فلسطيني من سلوفاكيا: لا أرغب الذهاب إلى أي بلد دون أهلي

بواسطة قراءة 5411
فلسطيني من سلوفاكيا: لا أرغب الذهاب إلى أي بلد دون أهلي
فلسطيني من سلوفاكيا: لا أرغب الذهاب إلى أي بلد دون أهلي

معاناة الفلسطينيين في العراق يبدو أنها تتفاقم يوما بعد يوم، وأبرز معالم تلك المأساة التهجير والتشرذم والتفرق لمعظم العوائل، بحيث وصلت بعض العوائل دول لم تسمع بها في حياتها ولم تتوقع الوصول لتلك الدول، لكن قلة الحيلة وهوان الأمة أوصلهم لتلك النتائج!!

الفلسطيني رائد إبراهيم معين الشيخ مواليد بغداد ( 1970 ) وترجع أصوله إلى قضاء حيفا متزوج وله ثلاثة أولاد ( مصطفى 13 سنة، محمود 12 سنة، علي 5 سنوات )، اضطر لمغادرة العراق بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيه وكثرة استهداف الفلسطينيين على الهوية، حيث التحق عام 2007 بمخيم الوليد الصحراوي الحدودي، وبرفقته عائلته( زوجته وأطفاله الثلاث) ووالده ووالدته وشقيقته الأرملة وابنتها وشقيقة أخرى مطلقة وثالثة عزباء، وكأعداد كثيرة من المخيم عرضت عليهم إعادة التوطين في الولايات المتحدة الأمريكية، وافقت العائلة بشرط عدم تفريقهم عن بعض.

بعد ذلك تمت جميع الإجراءات والمقابلات الخاصة بهم، وتم إبلاغهم بالموافقة، وبتاريخ 27/8/2009 غادر رائد وعائلته إلى سلوفاكيا كمحطة انتظار لحين نقلهم إلى أميركا، وتم إبلاغه أن بقية أفراد عائلته سيلتحقون به في أميركا، وعلى هذا الأساس وافق للسفر إلى سلوفاكيا.

 وبعد فترة قليلة من تواجده في سلوفاكيا علم من ذويه برفض إعادة توطين شقيقته المطلقة في أميركا، وكنتيجة طبيعية رفضت بقية أفراد العائلة أيضا التوطين، لأنه من غير الممكن سفرهم دون ابنتهم، وعندما طلبت العائلة من المفوضية النظر في الأمر وتعديله لجمع شمل العائلة في أميركا تبين بأنه تم نقل ملفهم إلى نيوزيلندا، قبل أيام!!

بهذا تم نقل من تبقى من العائلة مع ابنتهم إلى نيوزيلندا، وفصلت عن عائلة رائد، الذي بدوره يقول: لم يصدقوا بما وعدونا به من ترحيلنا لأميركا جميعا وأنا لا أرغب الذهاب إلى أي بلد دون أهلي، ولم أعلم بهذا الأمر قبل وصولي إلى سلوفاكيا!!

فمن يتحمل أوزار هذه المعاناة؛ المفوضية أم الحكومة العراقية أم الدول العربية أم منظمة التحرير الفلسطينية أم السلطة الفلسطينية أم الفصائل الفلسطينية أم الميليشيات الشيعية في العراق التي تسببت بتهجير الفلسطينيين أم المحتل الأمريكي الذي هو أساس المشكلة؟!

ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن هنالك معاناة أخرى في الكمب المؤقت في سلوفاكيا، فالوضع سيء للغاية من ناحية العلاج والطعام وغيرها، ويقول رائد: أن الراتب الذي يصرف لهم ( 10 يورو ) للفرد لا يكفي لمدة أسبوع!!

يبدو أن الفلسطيني أصبح سلعة رخيصة وحقل تجارب لمآسي متنوعة، ومؤامرة كبرى عليه تتزعمها المفوضية وتشترك فيها العديد من الدول العربية والجهات الفلسطينية فضلا عن الكيان الصهيوني وحلفائها للقضاء على كل ما يخص اللاجئ الفلسطيني في الدول العربية وبالتالي يشطب جزء من حقوق الفلسطيني ويخفف من كاهل الكيان الصهيوني، ولم يكتفوا بالتهجير بل بتفتيت العوائل وبعدهم بمسافات طويلة الزمن كفيل بنسيان الأب لابنه والأخ لشقيقه.

 

http://www.paliraq.com/images/Raeed1.jpg

 

 

مدير تحرير الموقع

24/11/2009

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"