الحجاب الإسلامي بين حرائر فلسطين وتهجمات " جبريل الرجوب " – وليد ملحم

بواسطة قراءة 2508
الحجاب الإسلامي بين حرائر فلسطين وتهجمات " جبريل الرجوب " – وليد ملحم
الحجاب الإسلامي بين حرائر فلسطين وتهجمات " جبريل الرجوب " – وليد ملحم

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

أما بعد :

قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور : 19] .

أبدأ من هذه الآية العظيمة في كتاب الله التي تنص على أن نشر الفاحشة والرذيلة في صفوف المؤمنين له عواقب وخيمة على من تبنى ذلك في الدنيا والآخرة وحسب نص هذه  الآية .

قال الإمام السعدي رحمه الله : أي : الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة ، فيحبون أن تشتهر الفاحشة { فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : موجع للقلب والبدن ، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين ، ومحبة الشر لهم ، وجراءته على أعراضهم ، فإذا كان هذا الوعيد ، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة ، واستحلاء ذلك بالقلب ، فكيف بما هو أعظم من ذلك ، من إظهاره، ونقله ؟ ، وسواء كانت الفاحشة ، صادرة أو غير صادرة[1] .

بهذه المقدمة التي حذرنا بها الله سبحانه وتعالى أتوجه الى أحد مسؤولي السلطة الفلسطينية ورئيس اللجنة الأولمبية فيها تحديدا , وهو المدعو جبريل الرجوب , محذرا ومنذرا , من غضب الله وشدة بطشه  { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [البروج : 12] , وأن لا يأمن من مكر الله وعقابه فلا أكبر ولا أعظم منه سبحانه وتعالى , وقد توعد الله من يحاربه بالذل والخسران في الدنيا والآخرة قال تعالى :  { إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة : 33] .

ولا أشد حربا وفسادا ممن يتهكم على دين الله وينتقصه ويزدري به , وأمام من ولمن يتزلف ؟ لليهود وفي وسائل أعلامهم !! , اليهود الذين لعنهم الله وغضب عليهم وهم ممن اغتصبوا أرضنا ونكلوا بشعبنا .

فقد صرح " جبريل الرجوب " رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية , وعلى القناة الخامسة " الإسرائيلية " , على أنه يرغب في أن يُظهر للعالم الفتيات والصبايا الفلسطينيات وهن لابسات الشورت وليس الحجاب الإسلامي .

ولان ندري ما علاقة موضوع الكرة بالحجاب الإسلامي وما علاقة الكرة أصلا بالشورت القصير , وهل العالم سيحترمنا لو أخرجنا بناتنا بالشورت ؟ , أم أن العالم سيحترمنا عندما يرانا متمسكين بديننا وأعرافنا وهذا سر قوتنا وعزنا .

ليعلم كل من يعتدي على شرعنا ويزدري ويستهزيء به من الموتورين والذين جعلوا أنفسهم مطية لليهود المغضوب عليهم ان فلسطين هي الأرض التي فتحها وأعزها الصحابة الكرام رضي الله عمنهم وبالقيادة الفذة للفاروق عمر رضي الله عنه , وحررها صلاح الدين رحمه الله , وكسر جيش التتار على ربوعها القائد قطز رحمه الله , وانهزم على أسوار عكا نابليون بيد القائد العثماني أحمد الجزار رحمه الله , وما زال المسلمون المتمسكون بدينهم يذيقون الإستعمار البريطاني في فلسطين واليهودي من بعده الويلات ويسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء وَيَقضون مضجعه حتى جعلوا العدو اليهودي لا يهنأ بالعيش على أرض فلسطين وكل تلك الجحافل المجاهدة خرجت من بيوت الله من المساجد وإلى الآن والواقع أكبر شاهد على ذلك , أولئلك المجاهدين الذين تربوا في أحضان الأمهات العفيفات المحجبات نساء فلسطين الطاهرات .

