هناك مدينة يسكنها أجناس مختلفة وكان هناك ملك ظالم يحكمهم ويحرسه ويحميه عدد كبير من الحرس خمسة منهم مقربين وهم شياطين انس وهم كل من ماركو وديفيد وأنجلو وجيمي وفرنسيس لا سلطان عليهم إلا قدرة الله.
وفي المدينة عائلة تتكون من رجل وزوجته وأبنائه وابنته وهم كل من ناصر 14سنة وخليل 12 سنة ومجدل 9 سنوات وابنته بيسان 5 سنوات كانت كالوردة في البستان وكانت تلك العائلة تعمل في حقل صغير أمام بيتهم يحرثونه ويحصدون منه ما يكفيهم من قوتهم وكانت امرأة كنعان تخرج مع زوجها لتساعده في جني الثمار هذه امرأةٌ معروفةٌ بالحسن والجمال تنافس عليها كل شياطين الإنس.
وفي احد الأيام وهي خارجة من بيتها مع زوجها وأولادها رآها احد الشياطين الإنس وهو ديفيد فأعجب بها كثيرا فما كان عليه ألا أن يذهب إلى ذلك الملك الظالم يعرض عليه ما رأى فوافقه الملك برغباته لديفيد وتم حياكة المؤامرة على تلك العائلة السعيدة ففي احد الأيام خرج كنعان ومعه زوجته وإذا بشياطين الإنس تأتي لحقل كنعان ويقتادوا كنعان إلى الملك وتم إلصاق تهم باطلة لكنعان فقرر الملك محاكمة كنعان أمام أهالي المدينة بمحكمة علنية وبدأت المحكمة أمام الملك وأعوانه فأمر القاضي بإعدام كنعان شنقا حتى الموت أمام أهل المدينة وأمام زوجته وأولاده بتهمة احتلال واستغلال الحقل وجني ثماره من قبل كنعان وهو يعود لأجداد ديفيد وفقا لادعاء القاضي أمام الملك.
صرخ كنعان وزوجته وأولاده بان هذا الحقل يعود إليهم من أجدادهم إلى إن الملك لا يسمع ما هو منهم وتم تنفيذ حكم الإعدام على كنعان أمام أهالي المدينة وهم مطأطئين رؤوسهم وعائلته ومصادرة ذلك الحقل وكانت البداية في هذه المؤامرة ومنع الملك أهالي المدينة من مساعدة تلك المرأة وأولادها وذلك لغرض إن تستسلم وترضخ للظروف القاهرة ويتزوجها ديفيد.
ومع مرور الأيام بدأ الزاد ينفذ من البيت وكانت صابرة محتسبة، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، لكنها أبت إلا إن تعمل بجد فكانت تملك بقرة صغيرة تحلبها لتشرب أولادها وتصنع منه ما استطاعت لكن الملك الظالم لم يتركها وذات يوم وهي تحلب البقرة اقترب منها ديفيد محاول النيل منها ألا أنها قاومته واستطاعت أن تخدش عينه فتركها هاربا مذعورا من مقاومتها فرآه الملك ما الذي أصابك هكذا.
قص له ما حدث فانزعج الملك من ذلك وأمر باعتقال هذه المرأة وجرها بطريقة متوحشة على مرأى الناس وأولادها يتصارخون على أمهم وقرر الملك بإجراء محاكمة لها أمام الناس وسط المدينة على أن يكون الملك قاضي هذه المرة وفعلا بدأت المحاكمة أمام الناس والمرأة مكبلة الأيدي والأرجل في قفص بين القضبان واصدر الملك حكمه الظالم بحق المرأة مؤبد مع الأشغال الشاقة وتفريق الأولاد في بقاع الأرض وقد حاولت بيسان أن تخترق الناس راكضة لأجل محاضنة أمها فكانت اضعف من أن تلاقي أمها لان أمها تحجزها القضبان الحديدية ولم يكتفي بالقضبان بل كان هناك حراس أربعة تحيط بالقفص.
وكم جارت عليها الأيام بالحزن والالآم والدمع في الإحداق والحزن في الأعماق من هول ما عاشته تلك الامرأة وتم تنفيذ تهجير الأولاد فبيسان إلى ارض الضباب وتتذكر بيسان أمها وهي تروي بغربتها وتقول أراك من خلف كل الحواجز .. عيناي تشتاق لرؤيتك .. تتخطى كل الحواجز .. أراك تمشي في كل الطرقات .. أينما نظرت ... وأراك في خيالي .. وفي رؤياي .. أسمع همس خطواتك ونداءك العذب . تركت جرح غائر في كبدي في فؤادي في وجداني.. وخليل إلى ارض الامزون الذي ضاق بها طعم المرارة وناصر إلى جزيرة الأوهام ومجدل إلى ارض العجائب إن تلك القصة هي ليست من الأساطير هي واقع مرير وحي يتناقله الناس جراء ظلم البشر لبعضهم البعض .
ولا تزال مسلسل تلك الأحداث العصيبة جارية حتى يومنا هذا ومن نسيج الوجدان و على جدران القلب تتوالى ومضات الشوق .. فتلتهب نيران الحنين المتأجج في حنايا الصدور .. إلى الأرض و الشجر ... إلى الناس و الحجر .. وكل زهرة و كل ورقة ياسمين تفصح لك عن حب كبير و قصص غريبة في الأرض و تخط في سجل الذكريات ان لا أكبر من حب الوطن ندعو من الله إن يلم شمل بيسان وإخوانها إلى أمهم وان ينتقم من ذلك الملك المتجبر ومن حوله أمين
بقلم مريم العلي
25/11/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"