ أدم إلى البعثة النبوية والى يوم الدين هو المسجد والعبرة ليس بالتسمية، أذا كان المسجد الأقصى يطلق عليه البعض (الهيكل)، وهي تسمية وعربية كنعانية مستحدثة، ولا تعني بالضرورة مكان العبادة، وإنما في الكنعانية كل قصر أو بناء مرتفع يطلق عليه الهيكل، فإذا كان أسم المسجد الأقصى الهيكل أو المعبد أو بيت الرب أو الصرح أو القصر أو المسجد، العبر في السلوك والمعتقد والعبادة، البناء مسألة ثانوية، الاسم مسألة ثانوية المهم السلوك ومكارم الأخلاق وسلامة المعتقد والعبادة والالتزام بمنهج التوحيد وإقامة شرع الله في الأرض .
فحين نقول ان آدم بنى المسجد الأقصى، لان أدم أول المسلمين، وإذا جدد وأقام القواعد إبراهيم فإنه مسلم والبناء هو مسجد، وكذلك إسماعيل ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم هم مسلمون مؤمنون موحدون مبعوثون من الله سبحانه والمكان الذي عمروه أو جددوه وجملوه هو مسجد، لان المسجد تسمية إسلامية نهائية أبدية ورد ذكرها في آيات قرآنية عديدة, منها أول سورة الإسراء .
فإذا كان الأستاذ (محمد محمد حسن شراب) يشكك ويرفض حديث عبدالله بن عمرو بن العاص في ان سليمان بنى مسجداً فكأنما ينفي صحة الإسلام عن سليمان، انه نبي موحد مسلم، والبناء الذي بناه هو مسجد والحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو وهو من السنة النبوية وآيات القران الكريم، وأن منطوق مفهوم هذا الحديث الشريف هو ترجمة، هو بيان، هو منبثق من الآية الكريمة رقم (35) في سورة (ص)..
فات الأستاذ شراب أن مفهوم هذا الحديث النبوي الشريف حول النبي سليمان عليه السلام هو موجود في القرآن الكريم، مع قناعة المسلمين التامة مع قناعة المسلمين الكاملة بأن التوراة قد نالها التحريف والتحوير والتزوير، فما ذنب المسلمين إذا عملوا بآية قرآنية وبحديث شريف، وله صلة اولة شبه أو موجود في التوراة، هذه مسألة لا تخص المسلمين لأنهم ملتزمون التزام شرعي أخلاقي بكل ما جاء بالقرآن والسنة فقط . كما أرد بعض الشبهات عن العقيدة والإسلام وتاريخ الأنبياء والرسل وحجتي هو القرآن والسنة وإذا حدت عنه، أصابني التيه والضلال والخطأ والتوهم والالتباس، المنهج.. هو القرآن والسنة، فأنا لست معنيا بما هو موجود أو ما هو مكتوب في التوراة أو التلمود أو العهد القديم أو غيرها من معلومات لا من قريب ولا من بعيد حول المسجد الأقصى والتسمية وحول داود وسليمان وغيرهم عليهم السلام . ولا معني بأقاويل وتزوير وتحريف وإدعاءات يهود وصهاينة، بل الذي التزمه وقادني ويقودني نحو البحث العلمي الرصين، قادني إلى الحقيقة والصواب هو القرآن والسنة .
