اللقاء الخاص لموقع " فلسطينيو العراق " مع الأستاذ حسام قواطين رئيس " رابطة فلسطينيو ماليزيا "

بواسطة قراءة 6232
اللقاء الخاص لموقع " فلسطينيو العراق " مع الأستاذ حسام قواطين رئيس " رابطة فلسطينيو ماليزيا "
اللقاء الخاص لموقع " فلسطينيو العراق " مع الأستاذ حسام قواطين رئيس " رابطة فلسطينيو ماليزيا "

يسر موقع " فلسطينيو العراق " أن يلتقي في هذا اليوم الأحد الموافق 24/5/2009 مع الأستاذ حسام قواطين رئيس رابطة " فلسطينيو ماليزيا " فأهلا ومرحبا بك في هذا اللقاء .

الأستاذ حسام :                  

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فأود في البداية أن أشكر موقعكم الكريم على هذه الاستضافة وعلى اهتمامكم بشؤون اهلنا في ماليزيا

1-    مراسل " فلسطينيو العراق " : ما هي الأسباب التي أدت لوصول عوائل فلسطينية من العراق إلى ماليزيا ؟ وكم عائلة أنتم حاليا ؟

الأستاذ حسام : لا يخفى على أحد ما مر به العراق بعد الاحتلال في عام 2003 من اضطرابات سياسية وفتن طائفية طالت كل شرائح المجتمع العراقي وكان للجالية الفلسطينية في العراق النصيب الأوفر من هذه الفتن حيث قامت مليشيات شيعية طائفية حاقدة بتنظيم حملات منظمة تستهدف الوجود العربي (غير العراقي ) عامة والوجود الفلسطيني خاصة ، حيث وزعت منشورات في مناطق عديدة في بغداد تدعو إلى طرد كل العرب (غير العراقيين ) المقيمين وغير المقيمين من العراق ، وبالفعل بدأت هذه الحملات تدخل حيز التنفيذ فبدأنا نسمع يوميا تقريبا عن مداهمة مجموعة مسلحة يرتدون زي الشرطة العراقية لأحد أبناءنا الفلسطينيين في مقر عملهم ومن ثم إجباره على الذهاب معهم تحت تهديد السلاح ثم تقوم هذه المجموعة المسلحة بالاتصال هاتفيا بذوي المختطف ويبتزونهم بطلب مبالغ باهضة جدا يضطر معها أقارب المختطف إلى بيع ممتلكاتهم أو حتى الاستدانة لغرض دفع الفدية لإطلاق سراح ابنهم وهذا أمر يرهق كاهلهم جدا.

وبعد كل هذه المبالغ الطائلة التي دفعت يبقى هنالك أمل يحدو أهل وأقارب المختطف بخروج ابنهم سالما معافى إلا أن هذا الأمل ينقطع عندما يعرف الأهل بعد فترة وجيزة بأن ابنهم وجد مقتولا ومعذبا تعذيبا شديدا وحشيا من قطع أطراف جسده والتمثيل به بل وحتى قلع عيونه وثقب جسده بآلات ثاقبة وبوسائل تعذيب أخرى يطول المقام لذكرها وملقى على قارعة الطريق أو في احد المستشفيات،  ثم أخذت هذه الحملات تأخذ شكلا آخر هو أكثر علانية من السابق عندما رأت هذه الأحزاب والمليشيات الطائفية أن الفلسطينيين لازالوا متشبثين بالأرض التي تربوا فيها وترعرعوا في ربوعها على ما يربو نصف قرن من الزمان ، حيث بدأت حملات هجوم مسلح علني وفي وضح النهار على أكبر تجمع فلسطيني في العراق وهو مجمع البلديات و لأكثر من مرة بل وتم قصفنا بقذائف الهاون التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء .

ويوما بعد يوم بدأت حملات الخطف والتعذيب والقتل والتشريد والتنكيل تتصاعد ضد الفلسطينيين في العراق على مرأى ومسمع من الحكومة العراقية وأطراف عربية ودولية ولكن لا مجيب لصرخاتهم ، وهذا الذي يجري للفلسطينيين في العراق لا لشيء سوى أنهم فلسطينيون وسنة. وأود الإشارة إلى أن عدد العوائل الفلسطينية هنا في ماليزيا هو27 عائلة تقريبا بالإضافة إلى عائلة فلسطينية من الإمارات انضمت إلى الرابطة واثنين من الشباب الفلسطينيين من غزة انضموا إلى الرابطة أيضا.

