اللقاء الخاص لموقع" فلسطينيو العراق " مع الأستاذ ثامر أبو خليفة مسؤول لجنة العوائل الفلسطينية في تشي

بواسطة قراءة 6486
اللقاء الخاص لموقع" فلسطينيو العراق " مع الأستاذ ثامر أبو خليفة مسؤول لجنة العوائل الفلسطينية في تشي
اللقاء الخاص لموقع" فلسطينيو العراق " مع الأستاذ ثامر أبو خليفة مسؤول لجنة العوائل الفلسطينية في تشي

يسرنا هذا اليوم الجمعة الموافق 13/11/2009 أن نلتقي مع الأستاذ ثامر خطاب أبو خليفة مسؤول لجنة العوائل الفلسطينية في تشيلي فأهلا ومرحبا بك في موقع " فلسطينيو العراق ":

أبو خليفة: أهلا وسهلا بموقع فلسطينيو العراق ويسعدني لقاءكم لما لموقعكم الكريم من جهود طيبة لإدامة التواصل بين أبناء شعبنا ومن خلال هذا اللقاء أود أن أشكركم جزيل الشكر وأتمنى من الله أن يوفقكم لما فيه الخير لأبناء شعبنا، وبمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لكافة أبناء شعبنا في العراق ودول الشتات الجديد وأتمنى لهم الصحة ودوام العافية وكل عام وأنتم بألف خير، ونسأل الله أن يجمعنا في الأقصى وكامل أرضنا محررة من براثن اليهود.

http://www.paliraq.com/images/001pal/thamer-khalefa01.jpg

1-  مراسل "فلسطينيو العراق": بداية نود أن تحدثنا باختصار عن سيرتك الذاتية ؟

أبو خليفة: ثامر خطاب محمد مصطفى أبو خليفة  مواليد بغداد 7-12 -1962 من إجزم قضاء حيفا، بكالوريوس آداب في التاريخ من جامعة بغداد كلية التربية متزوج ولدي أربعة أولاد محمد وعمر وشهد وخطاب عملت مدرسا في العراق – الفلوجة من عام 87 – 92  وبسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق حينها اضطررت لترك التدريس والعمل كسائق سيارة أجرة  حتى الاحتلال الأمريكي للعراق حيث عملت في السفارة البرازيلية في بغداد قبل مغادرتي العراق .

 2-    مراسل "فلسطينيو العراق": ما هي الأسباب التي أدت لخروجكم من العراق؟ وكيف التحقتم بمخيم التنف ؟

أبو خليفة: هي نفس الأسباب التي دفعت كل فلسطيني للمغادرة بعد أن أصبح هدفا للمليشيات الطائفية التي خلفها الاحتلال وأناط بها مهمة قتل وخطف وترويع الفلسطينيين بغاية دفعهم إلى ترك العراق ضمن مخطط صهيوني مدروس ، وعلى ذلك أصبح الفلسطيني في العراق مهدد بحياته مما قيد أيضا لدينا حركة العمل والتنقل والإفصاح عن الهوية ما نتج عنه في النهاية انحسار لمصادرة الرزق والتزام أغلب الفلسطينيين لمنازلهم ، وزاد الأمر صعوبة بعد توتر الأوضاع أكثر فيما تلا الأحداث المفتعلة في سامراء والتي ازداد فيها مسلسل استهداف الفلسطينيين ، وعلى ذلك بدأت جديا أفكر في مغادرة العراق حتى استقبلت سوريا قسما من الفلسطينيين العالقين عند الحدود الأردنية والذين رفضت الأردن إدخالهم مما شجعني على المغادرة في رحلة محفوفة بالمخاطر باتجاه الحدود السورية رغبة في دخول سوريا  بتاريخ 14 / 5/ 2006 حيث لم يكن مخيم التنف قائما ، وعند الحدود علقنا بانتظار قرار آخر للدخول وكانت هذه هي البداية لمخيم التنف الذي كنت من مؤسسيه  ، ولكني في النهاية أود أن أقول أن ترك العراق بالنسبة لي كان صعبا فليس من السهولة نسيان البلد الذي ولدنا وترعرعنا فيه ، ولا أخفي سرا أنني أتمنى أن أعود للعيش في العراق ، الشعب العراقي شعب طيب ورغم معاناتنا فان ما جرى في العراق كان مخططا له ووقع ضحيته هذا الشعب المظلوم .