ولو فرضنا ان بعض المعلومات في القرآن والسنة، موجود ما يشابهها في التوراة أو العهد القديم، هذه ليست مشكلتنا، والحال هذا نلجأ دائماً إلى القران الكريم والسنة ولم نضل أبداً، بعض المعلومات والأخبار والأحداث والتسميات في التوراة أو الإنجيل أو العهد القديم أو غيرها من الكتب الدينية السماوية قبل البعثة قد تكون موجودة في هذه الكتب ولها أصل وشبه ولها أخبار في القرآن الكريم ، والسنة النبوية مثلا في فتح بين المقدس واستشارة علي بذهاب عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ان المسلمين كانوا يحاصرون الروم ويحاوروهم من خلف القلاع أو الأسوار ، حين دنى قائد الجيوش الإسلامية المحاصرة للروم وهو الصحابي أبو عبيدة بن عامر الجراح ، دنى من السور لتسلم مفاتيح بيت المقدس فنظر إليه من فوق البطريق الراهب العربي السوري (صفر ونيوس) فرفض التسليم وقال نريد ان نسلم المدينة للأمير الذي ليس عليه أمير، لأنه مكتوب عندهم في الإنجيل أو في الموروثات النصرانية ان الذي يفتتح بيت المقدس فتح سلمي أخلاقي حضاري هو في صفات وهيئة عمر بن الخطاب طوله كذا وأوصافه وملابسه كذا يقود الناقة وعليها غلام ... (أقر واعترف البطريك صفر ونيوس ومعه كبار الأساقفة والرهبان ، اعترف بأحقية المسلمين بهذه الأرض لأنهم وحدهم الجديرون بها لما عندهم في الكتب حيث قال :
- لانا نجد في العلم الذي ورثناه عن المتقدمين ان الذي يفتح الأرض في الطول والعرض هو الرجل الأسمر الأحور المسمى بعمر صاحب نبيهم محمد ، فإذا كان قدم فلا سبيل لقتاله ولا طاقة لكم بنزاله (3) وبالفعل وجد الروم في القدس ان أوصاف الفاتح تنطبق على الخليفة عمر بن الخطاب فهل نرفض هذه الرواية لأنها في الإنجيل أو التوراة أو غيرها .
الذي قادنا إلى هذا الإسهاب هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي نؤمن به، وله سند وله أساس في السنة وفي القرآن وفيه روايات المؤرخين والعلماء والمسلمين القدامى والمعاصرون، هل لكونه موجود شبيه له في التوراة المحرفة التي لا نعترف بها، هل نرفض الحديث الذي رواه شيوخنا وفقهائنا وعلمائنا وأئمة الحديث وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغيره رحمهم الله جميعاً والذي يوافق ما جاء به القران الكريم. حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه ورواه الكثير من أهل الحديث وفيما يلي بعضهم...
الحديث من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه فقد أخرجه النسائي في سننه (4) قال :
أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الدليمي، عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ان سليمان ابن داود، عليه السلام لما بنى ((بيت المقدس)) سأل الله عز وجل، خلالاً ثلاثة، سأل الله عز وجل، حكماً يصادف حكمه فأوتيه ، وسأل الله عز وجل، ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه .
والحديث صحيح نص على ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (5)، قال: رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً بإسناد صحيح. وذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح سنن النسائي (6) وقال: صحيح.
غريب الحديث:
الخلال: جمع خلة – بالفتح -: الخصلة.(7)
حكما يصادف حكمه: أي: يوافق حكم الله، والمراد: التوفيق للصواب في لاجتهاد، وفصل الخصومات بين الناس(8).
لا ينهزه : لا يحركه(9).
قال السندي: قوله: ((أن يخرجه)): من الإخراج، او الخروج، والظاهر ان في الكلام اختصاراً، والتقدير ان لا يأتيه أحد من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقوله: ((أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه)) بدل من تمام الكلام المشتمل على الاستثناء، إلا أنه حذف الاستثناء لدلالة البدل عليه، فليتأمل، والله تعالى أعلم (10) أ.ه
وأخرجه أبن ماجة في سننه(11) قال:
حدثنا عبيدالله بن الجهم الاتماطي، حدثنا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو، حدثنا عبد الله الديلمي، عن عمرو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكما يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد ألا يريد الصلاة فيه إلا يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ((أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطى الثالثة)).
وسند ابن ماجة ضعيف لأن عبيدالله بن الجهم: لا يعرف حاله. قال أبن حجر (12) مقبول، وأيوب بن سويد: صدوق يخطئ، قال ابن حجر وضعفه الإمام أحمد، وأبو داود، وقال ابن معين: ليس بشيء، يسرق الأحاديث، وقال البخاري يتكلمون فيه.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (14) قال:
حدثنا أبو العباس، محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر الخولاني، ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي، قال: حدثني ربيعة بن يزيد، قاتل حدثني عبدالله بن الديلمي، قال دخلت على عبدالله بن عمرو بن العاص في حائط بالطائف، يقال له: الوهط، يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سأل الله ثلاثاً فأعطاه أثنين، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله حكماً يصادف حكمه، فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد يعني : بيت المقدس – يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه)) قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ((ونحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه ذلك)) .
