من السائد لدى الناس بأن اللسان هو العضو الذي يتكلم وقد تكون هذه المعلومة ليست على قدر من الدقة ,, حيث أن أساس الكلمة أو الفكرة , هي العقل فهو المخطط والمبرمج لجهازنا العصبي ويعطي الأوامر لأعضائه كحالة فسيولوجية واللسان وسيلة لترجمة المدبر لكل شيء ألا وهو العقل .....
وبعد هذه المقدمة البسيطة والمعروفة لدى غالبية الناس..
وعودة لقبائل (الغبراء) وقوانين البدو التي استمدت أصالتها عبر قِدم التاريخ من الرجولة , والفروسية , والإيثار , وفصاحة اللسان , ونبل المعاني وسموها , والكرم والكرامة ( وعزة النفس) (والكـلمة) التي تخرج من أفواه الرجال وتلك هي ( المصيبة) التي أبتلى بها زماننا الحديث فنرى الكلمات تطلق جزافا من اللسان دون الرجوع للعقل مما يفرغه ويلغي دوره , فيتساوى مع من لا عقل له !!!
وهذا البلاء الذي حل بالأمة لهو من أخطر الأمراض التي أصيبت به أمتنا فنجد الكل يطلق لنفسه العنان ويسل سيف الكلام , ويتمنطق بفلسفة الحروف , ويشن غارة الحديث !!!!
ويصول يمنة ويسرة ومن ثم يعود إلى ما بدئه ويكرر ما في وسطه وفي النتيجة ترى المستمع صنفين, أولهما لم يفهم شيئا من (اللف والدوران ) وهو أسلوب للتضليل في إظهار الفصاحة !! وثانيهما يدرك بأن المتحدث( لا يفقه ) شيئا إن هي كلمات حفظها من هنا وهناك وغالبا ما يكون جاهلا !!! يفتقد لأساسيات الحديث وعلومه وهو من أشد الناس خطرا على الناس , لأن الجاهل المتمنطق يكون سلاحا ذو حدين ، يؤذي الناس ويؤذي نفسه !!
وفي عودة لما بدأنا من أصالة المعدن العربي الإسلامي نرى أن أمانة الفكر هي مسؤولية عظيمة وجسيمة وعلى كل محدث أن يتقي الله في نفسه وأهله ومن يتحدث لهم بمعسول الكلام ويغري مشاعرهم , ويمنيهم الأماني ومن ضمنها (سـ , وسوف ) من أجل ماذا ؟؟؟
وعليه على كلٍ منا أن ينتبه لنفسه حين يتكلم وخصوصا عندما يكون الأمر يخص العموم ,فلا يطلق لنفسه العنان وتأخذه العزة بالإثم فيستدرجه الشيطان ويملي له من الغرور, مما يكسبه سخرية الناس والاستخفاف به ...
(( لأن الحرف أمانة ينبت من بين الشفتين , والكلمة شرف))
إذا خرجت من فم الرجال كانت دين عليهم أمام الله والناس لذا على الإنسان أن يكون رجلا أمام نفسه أولا ثم أمام الناس .
والكلمة علم يتعلمه الناس وينتفع به , وبه أيضا تنهض الأمم والكلام يشمل العموم وليس للخصوص مكان هنا لأننا بعد نكبة العراق تغيرت حياتنا جذريا كفلسطينيين وأصبح الشتات
بداخلنا ويعيش في حنايا صدورنا , حيث نكبة فلسطين كانت بكل أحزانها أقل وطأة من مما حدث لنا في العراق......
وعليه يتوجب حمل هذه الأمانة التي وقعت على عاتق الرجال في تحمل مسؤولية شتاتنا في الغربة وبأمانة وترك المشاحنات والفرقة ولم الشمل الفلسطيني في كل دول العالم التي توزع فيها فلسطينيو العراق ,, فعودوا إلى لملمة جراحنا وتضميدها .
والكلمة أمانة وشرف , وشرف , ... فهل نستفيق من حلم السلطة والمجد الزائف , ونحن لاجئين لا أكثررررر...
والكلام يعم , ولايخص .
حاتم الأسعد
1\4\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"