قبرص والعراق وجهان لعملة واحدة - إبراهيم محمد زياد

بواسطة قراءة 6145
قبرص والعراق وجهان لعملة واحدة - إبراهيم محمد زياد
قبرص والعراق وجهان لعملة واحدة - إبراهيم محمد زياد

 

أوجه الظلم في هذان البلدان تجاه أبناء الشعب المظلوم أصلا ولكن الله على نصرهم قدير إننا الفلسطينيون سواء في العراق أم  في خارجه كلنا في خندق واحد نواجه الظلم الذي قام به بني صهيون علينا ونحاول جاهدين محاربة الظلم لكن دون جدوى لان الإرادة مسلوبة والحقوق منهوبة والأرض مغتصبة والأصوات التي تنادي بالحق والمطالبة به كلها قد أُسكِتت وحل بدل منها الصمت والتجاهل وهذا كان سبب رئيسي لكل ما يعاني منه أبناء شعبنا من ظلم واضطهاد وإزهاق وسياسات طرت وتهجير وغيرها فتعددت أوجه الظلم وكثر الظلام وكثر الظلم ولم ينتهي عند حد معين لا بل تمادى كل حقوق الإنسان والبشرية جمعاء وأصبحنا نقتل لا لسبب معين إنما لكوننا فلسطينيين فقط وهذا ما آلت إليه أحوالنا كل يوم مآسي وهجرة وقتل واعتقال وعيش في خوف وقلق وحرمان من ابسط حقوق الإنسان ألا وهو حقه في الحياة بكرامة حتى الكرامة نزعوها منا وأصبحنا نعامل بكل اضطهاد ووحشية وتهجمية من قبل بعض الحكومات أو الشعوب  قبرص ، العراق وجهان لعملة واحدة ماذا تعني لكم هذه الكلمة إخوتنا من تعيشون في تلك الدولتين إنهما دولتين عانى فيهما الفلسطيني اللاجئ معاناة لا حدود لها وكان السبب في تهجم كلا الشعبين العريقين واللذان تربط بيننا وبينهم أواصر ثقافات ودين ودم وتراث كان السبب في جعل الشعبين هذان يكرهاننا هو الهجوم الإعلامي البربري التهجمي المزور والمضلل للحقائق على أبناء جاليتنا في كلا البلدين مما أثار علينا سخط أبناء الشعبين العريقان فكانت المبادرة الأولى التي تطلق شرار الأذى على الفلسطينيين أينما حلو والتعامل معهم بوحشية واضطهاد وكره من قبل أبناء الشعوب المضيفة لنا فكلنا نعرف كيف قام الإعلام العراقي بعرض عدد من أبناء شعبنا على التلفزيون واتهموهم بأنهم من قاموا بالتفجيرات الفلانية والفلانية وكأنهم غوغاء جاءوا لتخريب البلد وكانوا لا يقولون إلا ان هؤلاء هم فلسطينيين من العراق فثار الشعب ثورته علينا واعتبرونا شعب ناكر للجميل ومحب للعنف وقتلة فهموا بنا بلا رأفة وتحت زيف تلك الاتهامات المزورة والحقائق المزيفة والنوايا المبيتة وتحت غطاء القانون بشن حملات تهجير وإحصاء وضغوطات وقتل على الهوية وتسليط بعض المليشيات علينا لتصفيتنا وإبادتنا وكانت احد أهم أسباب هجرتنا  من العراق ولجوئنا إلى الدول الصديقة ومن ضمنها قبرص الدولة المضيفة  وليس الآن لأنها اليوم باتت تطرد بالفلسطينيين لم تعد مضيفة كما عهدناها ، نعود لوجه التشابه لا يخفى عن أحدكم  كيف كان للإعلام القبرصي تأثيره السريع على شن هجمات تحريضية تحت وطأة اتهامات كما التي وجهت إلينا في العراق غايتها نفس التي في العراق أيضا ألا وهو