بسم الله الرحمن الرحيم
الحرية مفتاح سحري لدخولنا الى عالم الاقوياء وهو قدر لابد ان نسعى اليه بجهد مستمر فلا يمكننا ان ندخل الى عالم الغد باطمئنان لاننا امام تحد مهم يفرض علينا ان نتمسك بالحرية ونتشرب بها من اجل ان نحيا ونعيش في مستقبل لا استبداد فيه .
ونحن نسأل لماذا لا تستطيع الأمة العربية ان تتحدى الأمم الأخرى وتؤسس لها كيانا موازيا أو متقدما على الأمم الأخرى ؟ هل أن القدر هو الذي جعل العرب يعيشون واقعا متخلفا يستمد تطوره ونموه من تبعيته للغرب أم أن التخلف خيار ذاتي كرسه الاستبداد والجهل وغياب الحوار الداخلي البناء ام ان فقدان الحرية وراء كل ذلك؟!.
وماذا نعني بالحرية الإنسان حر أو أنه ينبغي أن يكون حراً بالمعنى الغربي الشائع كلام يكذبه الواقع الحرية التي لديهم هي حرية زائفة وهي حرية في الحدود الشخصية فلا يملك زمام حياته ولا يراد بها الا ان يفقد الانسان اخلاقه وقيمه ليتسنى لهم ما يملوه عليه، اذن هو سلب ارادة الغير لحساب الاخر وهذه الدول هي نموذج للحرية والديمقراطية المزيفة .
فالحرية قيمة عظيمة وهبها الله للانسان لا يمكن له أن يتذوقها ويلتمسها إلا إذا ارتبطت بواهبها فكلما ازدادت عبودية هذا الإنسان لربه ازدادت حريته الشخصية فالحرية هي كمال العبودية لله وحده دون أحد سواه هذه الحرية تضمن له حرية التفكير وحرية التعبير وحرية الرأي و حرية النقد، وتبعث فيه روح المسؤولية هذه الحرية متى تخلى عنها الإنسان صار عبدا للعباد، كانت الحرية الإنسانية نابعة من اصل التكوين الإنساني فان الهداية الإلهية هي إرشاد الإنسان إلى مكمون هذه الطاقة الكبيرة والى عظمتها.
الاستعباد الحقيقي لا يأتي من الخارج فقط بل ان الأخطر منه هو الاستعباد الداخلي حين تسيطر على الإنسان أهواءه وشهواته وغرائزه ويكون عبدا ذليلا لها تأخذه أينما شاءت وهذا الاستعباد الداخلي هو مصدر للشرور الخارجية ووقوع الإنسان في دائرة الاستعباد الخارجي فالإنسان يفقد حريته عندما يفقد قدرة تسلطه على نفسه وهذا مصابنا مع زعمائنا عندما تحول الواحد تلو الاخر الى اداة طيعته بيد المستعمر وفقدوا المفهوم الحقيقي للحرية وتجاهلوا بان الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان وانتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة او قوى بشرية!.
فكيف الحال لشعبنا الفلسطيني المكبل والمحاصر من جميع الاقطار العربية كما تعرّض إلى محاولات تذويبه ودمجه وإعطائه هوية الدولة العربية هذه أو تلك الأوروبية أو محاولة طمس حقوقه الوطنية المشروعة والتي أقرّتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والتي نصت صراحة على حقه في العودة إلى أرضه ووطنه ومن المؤسف حقاً أنه ورغم مرور أكثر من ستين عاماً على هذه المعاناة الإنسانية ما زال هناك من يجهل حقيقة من هم اللاجئون الفلسطينيون! كم هو عددهم ما هي أسماء مخيماتهم وكما هو معروف عن الفلسطيني قدرته على تحمل مختلف أصناف القهر والغبن إلاّ أنه لا يستطيع أن يتحمل ان تزهق كرامته ومن هنا كان قرار الرحيل الى منافي الارض حفاظا على كرامته وحريته .
