وقال الكاتب "شالوم
يروشالمي"، أن جدته ظلت محتفظة بمفتاح منزلها الكائن بالحي اليهودي بدمشق،
وأنها كانت آخر من هاجر من سوريا من عائلته إلى "إسرائيل"، في العام
1946، وسرد يروشالمي : "أن جدته كانت قد غطت رأسها قبل أن تخرج من بيتها
بمنديل ملون، وألبست إبنيها المتبقيين معها، مردخاي وعليزا، بنطالي برمودا، كما
يرتدي الفتيان المسلمون ، كي لا يثيروا الاشتباه، ونظرت للمرة الأخيرة، إلى البيت،
والساحة الكبيرة والبئر، وتبادلت النظرات المفعمة بالمعاني مع الجيران اليهود، ممن
عرفوا بالضبط إلى أين تهرب، وخرج الجميع إلى الدرب وهم يمتطون الحمير، ليصلوا إلى
معبر الخيام في الشيخ مؤنس، حيث التأم شمل العائلة من جديد".
وشدد يروشالمي، على أن عائلته تركت
خلفها أملاكا واسعة في دمشق، لتكد في العمل داخل "إسرائيل"، حتى تتمكن
من الحصول على بيت قديم متهالك بحي هاتكفا، بينما سكن بيتهم بدمشق الفلسطينيون
الذين هربوا أوتركوا أو طردوا من "إسرائيل"، قائلا: "لقد حصل
الفلسطينيون على بيتنا في الحي اليهودي بدمشق دون جهد، وأنسالهم يسكنون هناك حتى
اليوم".
وقال يروشالمي، "أننا لم نطالب
بالعودة إلى دمشق، فالحي اليهودي بدمشق كان محاطا بمسلمين متطرفين، تعامل معظمهم
مع اليهود باعتبارهم دنس، وعلى مدى مئات السنين عانى اليهود سلسلة اعتداءات وأعمال
إرهاب، كلفت عشرات القتلى، بينهم أطفال كثيرون، وكانت الذروة في 1860.
وأضاف أن قرابة مليون يهودي، تركوا
بيوتهم خلفهم وأملاكا وذكريات مؤلمة في الدول العربية ، وكان يمكن لدولة "إسرائيل"
بعد إعلان قيامها المطالبة بالتعويض عن مهانة وأملاك اللاجئين اليهود، ولكن الدولة
صامتة حتى بعد أن ثارت مطالب اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بيوتهم في "إسرائيل".
"علينا أن نقول لهم انتم لن تعودوا إلى
بيوتكم مثلما لن أعود انا إلى بيتي في دمشق حيث تسكنون الآن"، علينا أن نبذل
جهدا إعلاميا صادقا وحقيقيا لإلغاء الطلب الفلسطيني بحق العودة وشطبه عن جدول
الأعمال، وانا سأدعو للمطالبة بـ"المفتاح مقابل المفتاح".
أهملت "إسرائيل"، تراث
اللجوء ليهود البلدان العربية، مثلما أهملت الثقافة الفاخرة التي كانت من نصيبنا في
مصر، سوريا، العراق، تونس، ليبيا، المغرب ودول عربية أخرى.
وتحدث عشرات اللاجئين اليهود في مؤتمر
عقد بالامم المتحدة تحت عنوان "العدالة ليهود البلدان العربية" منذ
عامين، وذهل مئات الحاضرين لاكتشاف فصول في تاريخ الشرق الأوسط كانت حتى اليوم من
نصيب الدعاية لشعب آخر، ومن الممكن السعي لإقامة صندوق دولي يعمل على تعويض
اللاجئين من الشعبين، بعد أن يتخلوا عن حقوقهم في البيوت التي تركوها.
المصدر : البوابة نيوز نقلا عن صحيفة معاريف
الصهيونية
5/2/2014