تحريك الشعب المضيف ليصب سخطه علينا من اجل محاربتنا وخلق فجوة تجعل التعايش بين الشعبين شبه مستحيل تحت طائلة من الاتهامات المغرضة التي تعمل على تشويه صورتنا وسمعتنا لكي نبدو شعبا همجيا متوحش أمام باقي الشعوب وبالأخص الشعوب المضيفة لنا فيتبين لنا هنا أوجه التشابه الإعلامي المغرض من خلال خروج مسؤولين حكوميين ليصرحو بأننا شعب فوضوي وتارة أخرى يصرحو بأننا شعب مثير للشغب وتارة يدعون أننا شعب إرهابي وأيضا يقولون أننا شعب لا يحترم القانون  فنجحوا من خلال ادعاءاتهم تلك في تكوين فجوة تباعد بين الشعبين غايتها ألا يجعلو تلك الشعوب تتعاطف معنا أو تقف لمساندتنا وحلت بدل من المليشيات الطائفية في العراق مليشيات عنصرية في قبرص وليصبح الاعتقال يطول الكل من بعد سد ملفات اللجوء لنصبح لاجئين غير شرعيين معرضين للترحيل القسري والاعتقال في أي وقت شاءوا كما في العراق هويتنا كانت سبب اعتقالنا أو قتلنا في قبرص هويتنا أصبحت سبب اعتقالنا أو ترحيلنا من بعد أن تسحب الحماية الثانوية وأوراق الإقامة طبعا النقطة الأخرى تكمن في المعاملة والتعامل إذ أن الدوائر العراقية ما بعد الحرب أصبحت لا تعاملنا إلا من خلال قوانين مجتهدة غايتها إزهاقنا وهدفها اضطهادنا كما في قبرص التعامل العنصري والتمييز واختراع قوانين تهدف إلى اضطهادنا ومعاملة الموظفين معنا بخشونة ومن دون مبالاة بنا كان سببه الأساس الإعلام ونقطة أخرى ظهور أحزاب ومنضمات  تعمل على إزهاق اللاجئين وبالذات الفلسطينيين في كلا البلدين مثل حزب إيلام العنصري للنازيين الجدد ومنظمة كليل في قبرص ومنظمة بدر في العراق مليشيات أخرى لا عد لها ولا حصر كلها منظمات وأحزاب تكن للفلسطينيين بالذات عداء وحشي هدفه إما قتل الفلسطينيين أو تهجيرهم من خلال التهجم عليهم أو إيذائهم بشتى الصور نقطة أخرى أيضا لا يمنحونا أوراق ثبوتية تساوي بيننا وبين شعوبهم بحجة ألا تنسى القضية وما هي إلا حجة خلقوها تحت غطاء ثوري لعدم دمج الشعبين وإبقاء الشعبين في نقيض من التعامل في الدمج أو التعايش ومع اقل ظرف نصبح مهددين ومميزين في كل شي ، نقطة أخرى لأوجه الشبه بين العراق وقبرص غياب المنظمات الإنسانية أو انها تشغل بنفوذها تلك المنظمات تجعل من هذه الدول تتمادى في ظلمها في اتخاذ القرارات تحت غياب القانون الدولي الذي يعني بحقوق اللاجئين وتضليل الحقائق أو حجبها عن المجتمع الدولي سببه سيطرة تلك الدولتين على منظمات حقوق الإنسان واستخدامها لنفوذها في تزييف صور الحقيقة لمعاناة اللاجئين ، إذن لو  جمعنا كل تلك النقاط التي ذكرتها لكم لاتضح لديكم مدى أوجه التشابه في معاملة الفلسطينيين في قبرص والعراق ولوجدتم أنهما صورتا وجهين لعملة واحدة ألا وهي تدمير الفلسطينيين بواسطة أيدي خفيه وكان الله في عوننا .

 

إبراهيم محمد زياد

29/5/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"