وكيف يطالبون من الفلسطيني بتحرير ارضه وهم سلبوا حريته فاي ازدواجية تلك التي تتعامل بها الدول العربية مع الفلسطيني الذين لا يرون في مساحات الحرية التي نسعى نحن الفلسطينيون اليها الا ما يرضي الغرب عنه نأسف أنهم يريدون حرية انتقائية بما يرضي اهوائهم وما يصب في مصالحهم ما أصعب أن يجد الفلسطيني نفسه أسيراً بين اخوة له في العروبة والدين مقيدة ً حريته مكبلة ً حواسه وموصى على أفكاره وهو بين أهله وأبناء عمومته !؟ وما أصعب استعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !؟ وما أصعب على النفوس التي تأبى حياة الأسر وتقييد الحريات أن تجد حالها مكبلة ً بالخوف والعجز !؟ وما أعجب أن يجد الفلسطيني نفسه طريداً إلى بلاد الغرب يحاول أن يجد في أحضانها ما فقده من حرية في بلاده العربية التي ما تركها إلا مكرهاً ومجبراً فما الذي أوصلنا إلى هذه النقطة !؟ وأي مجتمع هذا الذي نعيش فيه وأي نوع من الحياة تلك التي نحياها !؟ وأي استقرار وبناء ستكون على يد أرواح الشعوب القلقة وسط كل هذا الخوف والبطش !؟ وأي بلاد تلك التي تفاخر بأنها تقصقص أجنحة الفلسطيني وتحرمه من مشاهدة ابنته او اخيه اواخته في ذاك البلد وغيره وتقمع أفكارهم وإبداعهم وتحركه !؟ وأي بلاد تلك التي تضطهد شعبنا وتتلذذ بخنق رزقه وتعليمه بل أرواحهم ونفوسهم !؟ وأي زعامات تلك التي تتحكم بمصائر شعبنا وتربي مواطنيها على الذل والخنوع والاستسلام للعدو وجعله صديقا وفيا والفلسطيني عدوا !؟ وأي رقي تحاول تلك الحكومات المنبطحة أن تقود شعوبها إليه !؟ .
يبدو أن اعداء فلسطين وحماته ما زالوا يجهلون كنه الإنسان الفلسطيني ومدى تمسكه بحقه وأرضه وكرامته وحريته فكل ما سبق من ممارسات وحشية وغير المسبوقة في التاريخ لم تكسر إرادته أو تضعفه أو تثنيه عن النضال لإعادة أرضه المسلوبة قسراً، فالأرض قد تُسلب وأعضاء البدن قد تُنهب بعد الوفاة إلا أن إرادة الفلسطيني عصية على السلب وهذا ما يعجز عن إدراكه اعداء فلسطين.
فإن كانت تلك الممارسات ترمي إلى إذلال الفلسطيني بحياته او بعد موته، فإن ذلك سوف يرسخ عقيدة الجهاد والدفاع عن الأرض والوطن والمقدسات لدى الأجيال المقبلة وان شعبنا مهما تشرد في تيه المنافي سيبقى نبراس لحمل الرسالة رسالة الحرية تلك الرسالة التي حملها اجدادنا الى كل البشر بالامس إن حريتنا فضاء رحيب واسع تسمح بكل ما لا يمس الدين والعقيدة الصحيحة يدعو لتحرير الارض والمقدسات وانفسكم من بطش الصهيونية والغرب وحريتكم جحر ضب ضيق موحش بقدر ظلامية ما تنشرون وتقرون.
ونحن في ضيافة عيد الفطر ندعو الله أن يثبت أقدام إخواننا في فلسطين المحتلة ونرفع أصواتنا مستنكرين لما يجري بحقهم وحق كل اللاجئين الفلسطينين في البلدان العربية من ظلم وعدوان في ظل صمت عالمي مريب والى لقاء لغد قريب وكل عام وانتم وشعبنا الفلسطيني بخير .
انا ابن فلسطين الحبيبة
انا ابن فلسطين السليبة
انا الذي سلبوا حريتي
انا الذي دفنت بسمتي
انا الذي سرقو ضحكتي
فمن اكووون انا
انا انسان مليئ
بالهموم والالام
اين انتم اين انتم
اين حقوق الانسان
اما لنا حرية
اما لنا امااال
ابي اخي ابني اين انتم
انتم الذين سجنوكم
انتم الذي سلبو حريتكم
سجنوكم لانكم فلسطينين
انت الذي حرموك من اطفالك
انت الذي حرموك من اهلك
فهل تعرفووون من اكوون
انا الاسير الذي لم يعد
لي في العروبة حرية
انا ابن فلسطين الحبيبة
21/9/2009
بقلم محرر
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"