2-    مراسل " فلسطينيو العراق " : طيب لماذا ماليزيا تحديدا ؟ وما هو الوضع الاقتصادي لتلك العوائل ؟

الأستاذ حسام : بعد الحملات الشرسة والهمجية التي حدثت ضد الفلسطينيين في العراق بدأت الكثير من العوائل الفلسطينية بالرحيل خارج العراق فمنهم من سكن الصحراء الحدودية بين العراق والأردن أو العراق وسوريا في مخيمات ليس فيها ابسط مقومات العيش ، ومنهم من ذهب إلى دول أوربية وآسيوية مختلفة حيث انتشر فلسطينيو العراق في شتى بقاع المعمورة، وكان نصيبنا من الهجرة هو ماليزيا لان السفر إلى ماليزيا لا يحتاج إلى سمة دخول (فيزا) حيث باستطاعة كل الجنسيات الدخول إلى ماليزيا بدون سمة دخول.

 أما الوضع الاقتصادي فان أغلب الشباب هنا يعملون في مطاعم عربية آو في مشاريع أخرى يكون أصحابها عربا فمن الصعب جدا العمل عند الماليزيين، أما الأجور فهي زهيدة وساعات العمل طويلة تتراوح بين 10 إلى 14 ساعة يوميا وبمعدل أجور يتراوح بين 260 دولار إلى 430 دولار شهريا وهي أجور زهيدة لا تكفي لسد حاجات الأسر الصغيرة فضلا عن الكبيرة ، ناهيك عن المعاملة السيئة من قبل صاحب العمل التي تصل إلى بذاءة اللسان والطرد عند أدنى مخالفة كل ذلك لأنك لاجئ لا تملك إقامة شرعية وليس لك حقوق في هذه البلاد مع العلم بان العمال الماليزيين معنا لا يجرأ صاحب العمل على توبيخهم عندما يرى منهم مخالفة.

3-    مراسل " فلسطينيو العراق " : ما هو الدور الفعلي للرابطة ؟ وما هي نشاطاتكم المستقبلية ؟

الأستاذ حسام : الرابطة تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني في ماليزيا والعمل بشكل موحد لتحقيق الهدف الرئيسي الذي من اجله جئنا إلى ماليزيا وهو الخروج من ماليزيا في أقرب وقت إلى بلدان أخرى لإعادة توطيننا هناك وعدم العمل بشكل فردي مما يثير الخلافات أو التعارض في الآراء وهذا كله يتم من خلال إدارة منتخبة لتحقيق هذا الهدف ، ونهدف إلى تنظيم اعتصامات في المستقبل أمام مكتب الUNHCR والبحث عن منظمات إنسانية أخرى.

4-    مراسل " فلسطينيو العراق " : ما هو التوصيف القانوني لكم هناك ؟ وما هي أبرز العوائق القانونية التي تواجهونها ؟

الأستاذ حسام : الرابطة لا تحمل صفة قانونية معترف بها لسبب بسيط وهو أننا لاجئون هنا في ماليزيا والحكومة الماليزية لا تعترف باللاجئين ولا بحقهم في العيش على أراضيها لذلك نحن معرضون للاعتقال في أي لحظة وبدون سابق إنذار آو مبرر ، ولكننا أسسنا هذه الرابطة لتوحيد كلمتنا وتداول أمورنا .

5-    مراسل " فلسطينيو العراق " : ما هي نتائج الاعتصام الذي قمتم به ؟ وهل لازال الأمر مطروحا ؟

الأستاذ حسام : في الحقيقة إن الاعتصام عاد علينا ببعض الفوائد منها :

1-   لأول مرة تتعامل معنا الأمم المتحدة بهذا التواضع عندما تجمعنا أمام باب المفوضية حيث سمحوا لمندوبينا خالد صديق و جواد فيصل بالدخول إلى المكتب لغرض التفاوض وهذا لم يكن يحصل من قبل .

2-   قامت بعض الصحف الماليزية وصحيفة العرب القطرية بالإضافة إلى مصور الجزيرة نت  بإجراء مقابلات معنا وتصويرنا وهذا بالطبع يساعد على نشر معناتنا في وسط المجتمع الماليزي بل وحتى نشر معاناتنا دوليا .

3-    قامت إحدى الجمعيات الإنسانية بالاتصال بنا وأبدت مسؤولة الجمعية مدام "ليا" رغبتها في التعاون معنا لحل مشاكلنا وقالت إنها لم تكن تعرف بوجود عوائل فلسطينية مسجلة عند UNHCR هنا في ماليزيا لولا هذا الاعتصام الذي قرأت عنه في الصحف . وننوي إقامة اعتصام آخر في شهر حزيران المقبل إذا لم تتحقق مطالبنا وذلك بعد رجوع مدام "ليا" من سويسرا حيث قالت إنها ستشارك معنا في الاعتصام. 

