إنه لمن السخرية ما يطلب من المعتصمين في الشوارع ، أولاً لنقول لماذا الإعتصام في الشوارع؟
الإعتصام في الشوارع لإن مكتب المفوضية في البرازيل هو مكتب سري لايعرف له أحد طريق ولاعنوان ، حتى أنهم ليس لديهم هاتف أرضي في مكتبهم كي لايتركوا أثراً على نفسهم لا في دليل هواتف ولا غيره ، ومن يريد الإتصال بهم تتم هذه المسئلة على الهاتف المحمول لإحدى موظفاتهم المكلفة بهذه المسئلة ..
أما مسئلة أن تصبح المفوضية في البرازيل منظمة سرية كاعصابات أو المنظمات المحظورة ، فهذه المسئلة ليس لها مثيل ولم تحصل إلا في البرازيل !
ولو طرحنا هذا السؤال لماذا هربت المفوضية ؟ ومن سبب ذلك ؟ وهل هذا جائز ؟
بكل تأكيد أنه لم يعد خافياً على أحد سبب هروب المفوضية ، بعد المعاناة التي عانتها الكثير من العوائل الفلسطينية اللاجئة لم يكن هناك وسيلة للتنديد والإحتجاج على ذلك وإيصال الصوت سوى الإعتصام ، ولتزيد المفوضية من تنصلها من مسؤولياتها تجاه اللاجئين والمعتصمين ، وكرد على العوائل التي إعتصمت حينها كان ألفضل الحلول لهم الهروب ، وبالطبع تغطي على جميع هذه التصرفات والقذارات الصادرة من المفوضية فرع البرازيل الحكومة البرازيلية ، الحكومة الكريمة ، الحكومة ذات المواقف الحميدة ، الحكومة التي مهما وصفنا من محاسنها تجاه اللاجئين لن نوفيها قدرها بالوصف ، الحكومة التي كانت كريمة مع المفوضية ومدارائها ، والتي أحسنت إستقبالهم وإكرامهم ، وقبل نقل المدعو خافير من البرازيل كتب فيهم قصيدة من الشعر مفعمة بمفردات الشكر والإمتنان ، للحكومة التي تجهزت بكامل قواها ضد اللاجئين دفاعاً عن المفوضية ، الحكومة التي على أتم إستعداد لإبادة نساء ومسنين ومرضى وأطفال لأجل مشاعر المفوضية ، الحكومة التي تجاهلت كل ما يحدث مع اللاجئين على أراضيها ، ولم تكترث أو تتنازل للتدخل بحل المشاكل وهم يعلمون بكل مايجري من مشاكل بين اللاجئين والمفوضية ، الحكومة البرازيلية التي فتحت اليوم أبواب الشوارع على مصراعيها لأطفال رضع لتنام في الأرصفة ، لإمرأة مسنة وإبنها الذي يعيش على الأوكسيجين ، لشخص يعاني أمراض القلب ، لنساء تنام في شوارع فيها ما يكفيها من المتسكعين والسكارة واللصوص ومدمنين المخدرات ، منذ ما يقارب الشهران على نوم أطفال رضع ومرضى ومسنين ينامون في الشوارع دون إكتراث من المفوضية أو الحكومة البرازيلية الكريمة المضيافة ، وإذا كان بالفعل قد فاض كرم هذه الحكومة ، فقد فاض على المفوضية ومدرائها ، ولم يمس اللاجئين الفلسطينيين من هذا الكرم شيئاً ، فعلى مدى العامين ونتيجة الكرم البرازيلي شاهدنا كثيراً من الذين إعتصموا والذين ماتوا في الشوارع من اللاجئين الفلسطينيين وكل هذا نتيجة هذا الكرم ..
يطلب بعض المأجورين من مرتزقة المفوضية ومن المستفيدين منها ، يطلبون من المعتصمين أن يكفوا عن النشر أو الحديث عن معاناتهم ، حتى أن أحد المطالب كان أن يذهبوا إلى مكان يتوارون فيه عن الأنظار ، لأن الإعتصام هكذا يتسبب بحرج للبعض !!
أُنظروا إلى هذا السُخف والمستوى المنحط ، الإعتصام يتسبب بالحرج للبعض ، ألم يكن الأجدر أن يحرجوا لمعاناة مريض يعيش على الأوكسيجين ، أو يحرجوا لنوم نساء في الشوارع ، لماذا لا يحرجون من معاناة أطفال تنام على أطراف الطرقات في العراء ، أوليس الأجدر أن تنحرج إنسانيتهم ويعملون على إيجاد حل لهذه المعضلة قبل حدوث الكوارث بدلاً من المطالبة بإخفائها بعيداً عن الأنظار، يعني لو توارى المعتصمون عن الأنظار وإختفوا وماتوا في إحدى الغابات البرازيلية سيكون ذلك من دواعي سرورهم وليس فيه حرج ..
منذ أيام فتحت أبواب حرج جديدة لحد الأن لم يتم تبليغها بشكل رسمي لكن سرعان ماسيتم تأكيدها وهي ضم 24 شخصاً فقط في مايسمى برنامج المفوضية ، وطرد باقي اللاجئين من شققهم وقطع كل شيئ عنهم ، وهناك إستعدادات جائت على لسان عدد من العوائل اللاجئة بالتوجه وزيادة الحرج والإعتصام إذ ما تم طردهم من منازلهم إلى الشوارع ..
ألم تكتفي الحكومة البرازيلية بهذا القدر من الحرج والتسبب بالمعاناة لهذه العوائل وأطفالهم ومسنيهم ومرضاهم ،كفى ظلماً كفى إستهتاراً بنا وبمرضانا ، كفاكم إستهزاءً بحياة أطفالنا ومستقبلهم ، وإنني أُطالب من هنا الحكومة البرازيلية بوقف هذه الجريمة والمعاناة المستمرة بحق المعتصمين في الشوارع والعمل على إنهاء هذه المعاناة ، وأُطالب كافة الهيئات ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بإدانة موقف الحكومة البرازيلية لتخاذلها بالتعاطي مع قضية المعتصمين الفلسطينيين في الشوارع البرازيليا وعدم إلزامهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في البرازيل لتحمل مسؤولياتها تجاه المعتصمين وأُطالب كافة الجهات القادرة على وضع حد لهذه المعاناة بالتدخل العاجل بهذه القضية لإنهاء معاناة أطفال رضع ومرضى وإمرأة مسنة ونساء تنام في الشوارع ....
بقلم - عصام عرابي – البرازيل
9\2\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"