بعد سبع سنوات من الاحتلال: تفاصيل اقتحام قوات الاحتلال الأمريكي لمجمع البلديات في 6/12/2004

بواسطة قراءة 6083
بعد سبع سنوات من الاحتلال: تفاصيل اقتحام قوات الاحتلال الأمريكي لمجمع البلديات في 6/12/2004
بعد سبع سنوات من الاحتلال: تفاصيل اقتحام قوات الاحتلال الأمريكي لمجمع البلديات في 6/12/2004

تنويه: هذا البيان نشر بعد الاقتحام الكبير الذي تعرض له مقر الهيئة الوطنية الفلسطينية بمجمع البلديات وتحديدا نادي حيفا الرياضي، وتطويق المجمع بالكامل، بأكثر من سبعين مدرعة وآلية ودبابة واحتجاز أكثر من 100 فلسطيني في النادي لعدة ساعات، ومطارة أعضاء الهيئة الوطنية الفلسطينية واعتقال عشرة أشخاص، والبيان أدناه قد نشر في أحد المواقع ونرفق لكم الرابط في نهاية البيان.

بيان ايضاح حول هجوم قوات الاحتلال الامريكي

على تجمع الفلسطينيين في البلديات الموافق 6/12/2004 آنذاك

أنور الشيخ

في يوم الاثنين الموافق 6/12/2004 قامت قوات الاحتلال الأمريكي بتحشيد قوة كبيرة من الآليات والدبابات والمدرعات والمشاة والطائرات العمودية بتطويق نادي حيفا الرياضي وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والحي السكني للفلسطينيين في منطقة البلديات الواقع شرق بغداد. استمر هذا الحصار إلى وقت متأخر من الليل بعدما قامت باقتحام همجي لمواقع مدنية واعتقلت على اثر ذلك عددا من الأخوة العاملين في نادي حيفا ومواطنين آخرين تم اعتقالهم من أماكن سكناهم. وقد دمرت قوات الاحتلال محتويات الهلال الأحمر الفلسطيني ونادي حيفا الرياضي من أثاث ومستلزمات، كما وقامت بمصادرة أكثر من خمسين جهاز حاسوب وهدمت الدبابات الأمريكية أسوار النادي الرياضي من جميع جوانبه وقامت بحملة تفتيش واسعة داخل مكاتب وقاعات النادي وعيادات الأطباء في مبنى الهلال الأحمر ومركز حيفا لتعليم الحاسوب وكانت تلك القوات تدمر كل شيء يقع في طريقها.

كما قامت بتدمير المكتبة الخاصة بالنادي التي تحوي آلاف الكتب الفلسطينية ولم تسلم جمعية المرأة والطفولة والتي ترعى شؤون الأرامل والمطلقات والعجزة والأطفال وخربت ودمرت دار الحضانة الخاصة بالعناية بالطفل الفلسطيني ولم يسلم بيت الطفل من تدمير تتار العصر.

كما وتم تدمير المركز الفلسطيني للإعلام والمعلومات المعني بالدراسات الخاصة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في العراق والذي يعمل في مجال إحصاء الفلسطينيين ومتابعة شؤونهم العامة وحقوقهم المدنية (سكن، تعليم، أقامة، صحة..). وقد قامت الهيئة الوطنية الفلسطينية في العراق والتي تعود مرجعيتها لمنظمة التحرير في متابعة شؤون التجمعات الفلسطينية بُعيد احتلال العراق وذلك بعدما عمت الفوضى وعدم الاستقرار أنحاء العراق وبالخصوص بغداد التي غابت عنها كل المؤسسات والدوائر الرسمية للدولة والتي كانت تُعنى بمتابعة الشؤون الخدمية واحتياجات المواطنين مما حدا بالهيئة الوطنية الفلسطينية في العراق أن تتصدى لتداعيات واقع ما بعد الاحتلال وانعكاساته على حياة اللاجئين الفلسطينيين وعلى جميع الأصعدة الإنسانية والخدمية والصحية وإيواء المهجرين الفلسطينيين والذين طردوا عنوة من أماكن سكناهم في خضم حالة الفوضى التي تعرضت لها بغداد على أيدي غوغاء وعابثين وبعض الأصوات الحاقدة يغذيهم في ذلك بواعث شعوبية معادية للعروبة والإسلام بالإضافة لبعض القوى والشخصيات المشبوهة والتي جاءت مع المحتلين.