قال الذهبي: قلت: عبد الله هو أبن فيروز: ثقة .
وأخرجه إبن خزيمة في صحيحه (15) قال :
أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا عبيد الله بن الجهم الأنماطي، نا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة يحيى بن ابي عمرو، حدثنا الديلمي، عن عبد الله بن عمرو، وثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني، ثنا أيوب – يعني أبن سويد – عن أبي زرعة – وهو يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي يسر، عبدالله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل الله حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد الصلاة فيه الا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (أما اثنتان فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) .
إسناده: ضعيف لأن عبيدالله بن الجهم لا يعرف حاله ، وأيوب بن سويد ضعيف، لكن له روايات في النسائي، ومسند أحمد وغيره مرت بإسناد صحيح، فيرتقي الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله أعلم .
وأخرجه إبن حبان في صحيحه (16) قال:
أخبرنا عبدالله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله ابن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن سليمان ابن داود سأل الله تبارك وتعالى ثلاثاً فأعطاه اثنتين، وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه وسأله حكما يوافق حكمه، فأعطاه إياه، وسأله من أتى هذا البيت – يريد: بيت المقدس- لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج منه كيوم ولدته أمه). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة)(17)
وإسناده صحيح: وقد جزم البخاري في التاريخ الكبير (18) بسماع ربيعة بن يزيد من عبد الله الديلمي، وقد صرح في رواية الحاكم الأنفة بسماعه منه.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (19) قال:
أخبرنا أبو عبد الله، إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، من أصله، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي يقول، حدثني ربيعة بن يزيد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، قالا: حدثنا عبد الله بن فيروز الديلمي، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص.. فذكر الحديث. قال: عبد الله بن عمرو وسمعته يعني- النبي: صلى الله عليه وسلم يقول: (أن سليمان بن داود، عليهما السلام، سال ربه ثلاثا فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد – يعني : بيت المقدس – أن يخرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون قد أعطاه إياه).(20)
إسناده: رجاله كلهم موثوقون: قال الشيخ الألباني: إسناده صحيح(21)
النبي سليمان بن داود عليه السلام نبيا مسلما ومذكورا في القرآن والسنة وقد بنى مسجداً وفق الحديث الشريف وقد ورد ذكر سليمان في الآية رقم 35 من سورة (ص): (قَالَ رَبّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاّ يَنبَغِي لأحَدٍ مّن بَعْدِيَ إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ) دعا سليمان هذا إذن ورد في القرآن والسنة .
أن النبي داود والنبي سليمان عليهما السلام، هم أبرياء من تزوير وأكاذيب اليهود والصهاينة، هما براء من التوراة والعهد القديم، والتلمود، وخزعبلات وأكاذيب اليهود. في السابق والحاضر .
أن سمعة وسيرة هذان النبيان وغيرهم من الأنبياء والرسل، ان سمعتهم وسيرتهم في التوراة والعهد القديم والتلمود هو الخزايا والطعن والأكاذيب والتشويه .
(أولى أن نقول ان اليهودية بصفتها دينا قد تلاشت واضمحلت واختفت من الوجود، وان من أراد التعرف إلى هوية موسى عليه السلام وداود وسليمان عليهما السلام فالهوية الحقيقية هي القرآن الكريم والإسلام، ان مكارم الأخلاق قد نسبت إلى أنبياء بني إسرائيل في القرآن الكريم بينما في التوراة العزرية نسبت الخزايا وأعمال الإجرام(22).
