لقد وعدتكم بان اوضح لكم بعض الامور وما حدث لي وطلب مني شخص ان اضع النقاط على الحروف فاقول له والله فقد ضاعت الحروف لكي اضع عليها النقاط بين زحمة الأحداث وانا الان اكتب اليكم بعض منها لاني اعلم انه ولحماية بعض الاشخاص فلا اريد ان اتطرق لامور قد يصاب البعض بضرر فيكفي الضرر الذي لحق بي وباخواني وعوائلنا .
سوف ابدأ بطرح نفس السؤال الذي طرح علي من قبل بعض المعلقين لماذا انا بالذات حصل لي ما حصل ولماذا ابعدت انا وعائلتي وايضا اخواني مع عوائلهم ؟ حسنا ولنقل جدلا كما قيل انه لدي بعض المشاكل طبعا ليس لها من الصحة شيء اطلاقا .اذا لماذا تم ترحيل اخواني وعوائلهم ؟ أو لم يقل الله سبحانه وتعالى (ولا تزر وازرة وزر اخرى) يا اخواني الاعزاء ان ما حدث لي كان شيء عادي جدا في بداية الامر قد يتعرض له كل شخص ولكن تفاقمت الامور لانه تم نقلي الى جهة لا تعترف بالرابطة ولا بما هو متبع بها ولا حتى برئيسها واصلا لا تعرف شيء اسمه رابطة فقد كانوا يستغربون عندما اقول لهم الرابطة ونحن بحمايتهم وما شابه ذلك فلم يكن باستطاعة احد ان يصل لهذه الجهة التي اخذتني ، فدخلت بدوامة التحقيق وتهت معهم وتاهوا معي ولم يجدوا عندي ما قد يفيدهم من الامر شيء لانه أصلا لا يوجد شيء ولحذرهم الشديد على امن واستقرار بلادهم فهم يتبعون شتى الوسائل (وانتم تعرفون ما هي تلك الوسائل) لحماية بلادهم من كل شخص غريب ودخيل وغير مرغوب به ونحن محسوبين طبعا من الدخلاء والغير مرغوب بهم في كل بقاع الارض فبعد معاناة شديدة ونقلي من مكان الى مكان ومن فرع الى فرع تقرر بالنهاية ان توجه لي تهمة التزوير لانه ليس من المنطقي ان يخلو سبيلي بعد كل ما فعلوه معي وأيضا باعترافي لهم باني فلسطيني من العراق وقد اعترفت لهم لسبب وهو لعدم ترحيلي الى العراق ، فلو اصريت باني عراقي وكيفية دخولي واقصد(جواز السفرالعراقي) فانحشرت بين المطرقة والسندان .
فكان آخر سؤال وجه لي من قبلهم تعرفون ما هو ؟ وهو لماذا لجأت الى هذا البلد فقلت لهم لأبحث عن الامان والاستقرار والسكينة ولكي احمي عائلتي من الموت والضياع (طبعا هم لا يقتنعون بهذه الامور) فقالوا لي اذا نحن لو لم نفعل ما فعلناه معك والتحقق من كل كبيرة وصغيرة وشارة وواردة (واكدوا على كلمة واردة والمعنى في قلب الشاعر) فسوف تكون بلادنا مفتوحة لكل من هب ودب وسوف ينعدم بها الأمان والاستقرار وما كان لك ولا لغيرك اللجوء إلينا ليبحث عن الأمان والطمأنينة فكان هذا بمثابة الاعتذار بطريقة دبلوماسية وما كان لي ان انطق ولا بحرف واحد ولكن هذا لا يبرر(التصرفات الهمجية الفردية )الغير مسؤولة من قبل بعض المحققين والافراد على كل حال علمت بعد ذلك بان هذه الكلمات التي قيلت لي مجرد (كليشة) روتين متبع تقال لكل من لا تثبت عليه جريمة .
فبعد ذلك احيلت اوراقي الى المحكمة فكانت اسرع محاكمة بالتاريخ فقد نطق الحكم بجرمي خلال ثلاثة ايام يا لهول الاجرائات السريعة ؟ لان التحقيق كان مطبوع سلفا وحتى النطق بالحكم كان مطبوع سلفا ؟؟؟ بالسجن 40 يوما والترحيل وعدم المرور داخل اراضي هذا البلد للأبد يا الله لهذا الحكم المجحف بكل معنى الكلمة بالسجن لأيام معدودة ثم إبعادي وان لا يشاهدوا وجهي مدى الحياة يا رب ضاقت بنا الأرض بما رحبت .
فبدأت هنا المعاناة الحقيقية وهي السجن المجاور لليو إن وما ادراك ما هذا السجن (18 الف سجين) وتكون انت بينهم فما هو شعورك ؟ اعتقد اني الان أوجزت ونقلت لكم ما استطيع نقله وما لا استطيع نقله لكم لندعه للايام ربما تكشف الحقيقة التي انا حقا لا اعرفها وانتم كذلك وراء هذه الكارثة التي اصابتني ، ربما يتسائل احدكم لماذا أنا احمل المسؤولية للرابطة ورئيسها بكل ما حدث والسبب هو لأنهم لم يجدوا حل لقضيتي قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة لاننا محسوبين عليهم وتحت حمايتهم لم نطلب نحن الحماية منهم وإنما هم الذين فرضوها علينا ونحن لا حول لنا ولا قوة مثل الغرقان يريد ان يتعلق بقشة (فكانت تلك هي القشة التي قسمت ظهري) لماذا ؟؟ لم يسمح لجهة اخرى اعلى منه سلطة ان تتدخل فقد عارض بشدة ولم يسمح لأي شخص ان يتدخل ما هو السبب !!! لقد دار حديث في مكتبه على انه يوجد جهة أخرى تستطيع أن تتوسط وتنهي هذه المشكلة عندما كانت في بدايتها لكنه لم يقبل وعارض بشدة ويوجد شهود لهذا الحديث وأنا اعرف شخص كان موجود أثناء هذا الحديث واطلب منه التعليق على مقالي هذا لينقل لكم ما حدث بحضوره .
