الموضوع ليس بحاجة إلا لتحكيم الضمير والعقل الإنساني فيه لأن ما نراه اليوم يحدث مع اللاجئين ليس إلا مأساة من عدة مآسي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في كل مكان ، فإننا نلاحظ أن مأساة اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان تتجدد ، في كل يوم وفي كل ساعة ، بدلاً من أن تكون الأيام القادمة تحمل لهم ولأطفالهم مستقبلاً على الأقل يحمل في طياته بعض الأمل بحياة كريمة بحياة تصون .
كرامة اللاجئ في المجتمع ، لا حياة مظلمة داكنة السواد ليس فيها إلا المصير المجهول في بلد ليس لمواطنها الأصلي حقوقاً حتى يتم ضمان الحياة للاجئين فيها ..
أيها الأخوة إننا مطالبون بالسكوت حتى مضي المدة ثم نساق كالكلاب بعوائلنا وأطفالنا إلى الشارع كي نرضي البعض ونصون الجميل للبرازيل هل هذا عدل ؟ .
يجب أن نكون سعداء بأوضاع بلد ليس فيها مستقبل من أي جهة لا العمل ولا الأمان يجب أن نكون سعداء ونحن نعرف نهاية مستقبل أطفالنا ، سيكبر أطفالنا هنا لكن على أي وضع سيكبر أطفالنا على التشرد والجوع والبرد سيكبر أطفالنا وليس بمقدورنا توفير أدنى متطلبات الحياة لهم من تعليم وعلاج ليكونوا بشر !!! .
يجب أن نسكت ونحن نعلم ذلك ، يجب أن نسكت ونحن غير راضين عن كل هذه الأوضاع ، لأجل البعض علينا أن نفرط بمستقبل أطفالنا لكي يقال عنا أصبحنا نموذجاً لباقي اللاجئين في الاندماج والانخراط في المجتمع البرازيلي ، لنرضي البعض يجب أن نقبل بالأوضاع السيئة بالإهانات والجرائم التي ترتكب بحقنا ، في بعض الدول تسقط حكومات من أجل ضمان حقوق البشر أما نحن علينا أن نكون رخيصين إلى أن أصبحنا أرخص شعوب العالم من احتلال لأرضنا وتشريدنا في العالم كله وطردنا من الدول التي كنا نعيش بها بأمان وارتكاب المجازر بنا ومعاملتنا كالحشرات ليس لنا أي قيمة وليس لنا الحق أن نرفض أو نتكلم بل يجب علينا القبول بأي شيء لأننا فلسطينيين ، يجب أن نُذل ونقول شكراً!! نعم فقد أصبحنا الحائط الواطي الذي يقفز من فوقه الجميع .
لو أن ما يرتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين يرتكب بحق غيرهم لكان الحساب عسيراً ، هل يجب علينا تهوين الأمور فداء للمفوضية والمؤسسة وحفاظاً عليهم وعلى شعورهم ولا يهم مصيرنا ومصير أطفالنا هذا ما يريده البعض ، يجب أن نسكت على الجرائم المرتكبة بحقنا من المفوضية ولربما المطلوب أن نشكرهم على أذيتنا .
فقد ارتكبت المفوضية الجرائم بحق اللاجئين بكل الأشكال المتاحة ألا تعتبر جريمة محاولة مسئولة سابقة في المفوضية الصعود بسيارتها على خيمة الأخ فاروق والرجل المسن أليست هذه محاولة للقضاء عليه إفلات كلاب الحراسة عليه كي تنال منه وهو يعاني العديد من الأمراض ومنها كسور بالعامود الفقري وهم يعلمون أنه لن يستطيع الدفاع عن نفسه بكامل قواه من مثل هذه الكلاب هل هذا العمل إنساني ؟ .
لؤي سمير الذي سقط ببابهم وتم إخراجه من المستشفى بدون علاج وهو من الحالات الخطرة جداً ولا يقوى على العيش إلا بالأوكسجين هل هذا العمل له علاقة بالإنسانية ...
صافي الرجل المُسن الذي تم إلقائه بدار للعجزة فأصبح كالسجين بين أُناس مختلفين عنه بكل شيء فإذا أراد أن يمضي وقته مع الموجودين بالحديث لن يستطيع ذلك بسبب اللغة ، لينتهي الأمر بهذا الرجل أن ذهب مع المعتصمين وسقط طريح الأرض بباب المفوضية من يتحمل مسؤوليته ؟ .
الطفلة نيفين البالغة من العمر ( 3 ) سنوات والتي وصلت مرحلة النهاية ببابهم ( 8 ) أيام بدون طعام أو شراب وما كان من المفوضية إلا أن طلبت الشرطة لقمعنا بدلاً من طلب الإسعاف ....