هل يريد " الرجوب " هذا أن يلغي الدين أو يلغي العرف أو يلغي الواقع أو يلغي ضوء الشمس في رابعة النهار سوف لن يلغي إلا نفسه بالتعرض لهذا الدين , وأستحضر هنا قول الشاعر :

كناطح صخرة يوما ليوهنها      فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

ولا يضر السحاب نبح الكلاب :

إن محاولة استغلال الكلام عن الرياضة للطعن بشعيرة عظيمة من شعائر هذا الدين وهي شعيرة الحجاب في محاولة فاشلة لإرضاء اليهود إخوان القردة والخنازير وتقديم فروض الطاعة والولاء لهم , لن يجني منه " جبريل الرجوب " إلا الخسران والفضيحة في الدنيا قبل الآخرة إن لم يتدارك نفسه بالتوبة والندم ما على صرح به , وإلا فلينظر عاقبة الظالمين والمحاربين لشرع الله ودينه , ما هي عاقبة فرعون والنمرود وقارون وأبو جهل وأمية بن خلف بل وما عاقبة من رأينا سقوطهم وانهيارهم بأم عيوننا ممن قدم التنازلات تلو التنازلات ليرضي بني يهود قدم منها أضعاف ما قدمه جبريل الرجوب !! , أين نهايتهم أين حسني مبارك الذي حاصر غزة وحارب الحجاب والنقاب , أين القذافي الذي يقبع على عشرات من المليارات والذي سام أهل ليبيا سوء العذاب وقد أنكر السنة النبوية , أين بن علي الذي كان يحارب دين الله ويمنع الحجاب , لقد لفظهم الغرب وتخلى عنهم قبل شعوبهم , وهنا أذكر حادثة تاريخية بتلك المناسبة وكيف ان الله يعاقب الخائن بنقيض قصده :

لقد تعاون ابن العلقمي مع التتار لغزو بغداد وقدم لهم أعظم التسهيلات لغزو عاصمة الخلافة , وكان يطمع من تلك التنازلات بمنصب عظيم وإعزاز طائفته الشيعية , ماذا حل به بعد دخول التتار لبغداد ؟ بعد أن حصلوا مبتغاهم أذلوه ولم يحصل على شيء سوى الحسرة والندامة , فمات ذليلا كمداً وحسرة , بعد فترة وجيزة , تلك هي حال من يغدر بأمته ويحتقرها ويحتقر شعائرها رغبة في رضى أعدائها من اليهود والنصارى وغيرهم قال تعالى : { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } [المائدة : 52] , فهل لنا عبرة بتاريخ من سبقنا ؟ .

 إن اليهود يعرفون قبل غيرهم مدى انتشار الحجاب الإسلامي في الوسط الفلسطيني ومدى تمسك أمهاتنا وأخواتنا الفلسطينيات بتلك الشعيرة العظيمة مترجمات قول الله تعالى : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور : 31] ، وقوله تعالى : التي قال فيها ربنا سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الأحزاب : 59] ، إلى واقع عملي , بل نرى كيف أن النقاب منتشر في أرض فلسطين , فلا يضرهم تغريدك وطعنك بل لا يضر شعيرة الحجاب نفسها , وكلنا يرى وفي كل بلاد المسلمين العودة إلى الحجاب رغم الحرب التي شنها الطغاة وهم يملكون من القوة ما لا تملكه أنت ولا من حرضك .

إن أهل فلسطين المسلمة ليستنكرون كل الاستنكار هذا الطعن بأعراضهم وخاصة أن الغالبية الساحة من نساء فلسطين يرتدين الحجاب الإسلامي ويفتخرن بحجابهن , لذا فعلى السلطة الفلسطينية أن تعاقب هذا المعتدي وخاصة أن له سوابق في تسليم المجاهدين الى العدو الصهيوني في حادثة مقر الجهاز في بيتونيا ومن ضمنهم من كتائب شهداء الأقصى , وكما أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" كان الشريك النشط في التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني ، كما أن على وزير الأوقاف لدى السلطة الفلسطينية أن يحتج على فعل الرجوب ويطالب بإقالته لأنه تعدى على مقدس من مقدساتنا وشعيرة من شعائرنا .

وننصح الرجوب بالتوبة إلى الله من هذا الفعل الشنيع فإن باب التوبة مفتوح قبل أن يأتي يوم تندم فيه ولا ينفع الندم , فإنه لن ينفعك اليهود ولا أمريكا وقد توعد الله المستهزئين بشريعته بالعذاب الأليم قال تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } [التوبة : 65-66] .

هذا ونسأل الله أن ينصر دينه ويحفظ أعراضنا من كل معتدي وينصرنا على اليهود الملاعين اللهم آمين .

 

أخوكم : وليد ملحم

29/2/2012

 

ملاحظة : من أراد الإطلاع على كلام جبريل الرجوب فهو منتشر على شبكة الانترنت وفي اليوتيوب .

 

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/rajoob.jpg

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

 



[1] تسير الكريم الرحمن ص535 ط بيت المقدس .