3-    مراسل "فلسطينيو العراق": يا حبذا لو تلكمنا عن معاناتكم ومشاهداتكم في مخيم التنف الصحراوي؟

أبو خليفة: ها أنت يا أخي تقول صحراوي ، وتكفي هذه الكلمة لتعطي فكرة عن أناس يعيشون في صحراء ولا يحميهم من مؤثراتها الخارجية إلا قطعة قماش ، والله يعلم مدى المعاناة التي عشناها في المخيم خلال سنتين وعلى ذلك أشعر أنا بإخوتي الذين ما زالوا هناك يعانون ، وعلى العموم المخيم بالنسبة للفلسطيني ليس شيئا غريبا فقد ورثناه أبا عن جد وهو عقار مسجل باسمنا في سجلات الأمم المتحدة والذاكرة العربية ، وولد الكثير من أبناء فلسطين في الخيام ، وأنت تعيش في خيمة في صحراء الأرض العربية ايضا تشعر بمدى الظلم الواقع عليك ومدى ما وصل إليه الحكام العرب في التعامل مع شعوبهم وقضاياهم.

4-   مراسل "فلسطينيو العراق": لماذا تشيلي؟ وكيف استقبلتم خبر قبول استضافتكم فيها؟ وهل هنالك عوائل رفضت الذهاب ؟ وكم عدد الذين التحقوا ؟

أبو خليفة: لمدة سنتين في المخيم لم تتقدم إلا تشيلي بعد أن انعدم الإحساس العربي إلا اللهم من السودان التي تقدمت بمشروع لاستقبالنا إلا أنه واجه عقبات تتحملها السلطة الفلسطينية المتجاهلة لمعاناة شعبها  والتي لم تحسن التعامل مع الموضوع وإنجاحه، وعليه لم يكن أمامنا إلا ذلك وبصراحة بعد سنتين في المخيم وصلنا إلى حد اليأس وكانت تشيلي بالنسبة لنا خبر سعيد في وقتها ، وهناك عائلة واحدة رفضت الذهاب فقط ، والذين التحقوا 117 فردا والآن لدينا خمسة مواليد هنا في تشيلي وهم يحملون الجنسية التشيلانية.

http://www.paliraq.com/images/001pal/thamer-khalefa02.jpg

5-    مراسل "فلسطينيو العراق": متى وصلتم تشيلي ؟ وكيف كان استقبالكم؟ وبأي مناطق تم توزيعكم؟

أبو خليفة: وصلنا إلى تشيلي في شهر 4 / 2008 ، وكان الاستقبال لنا رائعا ولمسنا تعاطفا كبيرا معنا سواء من أبناء الجالية الفلسطينية هنا أو من الشعب التشيلي ، وتوزعنا على ثلاث مجموعات مدينة لاكاليرا وتبعد 100 كم عن العاصمة ومدينة سان فليبي وتبعد 80 كم عن العاصمة ، وسانتياغو وهي العاصمة .

6-    مراسل "فلسطينيو العراق": ما هي أبرز الحقوق التي حصلتم عليها في تشيلي؟ يا حبذا لو تحدثنا بنبذة مختصرة عن البرنامج الخاص بكم هناك؟

أبو خليفة: هذا الموضوع يطول شرحه ولكن باختصار فإن ما اتفق عليه في المخيم كان إقامة مؤقتة لمدة سنتين نحصل خلالها على منحة تكفي للطعام والسكن ودروس في اللغة وعلى أساس أنه بعد انقضاء السنتين يتم منحنا إقامة دائمة لمدة ثلاث سنوات أخرى يحق لنا بعدها التقدم لطلب الجنسية، إلا إننا منذ الأيام الأولى لوصولنا لاحظنا فرقا كبيرا بين ما أطلعنا عليه في المخيم وما هو على أرض الواقع حتى تبين لنا أن البرنامج غير متكامل وفيه من النواقص الكثير وهو بحاجة إلى تعديل إذا كنا نريد أن نستمر في تشيلي ، خاصة بعد أن اطلعنا على مشكلة إخوتنا في البرازيل فأصابنا الخوف من نفس المصير، وعلى ذلك شكلنا لجنة ممثلة للعوائل وبدأنا التحرك في كل الاتجاهات، البرلمان التشيلي الذي يضم أعضاء فلسطينيين ،  والسفارة الفلسطينية ,ومسؤولين من الحكومة والجالية وذلك للمطالبة بتعديل البرنامج والحمد لله وجدنا استجابة إلى حد ما واستطعنا أن نضيف بعض التحسن عليه وخاصة موضوع منحة السكن التي لم يكن متفق عليها في المخيم .

