حياة بلا هوية - رؤى مسعود عادل الأسعد

بواسطة قراءة 2510
حياة بلا هوية - رؤى مسعود عادل الأسعد
حياة بلا هوية - رؤى مسعود عادل الأسعد

 

هل ترى يا فلسطين سبب الهجرة هو أجدادنا أم الظروف القاسية التي جعلتهم يتركون جنة الأرض ويذوقون لوعة الغربة والبعد , جعلتهم يتركون منازلهم وأراضيهم وأهليهم وأحلامهم المليئة بالفرحة والسعادة والأمل بغد مشرق جميل , هل من المفروض أن يصمدوا بوجه العدو الغاشم أم كانت خيانة للعبة مشؤومة دفع ثمنها الشعب الفلسطيني لوحده لكن كيف يصمدون بأي وسيلة وهم لا يملكون سوى الثياب التي يرتدونها يصمدون أمام الدبابات والمدافع والرصاص الذي يتطاير في كل مكان ومن كل مكان هل المعادلة متوازنة أكيد كلا كيف تتوازن ونصفها خالي كيف  تخرج معادلة والعنصر الأول وليس الثاني غير متوازن , هل ترى يا فلسطين من الذي دفع ثمن الغربة وتهجيرهم أم هي الأجيال التي أتت وتأتي كل يوم أكثر من اليوم الذي مضى فما هي نتيجة وأين الحقيقة هم لم يبيعوا الأرض صحيح بل أكيد أنها إشاعات زيفتها بريطانيا وعميلتها (إسرائيل) وأمريكيا ليخدعوا العالم ويقولوا باعوا وخرجوا كلا وألف كلا فلسطين حرة إن شاء الله حتى لو بعد حين وهي إسلامية عربية , الأجيال تأتي مصممة على أخذ الثأر إن شاء الله ولن ننساك بإذن الله ، أحلامنا يا فلسطين هي أنتي لأنك أنتي الكرامة العقيدة والقومية , فكيف ننسى كل هذا وننام في أمان وهدوء وسكينة , كيف تغفو مقلة العين وقلبك فيه خنجر الغزاة , كيف وأنتي محاصرة من أبشع الناس على وجه الأرض لكن ثمن ندفعه كل يوم ندفعه من سعادتنا وضحكتنا واستقرارنا لم نرى يوم فيه شيء جميل كيف نرى هذا اليوم ونحن بعيدين عنك إلى متى سوف نبقى نتعذب ونذوق المر , ألم يأن الأوان لنرجع لربوع حيفا ويافا والقدس الشريف والأقصى المبارك , ألم يأن الأوان لنعيش في دولة واحدة وعاصمتها القدس الشريف , ألم يئن الأوان لنرى الضحكة على وجوه الأطفال ونعيدها على وجوه أجدادنا وأمهاتنا والمعتقلين والأسرى , ألم يأن الأوان تضحك زهرة فلسطين الزهرة التي ذبلت من عذاب الأحداث التي مرت في السنين ومآسي الماضي , ألم يأن الأوان أن يرجع الفتى الفلسطيني ليزرع شجر الزيتون والجوز واللوز والبرتقال على جبال وتلال فلسطين أن نضم بعضنا ونضع يد بيد يد الوحدة والكرامة كفانا مذلة وتشريد , لماذا لا نعيش مثل باقي العالم ؟ هذه الحياة التي لا يوجد بداخلها طعم الراحة ألسنا نملك المشاعر والأحاسيس كباقي البشر نستحق فرحة وضحكة هل هذه حقيقة لا يوجد بداخلها شيء مفرح بل هو قدر مكتوب وربما تشريف من الله عز وجل بهذا الابتلاء فالحمد لله على كل حال وعلينا الصبر , فحياة الفلسطيني منذ الأجداد ومنذ عشرات السنين كانت حياتهم حياة بسيطة جميلة وهادئة يزرعون النرجس والريحان ويزينون بيوتهم بالفل والياسمين ويربون أولادهم على حب الدين ثم الوطن والهوية والدم الواحد , وفجأة ظهرت المتاعب ظهر الغدر والخيانة من كل العالم بدون استثناء , فجأة جاء الانكليز وبعدهم اليهود اللعينين بلعبة خبيثة راح ضحيتها المئات بل الآلاف وبعدها حدثت مجازر, مجزرة تلو مجزرة , وتهجير تلو تهجير , وماتت الفرحة وأصبحت الحياة عبارة عن كابوس مزعج ليس له أي نهاية أصبح التشريد والغربة هو لغة الفلسطيني في هذا العالم الكبير والمخيف , الأجداد خرجوا يا فلسطين ولم يبيعوا الأرض مثلما ذكر الخونة والمحتلين والأجداد عاشوا على ذكرى جميلة لهم في فلسطين وماتوا على هذه الذكرى لكن الأولاد وبعدهم الأحفاد تلو الأحفاد عاشوا على ماذا فإنهم يكبرون على قصص أجدادهم التي لا تروي إلا المآسي والعذاب ليس كقصص باقي الأطفال الذين لا يعرفون في هذه الدنيا إلا اللعب والضحكات فهم من يدفع الثمن يكفيهم انهم يعيشون بلا هوية .

 

رؤى مسعود عادل السعد

23/10/2011

 

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"