الجدليون والمتسلطون على الكلمات والحروف زيفا
حسبنا إنهم لا يفقهون
كان في زمن الفقهاء والعلم والعلماء وبكل مورثهم ومكنون كنانتهم
التي أوصلت للمجتمعات جميع أنواع العلوم والفنون وأغنت تاريخنا وكثرت الأسماء التي لمعت في سماء أمتنا والذين خصهم الله سبحانه وتعالى بنعمته التي أنعمها على أمتنا العربية والإسلامية
وتتطاير الأيام كأوراق الشجر كريح عصفت بها ومضت بنا الأيام إلى ماأل إليه الحال وخرج علينا فلاسفة الكلام ومزيني حروفها
وكثر محدثيها,,حيث أصاب الحديث بللا ً من معسول اللسان ,,
لكنه بلا معنى ولا طعم,, فهم جدليون وليس بمحدثين فضيعوا وأضاعـو المعاني وملئوها عقما ً, فتراه يتحدث هنا وهناك ويطلق الكلمات ويصول يمينا وشمالا ويذهب قريب وبعيد وينتقي الكلمات دون أن يعرف معناها ومن لايعلم ينظر إليه ببلاهة ومن يعلم يداري
سخريته خجلا, ومن ثم تجده يتحدث عن نفسه كثيرا((كنت يوما كذا
وكان عندي كذا, وأنا وأنا وأنا)) ويطبل في كل مكان ويجادل هذا وذاك, وإذا رأى الناس مصغية له أزداد في عليائه وكأن الناس ليس فيهم من يعلم شيئا,, وإذا تحدث أحدا ًبكلام موزون يعلق ساخرا ًمنه ويبدأ بتفنيد كلامه ويملأه الغرور وُيصبح لاأحدا بعده ولاأحدا قبله,,
والجدل وكثرته عادة سيئه حيث توصل المجتمعات للتخلف وخنق
الآراء وإعدام الفكره وقتل الموهبة وإزهاق روح الأمل والطموح,,
فهم أمراض في روح أمتنا وجسدها الطاهر,,,
وبين هذا وذاك مسافات متباعدة في الفهم البناء والفهم الهدام والمتردي حيث إن الكلمة هي نتاج الفكرة وبها تؤسس كل ما يبنى
على الأرض وليس لكلام الهوى هنا مكان أي بمعنى الذي يتكلم كثيرا يعمل قليلا,, ويبدأ الأنحدار في المستوى الفكري العام للرؤيا
فلا ثقافة ترجى حيث الكفآءة لم يعد لها قيمة ومعنى في زمن الجاهلية الجديدة التي تعصرنا فتنتج ألى الوراء,,وراءا ًومن ثم تجد من هم في ركابهم ماضون ليطوقوا الكلمة ويقتلوا عزتها وكراماتها
فتستشري فينا السخرية من هذا الكاتب وذاك الناقد ونلون حروفنا الجميلة بأقبح الألوان من كثرة هجائها وتعريتها من مضمونها لا لشيئ وإنما حسبهم كثرة النقد بغير بناء وهدم بغير إعتلاء,,
وهنا أحب أن أوضح بأن أمراضنا الفكرية قد تؤدي إلى ضياع
الفكرة وإنحسارها فلا يعد هناك من يحاكي المنطق في أصول الكلام وتضيع كل الساميات وتنخفظ المرفوعات من عليائها فتمسي
قواعدنا الأدبية بلا قيمة وتضيع المنجزات ونصبح في زمن المحدثين والجهلاء الجدليون فلا تحتاجنا الكلمات ولا رأي لها فينا
حيث خذلنا لغتنا وأستعبدنا حروفها فتشاطرت جزئياتها فلا سبيل لديها إلا أن تخلع عنها ثوب عفتها حيث ولى زمن الكلمات الثائره
والرجولة بيعت في سوق عكاظ وتكسرت كل سيوف الكلمات في زمن الدراهم حيث المضمون معدوم وأصل الأصيل أضحى هجين
يلتقطه كل عابر سبيل فتمضي أيامنا بلا معاني حيث ألى اللاشيئ
في تاريخنا يعنينا وقد ألقينا به إلى قارعة الطريق فرخص الغالي والنفيس,, وغـلا ثمن الرخيص من الكلمات فقط لسان بلا رجال
وعنوان بلا مضمون,,,,,,
حاتم الأسعد
14\12\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"