بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عشر سنوات قامت أميركا ومن تحالف معها بشن عدوان
على العراق أدى إلى احتلاله، وكلها تحت حجج واهية وذرائع،بينت ان التقارير التي
استندت إليها أميركا لتبرير عدوانها، كانت كاذبة . وإذا كان هذا الإعلان الأميركي
اللاحق، أعطى دليلاً إضافياً، على السقوط الأخلاقي، لهذه الدولة، التي تقدم نفسها،
بأنها مدافعة عن حقوق الإنسان، ومقاومة "للإرهاب" بحسب مفهومها، فإنها
من خلال سلوكها السياسي، مارست إرهاب الدولة، وانتهكت وبشكل صارخ أبسط الحقوق
الأساسية للإنسان، وبما يضعها تحت المساءلة الجنائية الدولية لو كان هناك نظام
دولي عادل .
عندما شن العدوان الأمريكي والحلفاء هجومهم على العراق روجوا
شعارات وأهداف الحرب تحت مسميات مختلفة منها :
1. إن العراق يهدد الأمن والسلم الدوليين .
2. امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل .
3. العراق يشكل تهديد لأمن أمريكا وعلى مصالحها في
العالم .
4. تصدير "الديمقراطية" بالقوة العسكرية
الغاشمة للعراق .
5. إسقاط النظام السياسي باعتباره (دكتاتوري) حسب وصفهم
.
أليست هذه الأسباب المعلنة التي شنت أميركا الحرب
والعدوان على العراق ثم احتلاله .. ولو دققنا بهذه النقاط لاكتشفنا أن كلها خادعة
وتضليلية وباتــــــــــت مفضوحة أدركها أحرار العالم .
. بأن العراق والوطن العربي نحن المهددون من قبل
الآخرين وخاصة من قبل الكيان الصهيوني وأراضينا محتلة .
. إن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل بل يمتلك موقف
قومي بالضد من أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي الصفوي والرجعي العربي
الرسمي .
. نعم ان العراق شكل سدا مانعا أمام الغزوات والموجات
الطامعة الخارجية من أمريكان ومن ملالي طهران وعبث العملاء وللاسف نقول ان الكيان
الصهيوني قد حقق نصرا في معركة لم يخضها ضد العراق وان الكيان الصهيوني استمد قوته
من ضعف النظام الرسمي العربي وتفككنا وتجزئتنا وتخلفنا واحتلالنا وتبعيتنا .
تبا لربيع يزف الكيان الصهيوني في عرس شهر عسل لم يحلم
به عبر تاريخ كيانه الهجين .
. إن تصدير "الديمقراطية" الدموية الأمريكية
للعراق وذلك من خلال الطائرات والدبابات والبسطال العسكري الأميركي وبالنيابة عن
حق الشعب العراقي في إحداث التغيير هو إلغاء حق الشعوب في تقرير مصيرها الهدف منه
هو نهب ثروات البلاد .
. إن إسقاط النظام السياسي بحجة (الدكتاتورية) ان ذلك
يؤكد عدم الاعتراف بالشعب العراقي هو إسقاط لدور القوى السياسية العراقية الحية
بمعنى ان التغير في العراق قد أصبح من مهمة القوة العسكرية الغاشمة الأمريكية .
أية مهزلة نشهدها ونعيشها في عالم اليوم اختلط فيه
الحابل بالنابل .. وهنا لا نود الاحتكام إلى القانون الدولي لتبيان الخرق الفاضح
لمبادئه وعجز العالم في الالتزام ببنوده .. إن إصدار القرارات الدولية التي تدين
الكيان الصهيوني لا تحصى ولا تعد ومع هذا إن الخروقات السافرة لا زالت جهارا تملئ
آفاق العالم علما ان اميركا والغرب الذين مارسو جرائم الابادة الجماعية بحق الامم
والشعوب ولم يسلم من شرها اية امة من الامم ليس في قارة بحد ذاتها انما جميع
القارات اذ ان بصمات الدم الاميركي والغربي شاهد حي على ذلك من الهنود الحمر الى
نكازاكي وهوريشيما وان من انتج الصهيونية والعنصرية والحروب الكونية الاولى
والثانية واسلحة الدمار الشامل والاستعمار القديم والجديد والفاشية والارهاب هم
انفسهم الان من قام بتدمير العراق .