إضافة لذلك الجريمة المنتظرة والتي سترتكب بحق اللاجئين جميعاً وهي إلقائهم في الشارع بعد فترة ...ما كل هذه الأعمال الإنسانية إنها أعمال نحسد عليها إنها مفوضية تستحق أن يُفتخر بها على هذه الإنسانية التي تغمر بها اللاجئين ... إنها تؤدي دورها على أحسن وجه وسيفخر من يتلذذ بذبح وقتل الفلسطينيين في كل مكان سيفخر بأعمالهم كل ظالم له يد بالظلم الذي يقع على اللاجئين ، أيها الأخوة تضيف المفوضية جريمة أُخرى إلى جرائمها .
بحق اللاجئين فقد ترددت أخبار عن ترك المفوضية لمكتبها بيوم ( 4/20) الذي تباشر منه أعمالها بمحاولة دنيئة للقضاء على الاعتصام الذي إذ عبر إنما يعبر عن المرار الذي يعانيه اللاجئون في البرازيل فإن الخطوة التي قام بها أرعن المفوضية قد درسها بدقة وهي ترك المكتب كي تزول حجة المعتصمين بهذا الاعتصام ويكونون أمام بيت عادي ليس له علاقة بمفوضية ويجب عليهم مغادرة المكان بالحسنى أو تأتي الشرطة لقمع العوائل والمرضى والمسنين المعتصمين هناك ،وبالفعل اليوم وردت أخبار مفادها أنه وصل عدد كبير من الشرطة لفك الاعتصام المقام هناك والعلم عند الله ما الذي سيرتكب بحق اللاجئين ...
ولو نظرنا بتصرفات المفوضية في البرازيل سنجد أنها لا تصدر إلا من قبل عصابة إجرامية رعناء تتصرف دون أدنى مسؤولية أو حكمة للعقل ، ولم تحدث هذه المسألة في أي مكان إلا من قبل المفوضية في البرازيل ..
أليست هذه جريمة أُخرى أليس هذا تنصل وهرب من اللاجئين لعدم تلبية مطالبهم ، إلى متى سيضل مكتب المفوضية يتنصل من الاستجابة لمطالب اللاجئين ، إنه من العار على المفوضية أن تهرب من اللاجئين على أن تستجيب لمطالبهم ، اللاجئين الذين ظُلموا حين تم جلبهم للبرازيل ، ما كل هذه الإنسانية المبالغ فيها من هذه المفوضية فقد وصل الكرم بها أنها ستصبح منظمة سرية ولربما نرى خافير يتلثم ويتخفى وراء نظارات عندما يمشي في الشارع كي لا يعرفه أحد ، ما الذي يحدث هنا ؟ .
إن ما يحدث لا يمكن وصفه إلا بالمهزلة الشنيعة التي وقعت على رؤوس اللاجئين وما هي نهاية هذه المهزلة هل القضاء علينا إننا موافقون لن نتراجع عن مطالبنا حتى الموت أو الخروج من البرازيل لأن ما تراه المفوضية هو القضاء علينا أسهل من تلبية مطالبنا ....
أم لأن اللاجئين فلسطينيين يجب عليهم أن يعانوا الويلات ، البعض يرى أن سعادتنا تكمن بالشقق التي نسكنها والأثاث الموجود فيها ، هل فعلاً هذه هي السعادة ! يجب أن نفرح بالشقق الأثاث وننسى مستقبل أطفالنا فلدينا شقة وأثاث سنطرد منها بعد أشهر ...
أما عن الشقة التي نسكنها فهي بالإيجار وعن الأثاث الكل هنا يعرف لاجئ وغير لاجئ أنه من أرداء أنواع الأثاث لرخص ثمنه ، ولن ندخل بتفاصيل مثل تلك المواضيع لتفاهة المسألة مقارنة مع معاناتنا الحقيقية ..
وإذا قمنا أصلاً بمقارنة للأوضاع التي كنا نعيشها بالعراق قبل الحرب ومقارنة الوضع الذي نعيشه بالبرازيل التي ليس فيها حرب سيكون الفرق بنسبة ( 90% ) وضعنا بالعراق قبل الحرب أفضل منها فالبرازيل لم تعاني ويلات الحرب ويخيم عليها الفقر والخلل الأمني والبطالة ...
بات استهتار المفوضية زائداً عن الحد ما الذي تبقى المفوضية لم تستعمله مع اللاجئين، فقط أن يصفوا اللاجئين على الحائط وتقتلهم مثلما يفعل اليهود.. وإلى متى نبقى ننتظر المرحلة التي نخسر بها أنفسنا وأطفالنا عند من لا يرحم إلى متى نبقى كل يشد في اتجاه لقد هدد مكتب المفوضية اللاجئين هناك بأنهم سيجعلون منهم عبرة لباقي العوائل اللاجئة التي تفكر بالاعتصام وأقول من هنا أن افعلوا ما شئتم فلن يكونوا عبرة سيكونون قدوة وسنعتصم جميعاً حتى تحقيق مطالبنا حتى لو لم يساندنا أحد فلن ننزل رؤوسنا ولأي كان ...
أيها الأخوة إن الموقف يتطلب منا التكاتف والتلاحم وتوحيد الكلمة لنكون يداً قوية تستطيع تحقيق كل مطالبنا .
26/4/2009
بقلم - عصام عرابي - البرازيل
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"