يقول اللاجئ الفلسطيني خالد محمد سلامة، "نحن نعيش
اليوم أشبه بنكسة ثالثة ولا نعرف لنا وجهة نستقر بها وكأننا أمام قرار دولي رسمي
بمضايقتنا".
ويشير سلامة إلى أنهم "يفتقرون الآن لدعم الحكومة
العراقية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بل ويجدون بعض المضايقات منها كقطع
المساعدات حتى وجدوا أنفسهم مجبرين على اختيار وجهة اللجوء لمخيمات إقليم كردستان
العراق بعد أن جربوا فشل الاستقرار بتركيا".
ضياع حقيقي
وتؤيد
اللاجئة الفلسطينية فدوى صالح أبو جازية ما صرح به سلامة مضيفة "بات أولادنا
الكبار لا يستطيعون التنقل بسبب انتهاء إقاماتهم ولا يمكننا توفير مبلغ الغرامات
المتراكمة لتجديدها ومستقبل أجيالنا صار في دوامة نفق مظلم إذ لا يعرفون لأي وطن
ينتمون".
من جهته، أكد إيهاب زكريا الحديدي اللاجئ بمخيم بحركة
في إقليم كردستان العراق منذ ست سنوات أن المطلب الأهم في هذه المرحلة الحرجة التي
وصفها بفترة الضياع الحقيقي مطالبة الأمم المتحدة حق العودة ليصبحوا كسائر مواطني
البلدان الأخرى منتمين لوطن يمتلكون جنسيته.
وهو أقرب للرأي الذي ختمت به أبو جازية حديثها للجزيرة
نت بالقول "على الحكومة العراقية والأمم المتحدة إما منحنا الجنسية العراقية
أو التوطين في بلد آخر أو إعادتنا لبلدنا الأم".
ضبابية
الحقوق
وتشخيصا
لوضع اللاجئين الفلسطينيين في البلد، يقول رئيس "منظمة كردستان لمراقبة حقوق
الإنسان" الدكتور هوشيار مالو إن العراق من الدول القليلة التي لا تمتلك نظاما أو
وثيقة سياسة عامة لموضوع اللاجئين كما في نظيراتها من الدول التي يستطيع أي مواطن
معرفة إستراتيجية اللجوء من حيث وقت تسلم الإقامة وما الحقوق المترتبة له وعليه،
وهي انعكاسات سلبية تضاعف مأساة هؤلاء اللاجئين.
ويواصل مالو حديثه قائلا إن العراق في عهد النظام
السابق كان لديه نوع من التعاطف مع الفلسطينيين، والحكومة الحالية غير مهتمة
باللاجئين الأجانب، ويشير إلى أن الحال تأزمت إنسانيا بعد تعثر الأمم المتحدة في
الوفاء بالتزامات سابقة لتغطية تكاليف هذه الشريحة.
وتعليقا على نقد أدائها، قالت مفوضية "الأمم المتحدة" لشؤون اللاجئين على لسان المسؤول فيها فراس الخطيب، إنها تعتمد سياسة
شفافة وواضحة وعادلة فيما يخص المساعدات المقدمة للاجئين في العراق الذين تجاوز
عددهم الـ 270 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة.
وينفي اللاجئون أي دور أممي، وتقول فدوى صالح أبو جازية
إن المساعدات اضمحلت وغاب الدعم المادي، وهو القول ذاته الذي صرح به اللاجئ
الفلسطيني سلامة.
وفي
مخيمات إقليم كردستان يجد الفلسطينيون ملاذا آمنا، وهو ما ذكره أغلب الوافدين إلى
مخيم بحركة في أربيل خلال الأشهر الأخيرة.
ويقول مدير المخيم بدر الدين نجم الدين، إننا نقدم
الدعم الإنساني واللوجستي لهؤلاء اللاجئين بكل الوسائل التي توفر لهم الراحة، أما
الأمور المتعلقة بالأوراق الثبوتية، وأهمها الإقامة، فهي من واجبات الحكومة
العراقية.
المصدر : الجزيرة
26/6/1441
20/2/2020