إن النبي سليمان بنى مسجدا وأسس مملكة أو دولة إسلامية أساسها التوحيد مترامية الأطراف فيها إقامة شرع الله في الأرض قبل أن ينحرف اليهود ويمارسون الإجرام والربا والقتل وسفك الدماء ومحاربة الأنبياء والرسل وتكذيبهم ((فريقا يقتلون وفريقا يكذبون)) حينما انحرف اليهود ومارسوا كل أنواع الموبقات والمنكرات والجحود والجرائم... أخزاهم الله سبحانه ومسخوا إلى قردة وخنازير ونزع منهم الملك والنبوة وغضب عليهم لأنهم لسوء أفعالهم غير جديرون ، غير مؤهلون غير مستحقون لان ينالوا رضا الله، ويكون منهم وفيهم النبوة والملك.. لجحدهم وطغيانهم وكفرهم وظلمهم في السابق والحاضر .
سليمان عليه السلام النبي المسلم ملك على ارض الشام وجزيرة العرب وبيت المقدس عاصمة للدولة الإسلامية .
قيض الله – سبحانه تعالى – للأرض المباركة بعد وفاة داود عليه السلام ابنا له نجيباً هو رسول الله سليمان – عليه السلام – الذي استخلفه الله – عز وجل – على دولة امتدت حدودها على الأقل لتشتمل بلاد الشام كلها (سورية وفلسطين) وجزيرة العرب، وكانت عاصمتها (بيت المقدس) .
وقد مكن الله سبحانه وتعالى لسليمان عليه السلام على هذه الأرض المباركة ووهب له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، والذي يعترف به سليمان عليه السلام والذي يعبر عنه قول الله سبحانه وتعالى (مِن كُلّ شَيْءٍ إِنّ هَـَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)(23).
فقد كان سليمان_عليه السلام_يعرف لغة الطير:( عُلّمْنَا مَنطِقَ الطّيْرِ)(24)ولغة النمل(مع سماع أصواتها رغم خفوتها)، ولغة الجن والأنس. وكان له جيش ينظم فيه جنود من الجن والإنس : (وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنْس وَالطّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)(25) أي بلغة العصر كان سليمان يملك قوات جوية (طيران) وقوات بحرية: (شياطين كل غواص وبناء).. وقوات أرضية (برية)، تتميز عن جيوش العصر الحديث بضمها جنودآ من الجن، يرون والناس لا يرونهم.
كما مكن الله _سبحانه وتعالى _لسليمان _عليه السلام _بإمكانيات مادية وعلمية،استخدمها في إحضار عرش ملكة سبأ من جنوب الجزيرة العربية (دولة سبأ) إلى بيت المقدس في غمضة عين (مع انها مسافة كان يقطعها الناس في شهرين ذهابا وإيابا).
واستخدمها أيضا في تمريد الصرح.
كما سخر الله _ سبحانه وتعالى _ له الرياح التي تجرى بأمره رخاء حيث أصاب.
وكان سليمان _عليه السلام _ نبيا شاكراً، لقد وظف كل هذا التمكين الرباني في الدعوة إلى السلام.
وقد وردت الأخبار الصحيحة عن هذا النبي الكريم في القرآن الكريم وحديث النبي محمد _صلى الله علية وسلم _(26)-(27) معالم بارزة ترسيها سيرة سليمان _ علية السلام – على الأرض المقدسة_ أن سليمان _عليه السلام _ نبي مسلم والى الإسلام كان يدعو .
_ أن الدولة التي كان يحكمها سليمان _عليه السلام _ وعاصمتها بيت المقدس، كانت دولة إسلامية، دينها الإسلام، وبه تعمل، واليه تدعو الناس. أساسها التوحيد والعبادة وإقامة شرع الله في الأرض .
-أن الواجب الذي أنيط بسليمان _علية السلام _ الرسول المسلم تحقيقه على أرض الشام وعلى أرض الجزيرة العربية وغيرها _هو إقامة حكم الله عز وجل .