ونحن لا نرى مبررا لهذه الاعتداءات الأمريكية على شعبنا الفلسطيني ومنظماته المدنية وجمعياته الخيرية والإنسانية في بغداد إلا كونها استمرار للاعتداءات (الإسرائيلية) على الشعب الفلسطيني داخل الوطن. كما ونجد إن التفسير الوحيد لهذه الاعتداءات السافرة الفشل الذريع الذي تواجهه قوات الاحتلال في معاركها مع شعب العراق ومقاومته الباسلة لذلك قررت البحث عن نصر وهمي بمهاجمة مواقع مدنية وخدمية وإنسانية جُل اهتمامها متابعة شؤون الفلسطينيين وقضاياهم علما إنها تعمل بموجب القوانين العراقية وبموافقة الجهات الحكومية ذات الاختصاص ودليلنا على تلك المسرحية ما أعلنه الناطق العسكري الأمريكي عن انتقال مجموعة من الإرهابيين الكبار الخطرين شرق بغداد والذين ينتمون إلى جنسيات عربية.

الغريب إن القوات الأمريكية عادت بعد يوم من تلك المداهمة الهمجية لمسرحية تروج أكاذيبهم التي لم تنطلي على شعبنا معلنة لهم إنها ألقت القبض على إرهابيين كبار مع إن شعبنا يعرف أنهم من أبنائه البررة المخلصين الذين تفانوا في خدمة شعبهم وأهلهم في تجمع البلديات والمناطق الأخرى.

وفي ذكاء مفرط قامت القوات الأمريكية بتقديم مساعدات غذائية ومن ضمنها خراف حية إلا أن شعبنا الصابر الصامد لم يقبل تلك الرشاوى الرخيصة وقام بحرقها على مرأى من الجنود الأمريكان كما ورفضوا كل الادعاءات والأكاذيب الأمريكية ولاستكمال المسرحية بدأت أبواق حكومة المحتلين تروج التصريحات الأمريكية محليا وهي تدرك كذبها واستنفرت كل الصحف الصفراء المغرضة لتؤكد التصريح الأمريكي وتفبرك الأخبار والتحاليل خدمة للسيد الأمريكي.

أننا إذ ندين باسم شعبنا الفلسطيني عموما وشعبنا المقيم في العراق خصوصا منذ نكبته عام 1948 والتي كان سببها نفس محتلي العراق اليوم من انكليز وأمريكان نؤكد في الوقت نفسه على ضرورة الإطلاق الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين.

ونؤكد إن شعبنا الذي عاش عزيزا في ضيافة شعب العراق العظيم وتقاسم معه السراء والضراء على مدار ستين عاما.

كما تهيب بكل القوى الخيرة والمنظمات الإنسانية في العراق وخارجه وبالمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية للعمل على إطلاق سراح المعتقلين ووقف مسلسل الإرهاب الأمريكي على شعبنا الفلسطيني ومؤسساته المدنية في العراق والعمل على رفع الإرهاب الأمريكي الذي لا زال يغلق كل المؤسسات ويروع السكان الآمنين ليل نهار ويطارد أبنائهم.

 

ناطق باسم الفلسطينيين المقيمين في العراق

ملاحظة: حيث تم الاتصال بجميع القنوات الفضائية لاذاعة الخبر وهذا البيان لكن مع الاسف لم  تستجيب تلك القنوات الفضائية فتم ارساله الى مواقع شبكات الانترنت مرفق الرابط التالي لشبكة البصرة نت.


http://articles.abolkhaseb.net/maqalat_mukhtara/arabic/1204/flstin_111204.htm

 

انور الشيخ

رئيس المركز الفلسطيني للاعلام والمعلومات في العراق سابقا

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"