7-    مراسل "فلسطينيو العراق": ما هي أبرز جهودكم وتحركاتكم هناك؟ وهل لديكم تواصل دائم مع جميع العوائل ؟ وما هو نوعه ؟

أبو خليفة: كما قلت لك كانت جهود اللجنة والعوائل منصبة في اتجاه تحسين مستوى المعيشة والحصول على مكاسب أكبر، , ولدينا تواصل دائم مع العوائل في كل المناسبات ومن المميز أن العوائل هنا في تشيلي أصبحت تتمتع بعلاقات متينة مع بعضها البعض فهم يشكلون عائلة واحدة لا تنقطع يزورون  بعضهم البعض ويبيتون عندهم والحمد لله فإن قرب المدن من بعضها شجع على ذلك .

8-   مراسل "فلسطينيو العراق":ما هي أبرز المشاكل والعوائق التي تواجهونها في تشيلي؟ وهل لا زلتم محافظين على عاداتكم وتقاليدكم الدينية والفلسطينية؟

أبو خليفة: من الطبيعي أن تكون لدينا مشاكل في موضوع اللغة والعمل فنحن بحاجة إلى الخبرة المضافة والتي تأتي بتقادم الزمن ، واختلاف المجتمع له أثر كبير علينا ولكننا والحمد لله نتأقلم بسرعة جيدة في إطار الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا ، بالنسبة للعمل فهناك قسم منا لم يحصل على عمل لأسباب معينة والذين حصلوا على عمل فهو لا يلبي الطموح  فمتطلبات الحياة هنا صعبة ، بالنسبة للشق الثاني من السؤال فنحن يا عزيزي لم نكن نتوقع يوما أن نكون أكثر حفاظا على العادات والتقاليد وخاصة ما يتعلق منها بديننا الإسلامي ، والحمد لله فنحن برعاية الله وبجهود الإخوة في المركز الإسلامي ما زلنا مرتبطين بديننا وقد أقام الإخوة في المركز مدرسة خاصة لأولادنا يتعلمون بها كل العلوم مضافا لها علوم الدين من قران وحديث .

9-    مراسل "فلسطينيو العراق" : هل كان لديكم تواصل مع المسؤولين في الحكومة التشيلية أو غيرهم من المؤسسات؟ وماذا أثمرت؟ ونتمنى أن تحدثنا عن موضوع منحة السكن؟

أبو خليفة: نعم لدينا تواصل مع الجميع هنا من جالية فلسطينية ومجتمع تشيلي ومع المسؤولين في الحكومة التشيلية بحكم مسؤوليتهم علينا  ، وقد التقينا برئيسة الجمهورية ميشيل باجيليت في عدة مناسبات، وموقف الحكومة التشيلية طيب جدا وخاصة في موضوع منحة السكن التي خصصتها لنا ، وهذا الموضوع يتلخص في إننا ونتيجة لصعوبات الحياة في تشيلي رأينا إننا لا يمكننا أن نستمر دون إزالة عقبة مهمة وهي موضوع الإيجار الذي يستهلك نصف دخلنا وعلى ذلك طالبنا بتعديل البرنامج ومن ضمن الطروحات كان موضوع السكن ، والحكومة التشيلية تمنح مواطنيها ضمن مشاريع خاصة بإسكان الفقراء لذلك تم إدخالنا في هذا المشروع والحمد لله جاءت النتائج جيدة ، ونحن في الطريق الصحيح.

10-   مراسل "فلسطينيو العراق": وأنتم مقبلون على نهاية البرنامج الخاص بكم هل هنالك فرص عمل يمكن من خلالها تكون بديلا لهذا البرنامج أم ماذا؟

أبو خليفة: البرنامج لا شك منتهي من ناحية المنحة إلا أن هناك نشاطات أبلغتنا بها المؤسسة المسئولة عنا بأن النشاطات الخاصة بموضوع اللغة مثلا سوف تستمر وبعض المتابعات لنا ، ولا أعتقد أن هناك بدائل أخرى.

