إيهاب سليم – السويد :
صورة نادرة لهدية حركة حزب الله إلى أهالي البصرة وهي عبارة عن جدارية لمحمد باقر الحكيم الزعيم السابق لمنظمة بدر و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" اللذين تشكلا من قبل الخميني خلال حقبة الثمانينيات حتى دخولهم تحت حماية الدبابات الأمريكية والبريطانية الصهيونية إلى بغداد بعد الغزو الأمريكي البريطاني الإيراني للبلاد سنة 2003 .
هاجر محمد باقر الحكيم العراق باتجاه إيران في يوليو تموز سنة 1980, وبعد قرابة شهرين اندلعت حرب الخليج الأولى ليعمل الخميني على تأسيس منظمة بدر في إيران كجناح عسكري "للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية" تحت إشراف وتدريب ضباط الحرس الثوري الإيراني لمحاربة الجيش العراقي بجانب الجيش الإيراني , وجرى تجهيز المعارضين العراقيين في المنظمة بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بما فيها طائرات الهليكوبتر .
وخلال حرب الخليج الثانية , استغلت منظمة بدر وجود الجيش العراقي في الكويت وشدة قصف القوات الأمريكية والبريطانية له , فهاجمت محافظة البصرة من الحدود الإيرانية بهدف السيطرة على المدينة ومحاصرة ظهر الجيش العراقي داخل الأراضي الكويتية بعد أن تمكنت قوات التحالف من دخول الأراضي العراقية في خطة التفافية من الحدود السعودية , واتهمت المنظمة بارتكاب مجازر ضد العائلات الموالية للرئيس الراحل صدام حسين في المدينة ومُدن جنوبية أخرى .
وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية حول قرار غزو العراق سنة 2003 , إلا أن المنظمة شاركت في اجتماع صلاح الدين الستراتيجي في شمال العراق مع أحزاب المعارضة العراقية الأخرى لتشكيل نظام جديد في العراق تحت المظلة الأمريكية والبريطانية ضمن ذات نمط حركة الأخوان المسلمين في أفغانستان الأمس وليبيا اليوم والمعروفين غربياً بولاءهم المزدوج لواشنطن وإيران .
بعد الغزو الأمريكي البريطاني لبغداد في التاسع من ابريل نيسان سنة 2003 , دخلَ محمد باقر الحكيم العراق من إيران على رأس قوات منظمة بدر بعد اتفاقيات أجراها مع الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر مقابل التصدي للمقاومة العراقية في العاشر من مايو أيار , ومرَ من البصرة إلى المدن والبلدات العراقية ومنها النجف حتى اغتياله بسيارة مفخخة فيها في التاسع والعشرين من آب أغسطس , لتصبح المنظمة أحدى أبرز الأحزاب الحاكمة في العراق منذُ ثماني سنوات .
غالباً ما تتهم المنظمة بتلقيها الأموال والأسلحة من إيران , وكثيراً ما تتهم بأنها وكيل للمصالح الإيرانية في العراق , وتواجه المنظمة انتقادات دورية حول إداراتها في جنوب العراق ووصفها غربياً بأنها ثيوقراطية مختلطة مع البلطجة .
ووفقاً لتقرير صحفي صدر سنة 2005 من قبل الصحفي دوغ ايرلند فقد شاركت منظمة بدر في العديد من حوادث الاعتداء والقتل بما فيها عمليات قتل لدوافع دينية .
وبحسب قناة التلفزيون البريطاني الرابعة فإن المنظمة تورطت في اعتقال وتعذيب وقتل وتهجير الآلاف من المدنيين العراقيين خلال الفترة 2005-2006 , بعد تعيين أحد أبرز قياديها بيان جبر صولاغ وزيراً للداخلية , وزير المالية الحالي في المنطقة الخضراء .
إيهاب سليم
السويد
14/11/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"