ثانيا ألا يستطيع الاخوة في حركة حماس التدخل وهو معلوم لديكم مدى ثقل حركة حماس في هذا البلد ، بكلمة واحدة من حركة حماس ليس فقط إخراجي من السجن بل لحل رقبتي عن المشنقة فهنا أضع علامات استفهام على هذه الحادثة ام انا غلطان .
لقد وصلني تعليق من شخص هو عضو بالرابطة يقول لي لا تنسى فضل الرابطة عليك ؟ أقول له وهل الرابطة تفضل على الناس وتمن عليهم وتعايرهم عندما يختلفون معها !! ويقول أيضا ان رئيس الرابطة عمل لك ما لم يعمله لك احد فأقول له ماذا عمل ؟ أنا أقول لكم ماذا عمل لقد ذهب الى الهجرة والجوازات واتفق معهم على ان ارحل الى العراق كعراقي وليس كفلسطيني بحجة حمايتي (انا سجنت لأني فلسطيني وارحل كعراقي يا لهذه المهزلة) لانهم يعلمون جيدا ان العراق لن يستلمني بحسب القرار الذي صدر وهو (كل فلسطيني يغادر العراق اكثر من 6 أشهر لا يعد مقيما بالعراق وتسحب منه الإقامة) فكان الأجدر به أن لا يوافق ويرفض هذه العملية التي ضيع حقي بها ويتصل بجهات تستطيع ان تمنع هذا التزوير وقلب الحقائق فهو يظن انه بهذه العملية قد قدم لي مساعدة لا لا لقد ساعدهم على ترحيلي ؟ لقد بعث رئيس الرابطة رسالة لي قبل عدة ايام وهو مزعوج مني يقول بها " لقد عملت كل ما بوسعي فلا يكلف الله نفسا الا وسعها" فأنا اقول له: عندما علمت انه ليست بوسعك هذا الامر لماذا لم تتصل بجهة اخرى يكون بوسعها ان تفعل وتنقذنا وهو يعرف من اقصد ، فو الله لم يكن اذا عملكم لله .
فهذا هو خلافي مع الرابطة ورئيسها وتوجد امور اخرى لا استطيع شرحها ، فانا اسأله بعض الاسئلة هل انت تنام بين عائلتك واطفالك وتشعر بالأمان هل تأكل وتستلذ بطعامك هل تتنقل بسيارتك وتتنزه مطمأن وهل تضحك وهل تعمل وتكسب ؟ (اقول لك نحن لا ننام بأمان ولا نستلذ بطعام ولا نتنزه ولا نعمل) عندما كنت اتصل برئيس الرابطة وانا في السجن وكان مسموح الاتصال من داخل السجن لكل سجين ثلاثة دقائق بتلفون يسمى الحصالة فاطلب منه الحضور لزيارتي للسجن لانه لم يبقى لي احد خارج السجن ليزورني ولان اخواني تم القبض عليهم ورحلوا فيوعدني على ان يأتي لزيارتي ولا يأتي فكنت بأمس الحاجة لكل شيء كنت مريض جدا وقد اصابني انهيار عصبي ومن ثم اصبت بجلطة وكان السبب نقله لي خبر ترحيل اولادي ومعهم ابنتي معوقة لا تسمع ولا تتكلم وسجن زوجتي ومعها ابني الصغير وعمره 3 سنوات وابني الاخر في سجن اخر لم يضعوه مع امه لان عمره 13 سنة بحجة انه كبير( عيب ان يكون مع النساء ) أو ليس عيب ان يتم سجن امرأة ومعها طفل عمره 50 يوما لم تقترف ذنبا 50 يوم يا الله فهل نزعت الرحمة من القلوب الله اكبر تخيلوا معي هذه المأساة هل يتحملها بشر وعلى اثر هذه الاخبار التي نقلها لي بالتلفون ادخلت الى المستشفى اصارع الموت والشلل المحقق ولكن الله عز وجل اعطاني القوة والعزيمة فكنت اقول لنفسي انهض فأن عائلتك بحاجة اليك فتغلبت على المرض ونجوت بقدرة الله تعالى فكنت اريد من رئيس الرابطة الحضور او من اي شخص من طرفه ليخبرني ماذا حل بابنائي وزوجتي واخواني وابي الضرير وامي المريضة لديها عجز بالكلية ما هو مصيرهم اين هم هل وصلوا الى بر الامان هل وهل وهل وكوابيس وقلق وقهر وعلامات استفهام مما حصل وسرعة الاحداث والمصائب التي حلت بي كدت ان اجن وبالتالي ما كان لي الا اللجوء الى الله وان ادعوه واتذلل واتضرع واتوسل بين يديه لينقذني ويعيدني لاولادي واهلي فلم يخيب ظني فلملمت جراحي ومسحت دموع قلبي ونظرت الى المرآة وقبلت رأسي وقلت في نفسي اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خير منها والله لم تكن هذه السطور كلام عابر ولكنها مشاعر انسان عاشها حرفا حرفا ونبض قلب حملها الماً واكتوى بنارها .
زهير السبع
23/1/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"