11- مراسل "فلسطينيو العراق":كيف تتابعون أبرز التطورات والأحداث والانتهاكات في المسجد الأقصى؟ وهل لكم أنشطة أو فعاليات ضمن هذا الإطار؟ وهل لكم جهود إعلامية أو تحركات لشرح معاناة الفلسطينيين في العراق وما تعرضوا له ؟

أبو خليفة: نعم يا أخي فلسطين كلها والأقصى في قلوبنا ولن ننساها وسنشربها لابناءنا ما حيينا ، وما يجري اليوم في المسجد الأقصى ليس جديدا فهذا هو المخطط الصهيوني الذي بات مكشوفا ، ونحن نشارك هنا في كل النشاطات الخاصة بالتفاعل مع قضيتنا ، والجالية هنا كبيرة( 300 ألف فلسطيني ) ولها مركز واتحاد فيدرالي يقوم بنشاطات عديدة في هذا الإطار ونحن باستمرار نقوم بشرح قضيتنا إلى كل من نلتقي معه سواء بالنسبة لفلسطين أو ما جرى لنا في العراق .

12-    مراسل "فلسطينيو العراق": كلمة توجهونها عبر الموقع إلى العوائل الفلسطينية في تشيلي؟

أبو خليفة: أن يظلوا دائما إخوة وان لا ينقطعوا عن بعضهم ويبقوا مترابطين ملتزمين بدينهم وعاداتهم الفلسطينية.

13-  مراسل "فلسطينيو العراق": كلمة توجهونها إلى الفلسطينيين في دول الشتات الجديد لا سيما في البرازيل؟

أبو خليفة: إلى إخوتنا في الشتات القديم والجديد أذكرهم بأن لكم أرضا اسمها فلسطين وإن أكثر ما يتمناه عدونا ويراهن عليه من خلال مخططاته لتشتيتنا هو أن ننسى أرضنا ، فالله الله بفلسطين ، عليكم أن تفشلوا هذا المخطط من خلال  تلاحمكم وارتباطكم بدينكم ، وعليكم بأولادكم غذوهم بحب فلسطين وذكروهم بأن لهم أرضا اغتصبها عدوا لهم ولله وعلموهم أصول دينهم الإسلامي وحب الله ورسوله فهذا أكثر ما يغيظ الأعداء ، ولإخوتنا في البرازيل دعوة للصبر والعمل والثبات على الموقف والمطالبة بالحقوق وكان الله في عونهم فقلوبنا معهم ونحن نشعر بهم دائما.

14-     مراسل "فلسطينيو العراق": كلمة أخيرة عامة توجهونها لكافة الفلسطينيين في العراق ؟ وكلمة إلى المسؤولين الفلسطينيين أو من بيدهم زمام الأمور؟

أبو خليفة: تحية لإخوتنا الفلسطينيين  الصابرين في العراق وأتمنى أن يفرج الله عليهم كربهم، قلوبنا معهم في كل لحظة وحين وإلى إخوتنا من أبناء الشعب العراقي فأنتم شعب طيب وما جرى لا يلغي مواقفكم من أجل قضية فلسطين فلطالما كان العراقيون سباقين إلى التضحية من أجلها فانتبهوا لإخوتكم الفلسطينيين عندكم فهم ضيوفكم ، احموهم ولا تجعلوا عدونا يفرق بيننا وبينكم بالعداوة والبغضاء، فنحن كفلسطينيين ولدنا في العراق وعشنا فيه يعز علينا ما يجري له ولا نتمنى للعراق إلا الخير ، وإلى من بيدهم زمام الأمور في السلطة الوطنية الفلسطينية ، لا حكومة بدون شعب ، فأبناءكم في الشتات بحاجة لدعمكم ومواقفكم والكل يكمل بعضه ، لا تهملوا فلسطينيي الشتات وتخسروا كل شيء وفي نهاية المطاف فلا يفك الحديد إلا الحديد وإن الطريق لتحرير فلسطين لا يأتي إلا بالمقاومة فلا تتنازلوا لعدونا وسحقا له وليس لدينا شيء نخسره .

مراسل "فلسطينيو العراق": في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ ثامر أبو خليفة على ما أتحفنا به من معلومات ونتمنى لهم الموفقية في حياتهم والمزيد من العطاء والتقدم.

أبو خليفة: وأخيرا تحية حب واعتزاز لموقع فلسطينيو العراق والقائمين عليه ولجهودهم في دعم التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني وشكرا.

 

هذا الخبر بما فيه من تفاصيل حصري لموقع " فلسطينيو العراق "

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"