6-    مراسل " فلسطينيو العراق " : هل هنالك معونات ما قدمت إليكم من مؤسسات معينة ؟ وما هو دور السفارة الفلسطينية ؟

الأستاذ حسام : نعم ، استلمنا معونات عينية من الجمعية الخيرية (MSRI  ) Malaysian Social Research Institute . www.msri.org.my      بالإضافة إلى معونات مادية من السفارة الفلسطينية مشكورة حيث لم تعارض الأخيرة على استلام أية معونات مادية من أي مؤسسة خيرية بالإضافة إلى دور السفارة الحثيث التي قامت به في إطلاق سراح إخوتنا المعتقلين وكذلك سعيها الدءوب لاستحصال تراخيص العمل التي تؤهلنا للعمل دون مضايقة دائرة الهجرة .

7-    مراسل " فلسطينيو العراق " : كيف تنظر إليكم الحكومة الماليزية ؟

الأستاذ حسام : الحكومة الماليزية لا تفرق بيننا وبين أي لاجئ آخر من أي جنس آو عرق آو دين ، فنحن غير معترف بنا أساسا ولا يسمح لنا بالعيش على ارض ماليزيا وبالتالي لا نستطيع العمل لكسب رزقنا إلا خفية ونضطر إلى الكذب أحيانا عندما يسألنا أحد عن الإقامة فلذلك نحن معرضون للاعتقال في أي لحظة والزج في السجون وهذا ما حصل فعلا قبل أشهر قليلة رغم علم الحكومة الماليزية بأننا فلسطينيون لا نملك وطن ولكن الشكر لله أولا ثم للسفارة الفلسطينية ثانيا على إطلاق سراح المعتقلين الذين ذاقوا الذل والهوان في السجون الماليزية .

8-    مراسل " فلسطينيو العراق " : ما هو دور الأمم المتحدة ؟ وهل هنالك عوائل غادرت أو ستغادر ماليزيا لإعادة توطينهم في دولة أخرى ؟

الأستاذ حسام : دور الأمم المتحدة سلبي تماما فليس هناك أي خطوة ايجابية قاموا بها ولم نحصل منهم على شيء سوا الوعود الكاذبة ولم تغادر أي عائلة خارج ماليزيا سوى عائلة واحدة قبل فترة طويلة جدا حيث أن هناك  أشخاص وعوائل  في ماليزيا مضى عليهم الآن سنتان وثمانية أشهر وهم لازالوا موجودين معنا ، وهناك بعض العوائل قابلت السفارة الأمريكية على آمل خروجهم إلى أمريكا ولكن لم يسافر منهم احد. 

9-    مراسل " فلسطينيو العراق " : كيف تقيمون الوضع الحالي لكم هناك ؟ وما هي رؤيتكم لمستقبل العوائل الفلسطينية في ماليزيا ؟

الأستاذ حسام : على الرغم من أن الوضع الحالي في تحسن لان هناك اهتمام من قبل الحكومة الماليزية والسفارة الفلسطينية  بقضيتنا  ولكن لازال المستقبل غامضا ولا نعلم ما هو مصيرنا لان هناك تعنت من جانب الأمم المتحدة . 

10-                       مراسل " فلسطينيو العراق " : كلمة توجهونها للعوائل الفلسطينية في ماليزيا ؟ وكلمة أخرى لمن بيده أمر اللاجئين الفلسطينيين ؟

الأستاذ حسام : أدعو العوائل الفلسطينية إلى التلاحم والتكاتف ونبذ الخلافات جانبا وتنقية قلوبهم من الحقد والكراهية لبعضهم البعض لأننا في مركب واحد وهدفنا واحد وادعوهم إلى التمسك بتعاليم هذا الدين الحنيف الذي هو سبيلنا الوحيد للنجاة، وأقول لهم لماذا هذا الانحناء أمام رياح الفتن العاتية ولماذا هذا التناحر فيما بينكم فلقد مرت الأمة الإسلامية وسلفنا الصالح عبر تاريخنا الطويل بمحن ومصائب أقسى من هذه المحن بكثير فما وهنوا وما ضعفوا لما أصابهم وأن هذه الأمة تضعف ولكنها لن تموت.

وأناشد الحكومة الماليزية بتسهيل أمورنا ومعاملتنا بالحسنى فإننا وان افترقنا عنكم باللغة والتقاليد والعادات فانه يجمعنا معكم دين واحد ومذهب واحد وشكرا .

 

هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"