وذلك يعني أن واجب المسلمين الآن بالدرجة الأولى هو استعادة أرض الشام وغيرها من الأراضي الإسلامية المغتصبة، لأنها ميراثها عن الأمة المسلمة، لتقيم عليها نظام الإسلام وشرعه لا لإقامة دولة علمانية كما كان ينادى بعض أبناء فلسطين على منبر ما تسمى بالأمم المتحدة.(28)
_إن سليمان _ عليه السلام _قام بتجديد وإكمال مسجد بيت المقدس (المسجد الأقصى) الذي أسسه آدم عليه السلام، وقام بتجديده وعمل إضافات له أكثر من نبي ورسول منهم إبراهيم ويعقوب وداود_عليهم السلام _ (29)_(30)
أي ان سليمان _عليه السلام _ لم يبن هيكلا كما زعمت يهود، ولكنه بنى مسجدا يتعبد فيه المسلمون لله عز وجل. وهذا أيضا يدحض أيضا ادعاء النصارى أن المسجد الأقصى كان كنيسة قد أقامها الإمبراطور جستنيان تبجيلا للعذراء في الأصل، وحولها العرب إلى مسجد بأمر الخليفة عمر بن الخطاب(31) رضي الله عنه وفند هذه المسألة أيضاً البروفيسور غوستاف لوبون في (حضارة العرب).
وللمسجد الأقصى أهمية وفضيلة لكونه مسجد الأنبياء، والدليل حديث الرسول محمد _صلى الله عليه وسلم -: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم،ومسجد الأقصى".(32)_(33)
نعم لقد سخر الله سبحانه إلى النبي سليمان بن داود عليه السلام الكثير من المخلوقات التي كانت رهن إشارته بإرادة الله .. كل ذلك لأنه نبي مسلم وأقام دولة إسلامية أساسها الحق والعدل والتوحيد.. وعلمه كثير من الأشياء التي ساعدته لبناء حكم وإقامة العدل وبناء مسجد ومساجد .. لا يهودية .. ولا عنصرية .. ولا مظالم .. ولا سفك الدماء .. وإقامة شرع الله في الأرض .
وكان سليمان عليه السلام ذا ملك لم يتم لأحد من بعده فقد دعا الله سبحانه وتعالى : (قَالَ رَبّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاّ يَنبَغِي لأحَدٍ مّن بَعْدِيَ إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ ) [ص:35] واستجاب الله تعالى دعاؤه. فهل نشك بعد بيان القرآن الكريم في شخصيته ووجوده وقدراته وسعه ملكه؟ وهل نهون من شخصيته ونختزلها في صورة شيخ قبيلة تعيش على هامش التاريخ؟
لقد عاش سليمان عليه السلام في الأرض المقدسة في فلسطين لا في اليمن. وجدد بناء المسجد الأقصى، وعبد الله فيه، لأن المسجد الأقصى كان موضع تقديس الأنبياء جميعاً ، وكان قبلة الأنبياء، بل كان قبلة المسلمين قبل أن تحول نحو البيت الحرام. وكان بيت المقدس قبلة اليهود التي ورثوها عن أنبيائهم قبل انحرافهم .
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على صلة سليمان بالقدس في قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالاً ثلاثة : سأل الله حكماً يصادف حكمه، فأوتيه . وسأل الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأوتيه. وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئة كيوم ولدته أمه. أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة"(صحيح الجامع الصغير 1/420).
وهذا الحديث الصحيح يدل على أن سليمان عليه السلام قد بنى بيت المقدس، وأنه جدد بناء المسجد الأقصى،وقد فهم ذلك علماء الإسلام عبر العصور من مفسرين ومؤرخين وغيرهم. (34)
فأنبياء الله جميعاً مجاهدون مؤمنون مسلمون موحدون دعاة وان تاريخ بني إسرائيل الإيماني الإسلامي لبعض الفترات المحددة هو تاريخ لنا، الكلام عن صنفي بني إسرائيل السابقين: المؤمنين المسلمين والكافرين، يقودنا الى الحديث عن تاريخهم السابق وهو نوعان:
تاريخ مشرق منير محمود، وهو تاريخ مؤمنيهم وصالحيهم، أو هو التاريخ الذي حكمهم فيه مؤمنوهم وصالحوهم، وقادهم فيه أنبياؤهم، وهذا التاريخ نتبناه نحن، ونشيد به، ونعتبره تاريخاً لنا، تاريخاً إسلامياً إيمانياً، وفي مقدمة ذلك التاريخ الإسلامي المشرق لبني إسرائيل السابقين، تاريخ أنبيائهم ورسلهم، مثل تاريخ موسى وهارون، وتاريخ داود وسليمان وتاريخ زكريا ويحيى، وتاريخ عيسى، عليهم الصلاة والسلام .
