كشف
مغاربة معتقلون في سجون عراقية فظاعة التعذيب الذي يتعرضون إليه على أيدي شيعة
ساخطين على المغرب. وقال المعتقلون في اتصالات هاتفية أجرتها معهم «الصباح»، إنهم
يتعرضون إلى تعذيب وحشي من طرف شيعة يلومونهم على سياسة الدولة المغربية في محاربة
التشيع، مضيفين أن بعضهم «علق» بوحشية لستة أيام بعد طرد المغرب للسفير الإيراني،
واتهام بلده بمحاولة اختراق المغرب عقائديا، وضرب التغلغل الشيعي بقوة. وقال بعض
المعتقلين إن الجهات الرسمية المغربية أهملت ملفاتهم، رغم أن من بينهم المتابعين
في ملفات "الإرهاب" بتهم «تجاوز الحدود» و«التفجير» و«تغيير الجنسية»
و«الانتماء إلى المجموعات المسلحة»، رغم أنهم كانوا من المقيمين، ولا علاقة لهم "بالإرهاب"،
مضيفين أن السلطات العراقية لا تفرق بينهم جميعا وتنسب إليهم التهم نفسها، وتحاكم
بعضهم بالإعدام والبعض الآخر بـ 15 إلى 20 سنة سجنا .
وذكر
المعتقلون أنفسهم أن 60 سعوديا وأربعة ليبيين، وتونسيين، وعددا آخر من اليمنيين
رحلوا إلى بلدانهم الأسبوع الماضي، بفضل تدخلاتها، في حين أن المغاربة يواجهون
الإهمال، إذ أكد المعتقلون أنه لم يسبق أن زارهم أي مسؤول مغربي، سواء من السفارة
أو من باقي المصالح الخارجية، في حين يتلقى معتقلون عرب آخرون في الملفات نفسها
زيارات من ممثلي بلدانهم، يتحدثون إليهم ويشرحون لهم ملفاتهم، ويوكلون لهم محامين
يدافعون عنهم، ويحافظون على حقوقهم، في حين تنتهك حقوق المغاربة ليل نهار، نتيجة
تناسي ملفاتهم .
وقال
المعتقلون إن من بينهم من اعتقلته القوات الأمريكية دون أن يكون متورطا في أي
أعمال عنف، ومنهم الذين قدموا إلى العراق من أجل «رد الاحتلال الأمريكي»، لكنهم
بعد اطلاعهم على الأوضاع، رغبوا في العودة إلى بلدهم، إلا أنه استحال عليهم ذلك،
مضيفين أن احتفاظ السلطات العراقية بهم معتقلين رغم علمها أن أغلبهم من المقيمين
هو «انتقام» من الدولة المغربية وتصفية حسابات طائفية، مؤكدين أن عدة بلدان أجرت
مفاوضات مع السلطات العراقية ووقعت معها اتفاقيات تسلمت بموجبها أبناءها، فيما
تجاهلت السلطات المغربية ملفات أزيد من 12 معتقلا مغربيا في سجون العراق، بل رجح
المعتقلون أنفسهم أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، إذ أكدوا أنهم يرحلون من سجن
إلى آخر ويلتقون معتقلين يحكون لهم عن تجربة مغاربة كانوا معهم في السجون، وأغلبهم
ممن فقد صلته بعائلته في المغرب منذ فترة طويلة، واعتقلوا في ظروف غامضة واتهموا
في قضايا الإرهاب وأدينوا بأحكام مشددة بموجب قانون الطوارئ.
وذكر بعض المغاربة المعتقلين في سجون العراق أنهم يتلقون معاملة مناسبة حين يوضعون
في أجنحة يوجد فيها معتقلون سعوديون، وحين ينقلون إلى أجنحة أخرى يواجهون التعذيب
من طرف شيعة ناقمين .
ضحى زين
الدين
المصدر : جريدة الصباح المغربية
10/9/2012