اعود الى فقرة إسقاط النظام السياسي وهي من أهداف
العدوان الأمريكي على العراق وهي النقطه التي تتعلق بالشأن الداخلي الوطني العراقي
وهي من مهام الشعب العراقي وواجباته بهذا الخصوص .
. إن إسقاط النظام السياسي وإحداث التغير هو شأن داخلي
تقرره الشعوب في كل مكان وهذا حق يستند إلى مبدأ حق تقرير المصير لكافة الأمم
والشعوب في رسم مستقبلها واحترام خياراتها .
. إن تدخل أميركا السافر في العدوان والاحتلال يعني عدم
اعترافها بالشعب العراقي وإلغاء دوره في إحداث التغيير .
إن العراق العربي وكل من يعيش على ارضه في خطر بتاريخه
وحاضره ومستقبله . والعالم أبكم أطرش اخرس لا يرى وصامت على كل الجرائم بل شاهد
ومساهم بالجريمة ومنفذ لها .
أما نحن اللاجئون الفلسطينيون في العراق نعلنها على
الملأ نقول الحقيقة لا نخاف لومة محتل أوعميل خائب نصبه المحتل ذليلا له .
. إننا مع خيار الشعب العرقي في رسم مستقبله ومصيره
الوطني من اجل عراق عربي مسلم مستقل ذا سيادة وطنية محرر من الاحتلال الأمريكي ..
يحكم نفسه بنفسه .
. إننا نعرف ماذا يعني الاحتلال، وقد خبرناه طيلة اكثر
من ستين عام ولا زلنا نعاني منه وهو الاحتلال الصهيوني البغيض ونعيش تحت سياطه وهو
أبشع احتلال عرفته البشرية . إن الاحتلال أي احتلال مهما كان لونه وجنسه انه يعني
القتل والتدمير والفوضى وانتهاك العرض والأرض والشرف والكرامة إن كان احتلال
صهيوني أو احتلال أمريكي او احتلال ايراني انه عنوان الإذلال إذا لم يقاوم ..
والمداهمات لحرمة البيوت والمساجد والعدوان على المدن والقرى إذا لم يواجه ..
والاغتيالات والاعتقالات والاختطاف إذا لم نتصدى له .. لا امن ولا استقرار في ظل
الاحتلال .. انه يطال الجميع الأخضر واليابس لا احد بمنأى عن جرائم الاحتلال
وعملائه واستهدافاتهم .
. إن استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق أصبح
واضحا وضوح الشمس وقد فضح عورات عملاء المحتلين الأمريكان ... إنها رسالة سياسية
مفضوحة توجهها هذه الحكومة العميلة للمحتل بنهجها الذي يتجه صوب الكنيست الصهيوني
في تل أبيب .
إن استهداف اللاجئ الفلسطيني في العراق يعني استهداف
رمزيته الوطنية والنضالية والجهادية للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني
قل نظيره في التأريخ القديم والحديث والراهن للبشرية ولأنها تذكر الجميع من امة
العرب أن الاحتلال تجب مقاومته بالرغم من إمكانيات شعبنا الفلسطيني في العدة
والتسليح المتواضعة ، إلا أنه يأبى الاستسلام للاحتلال وغطرسته وذلك بامتلاكه
إرادة وطنية صلبة فولاذية لا تلين ، وهذا النموذج الفلسطيني المقاوم في فلسطين يقض
مضاجع عملاء الاحتلال الأمريكي في العراق ويشحذ همم الشعب العراقي وان المقاومة
العراقية الباسلة التي لقنت قوات الاحتلال الأمريكي وعملائه في العراق درسا قاسيا
يجب أن يستوعبوه ... إن الغزاة لا مكان لهم ولا مستقبل لهم على أرضنا .
الله اكبر الله اكبر وليخسأ الخاسئون
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"