اعتبرنا وأمنا ان حكم داود وسليمان عليهما السلام_ وهي الفترة الزاهية الذهبية لحكم بني إسرائيل_ حكماً إسلاميا_لا حكما يهوديا عنصرياً، واعتبرنا ذلك التاريخ تاريخاً إسلامياً واعتبرنا المسجد الأقصى وارثا له ومؤديا لمهمته الإيمانية في عبادة الله . فلا حق لليهود المعاصرين في تاريخ أسلافهم الإيماني المشرق ، لا يجوز لهم أن يفاخروا بتاريخ أنبيائهم وصالحيهم ، لأنه تاريخ الإسلام والتوحيد والإيمان ومكارم الأخلاق والاستقامة ، وهم ليسوا بمسلمين ولا مؤمنين . ولا موحدين ولا مستقيمين .
تاريخ يعقوب ويوسف وموسى وهارون وطالوت وسليمان وداود ، تاريخ لنا نحن، وليس تاريخاً لهم . ونعترف بان فترات التاريخ الإيماني المشرق والإسلامي المنير، عندهم كانت فترات قصيرة من حيث الزمان، لا تكاد تذكر أمام تاريخهم الآخر الذي هو الحق بهم واظهر في الدلالة على نفسيتهم وطبيعتهم .
أما النوع الثاني تاريخ بني إسرائيل الأسود فنحن، ضده، هو تاريخ اسود مظلم قاتم، تاريخ يقوم على الجحود والكفر بالله، ومحاربه الحق وتكذيب الرسل، ونقض العهود، وارتكاب المعاصي، وممارسة الظلم، وسفك الدماء، والسعي إلى الفساد، ونشر الرذائل والفاحشة والمنكرات وتكذيب الأنبياء ومحاربتهم وقتلهم والتمرد عليهم . (35)
رشيد جبر الأسعد
10/11/2011
هوامش موضوع النبي سليمان بن داود عليه السلام الذي بنى مسجداً :
(1) الدكتور مأمون فريز جرار: ميراث الأنبياء فلسطين / بنو إسرائيل وفلسطين، نشر دار الإعلام، الأردن عمان 1424ه، 2003م، ط1 صفحة: 70.
(2) الدكتور مأمون فريز جرار: ميراث الأنبياء / فلسطين، بنو إسرائيل وفلسطين صفحة: 70 المصدر السابق.
(3) رشيد جبر الأسعد: أعلام وعلماء في المسجد الأقصى المبارك، نشر دار الشجرة، دمشق، 1432ه الموافق 2011م، الطبعة الأولى، صفحة (58)، كذالك الدكتور محمد عثمان شبر: بيت المقدس وحوله، صفحة (67).
(4) سنن النسائي:2/37، كتاب المساجد، باب فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (6)ح رقم 689.
(5) فتح الباري: 6/408.
(6) صحيح سنن النسائي: 1/149ح رقم 669.
(7) مختار الصحاح: 187.
(8) حاشية السندي على سنن النسائي: 2/37.
(9) المصدر السابق.
(10) حاشية السندي على سنن النسائي: 2/37.
(11) سنن أبن ماجة: 1/451، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس (196)،ح رقم 1408.
(12) باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس (196)،ح رقم 1408.
(13) الدكتور سعيد بن عبد الرحمن بن موسى القزقي: بيت المقدس في الحديث الشريف، إصدار مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث / دبي 1432هـ/ 2003م دولة الامارات، ط1، صفحة: 22 .
(14) المستدرك 2/434 .
(15) صحيح إبن خزيمة : 2/288، باب فضل الصلاة في مسجد بيت المقدس وتكفير الذنوب والخطايا رقم 1334.
(16) الإحسان بتقريب صحيح أبن حبان: 4/511، ذكر: رجاء خروج المصلي في المسجد الأقصى من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ح رقم 1633. وكرره في ح 14/ 330،331 في ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد استجاب دعوته التي سأل ربه، رقم 20 – 64.
(17) الدكتور سعيد عبد الرحمن بن موسى القزقي: بيت المقدس في الحديث الشريف، صفحة: 26.
(18) التاريخ الكبير: 3/ 288.
(19) شعب الإيمان: 8/106، 107 ح رقم 3877.
(20) صحيح الجامع الصغير: رقم (2086).
(21) الدكتور سعيد بن عبد الرحمن بن موسى القزقي: بيت المقدس في الحديث الشريف، صفحة(27) مصدر سبق ذكره.
(22) الدكتور محمد علي أبو حمدة، في العبور الحضاري لكتاب جارودي/ الأساطير المؤسسة للسياسة "الإسرائيلية"، نشر الدار الشامية، الطبعة الأولى 1417ه الموافق 1997م، الأردن، عمان صفحة(39).
(23) سورة النمل: الآية 16.
(24) سورة النمل: الآية 16.
(25) سورة النمل: الآية 17.
(26) أنظر التفاصيل: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، ذرية إبراهيم – عليه السلام، سورة النمل الآيات (15-44) تفسير القرآن العظيم، ج3، ص 358 – 366، نفس المصدر، ج4 ص 33 – 39، البداية والنهاية، ج1، ص20 – 26.
(27) الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ / الطريق إلى بيت المقدس (القضية الفلسطينية) الجزء الأول، نشر دار الوفاء والتوزيع، المنصورة، مصر، 1418هـ الموافق 1997م الطبعة الخامسة، صفحة 40.
(28) ومن هنا يتضح لنا التشويه الذي تعرض له تاريخ داود وسليمان – عليهما السلام – على أيدي اليهود ومن شايعهم من الصليبين ومن أبناء العرب المسلمين ... وان هذا التشويه والتزييف المتعمد يهدف إلى تربية أجيال لا تعرف حقيقة تأريخها الإسلامي التي تربطها بأمتها الإسلامية على امتداد الزمن، وحقيقة المقدسات التي يجب أن تحرص عليها. وقد نجحت الخطة أيما نجاح، فقد نشأت أجيال تحمل أعلى الدرجات العلمية، سلمت لليهود بان لهم حق في الأرض المقدسة (أنظر: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، ذرية إبراهيم عليه السلام).
(29) روى الإمام البخاري حديثاً: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة. ثم أدركتك الصلاة بعد فصله، فأن الفضل فيه) وقد ورد في شرح الحديث:
(أ)- أن المسجد الحرام بمكة المكرمة كان أول بيت وضع لعبادة الله.
(ب)- المسجد الأقصى يعني مسجد بيت المقدس، قيل الأقصى لبعد المسافة بينه وبين الكعبة.
(ج)- أن أول من أسس المسجد الأقصى هو ادم عليه السلام ليكون قبلة لبعض ذريته.
(د)- أن ما قام به يعقوب ومن قبله إبراهيم – عليهما السلام – هو رفع القواعد لهذا المسجد.
(ه)- ان ما قام به داود – عليه السلام – هو تجديد لذلك، وابتداء بناء فلم يكمل على يده حتى أكمله سليمان عليه السلام، أنظر فتح الباري، ج6، ص407 – 410، الجامع لأحكام القران، ج4، ص136-137، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص383.
(30) الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود: الطريق الى بيت المقدس، صفحة: (41)، مصدر سبق ذكره.
(31) حضارة العرب، تأليف غوستاف لوبون، ص162 .
(32) رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة: صحيح أبي عبد الله البخاري.مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني، ج2، ص73، فتح الباري، ج3، ص63 – 68 الجامع لأحكام القرآن، ج10، ص211.
(33) الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود: مصدر سبق ذكره صفحة (42) .
(34) الدكتور مأمون فريز جرار: ميراث الأنبياء فلسطين / بنو إسرائيل وفلسطين، صفحة (59).
(35) الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي: حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية، صفحة (72-73).
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"