دراسات في المسجد الأقصى المبارك - فلسطين والشام مهد العروبة والإسلام – الجزء الثاني- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 4739
دراسات في المسجد الأقصى المبارك - فلسطين والشام مهد العروبة والإسلام – الجزء الثاني- رشيد جبر الأسعد
دراسات في المسجد الأقصى المبارك - فلسطين والشام مهد العروبة والإسلام – الجزء الثاني- رشيد جبر الأسعد

فلسطين والشام

مهد

العروبة والإسلام

 

(الرد القويم على بعض ما جاء في القول المبين في تاريخ القدس وفلسطين

نقد التزييف "الاسرائيلي" لتاريخ القدس وفلسطين في المصادر العربية)

لمؤلفه الأستاذ محمد محمد حسن شراب

 

رشيد جبر الأسعد

 

(2)

((النبي يوشع فتى موسى المسلم الصالح عليهما السلام))

هو الخليل يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، أما أهل الكتاب يقولون عنه : يوشع بن عم هود .

وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من أية غير مصرح بإسمه في قصة الخضر في قوله تعالى : ((وإذ قال موسى لفته) (1) وقال تعالى (فلما جاوزا قال لفتاه)(2) وما ثبت بالصحيح من رواية أبي كعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من انه يوشع بن نون ، وأما ما حكاه ابن جرير (3) وغيره من المفسرين عن محمد بن اسحق ان النبوة حولت من موسى إلى يوشع في أخر عمر موسى(4) إننا كمسلمين نؤمن إيماناً قاطعاً ويقينا راسخا ان سلوك وأخلاقيات الأنبياء والرسل سلوك وأخلاق عال والنموذج خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بالقران الكريم بقوله : ((وانك لعلى خلق عظيم)) [القلم – 4] ، وما يقدموا للبشر إلا الخير والحب وإسعاد الناس ، فهؤلاء الأنبياء والرسل منزهين من ارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية وزهق الأنفس من الرجال والنساء وبشكل عشوائي ، كما تصور التوراة يوشع انه قتل بحد السيف كل أهل أريحا صغيرهم وكبيرهم بحد السيف حتى البهائم ، وورد مثل هذه الأقوال في تفسير بن كثير .. وكتب العديد من المؤرخين المعاصرين .. إن هذه الرواية مرفوضة لأنها تتعارض مع أخلاق الأنبياء والمرسلين ، تتعارض مع سلوك المؤمنين والمسلمين والموحدين والصالحين والدعاة . كما ان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم سلوك أخلاقي رائد رائع عالِ في الدعوة والغزوات كذلك جميع الأنبياء والرسل لهم مثل هذا السلوك وهذه الأخلاق .

إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، نبي الرحمة والهدى والسلام، في غزوة بدر مثلاً أمر بقتل أثنين فقط من المشركين الطغاة الذين ألحقوا الشر والأذى بالإسلام وبرسوله وهم بمفهومنا المعاصر يعتبرا مجرما حرب ، ومع هذا طعن الكثير من المستشرقين في التاريخ الإسلامي وفي رسول الإنسانية . حول الشخصان الجاحدان المجرمان .... لم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعن وسهام وسموم المستشرقين .

لقد ذكر الدكتور محمد عمارة أن كل الذين قتلوا في كل الغزوات في حياة الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم تحدياً وخلال 25 عاما لا يتجاوزون 360 شخصاً . وحروب الصهيونية وأمريكا وبريطانيا اليوم ضحاياها بالملايين ... وفي احتلال بيت المقدس في حروب الإفرنج تم إزهاق روح 70 ألف نفس مسلمة..؟! .

ويوشع من وجهة نظري الإسلامية رجل صالح مسلم وفتى موسى وخليفته لا يمكن أن يرتكب مثل تلك الأعمال ، لأنه بحكم نبوته وإسلامه ودينه وخلقه فهو منزه عن هذا المستوى، لا يقتل النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ ولا العزل ولا المرضى ولا الأسرى ولا المسالمين المستسلمين ولا العُجَزِ ولا البهائم ، لان هذه قيم السماء التي انتهجها وعززها الإسلام والمسلمون .. بالتمنع عن مثل هذه الأعمال ، ولكن إصرار يهود وصهاينة اليوم على التزوير وتشويه سيرة الأنبياء والرسل فهم يكتبون ما يشاءوا من تشويه وكذب وافتعال الكذب وتزوير على جميع الأنبياء والرسل .. وعلى العرب المسلمين .

جاء في تفسير ابن كثير : (أنه قطع بني إسرائيل نهر الأردن وانتهى إلى أريحا وكانت من أحصن المدائن وأعلاها قصوراً ، وأكثرها أهلا ، فحاصرها ستة أشهر ثم انهم احاطوا بها يوما وضربوها بالقرون – يعني الأبواق – وكبروا تكبيرة رجل واحد، فتفسخ سورها وسقط وجبة واحدة، فدخلوا واخذوا ، ما وجدوا فيها من الغنائم وقتلوا اثني عشر ألفاً من الرجال والنساء وحاربوا ملوكا كثيرة ويقال ان يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكا من ملوك الشام .(5)

قد تكون هذه المروية لابن كثير من "الإسرائيليات" ، والله اعلم وموجودة في التوراة وفي غيرها، ان الإسلام منهج جميع الأنبياء والرسل لا يقبل على العباد الصالحين المؤمنين الموحدين أن يريقوا الدماء، فما بالك بالأنبياء والرسل ان الحرب هي للدفاع عن النفس ، ودفع الظلم والشر والأذى ولا تجعل الكثير من أبناء المجتمع يذهبون (بالرجلين كما يقال ضحية الحروب والعنف) فالإسلام منهج الأنبياء والرسل يوصى بالقتال فقط يوصي بقتال من يشهر السلاح عليك فدافع عن نفسك وتصدى له ، وابتعد ، فإذا كنت مدافعا أو محارباً أو منتصراً كقائد إسلامي أو نبي ورسول فلا بد من العناية بالروح البشرية التي أكرمها الله سبحانه فيجب عدم قتل النساء ولا الأطفال ولا العجزة ولا الشيوخ ولا الأسرى ولا الفار والمنسحب ولا المريض ولا العليل ولا المعتوه ولا المستسلم ولا المحايد ولا الأعزل ... هذا هو الفقه الإسلامي في الحروب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وصحابته وقادته وغيرهم ، (راجع فقه السنة للمرحوم بإذن الله سيد سابق وغيره) .

خلال مدة النصف قرن من عمر اغتصاب فلسطين وقيام الكيان الصهيوني والعدواني العنصري في أيار 1948م في عشرات الكتب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وفي معظمها مع الأسف الشديد تتضمن أخبار وحوادث مزورة من التوراة من "الإسرائيليات" ، وهذه الكتب وما أكثرها حينما تأتي على ذكر يوشع – تقلب الحقيقة رأساً على عقب – تذكر – ان يوشع جاء واحتل أريحا واعمل في أهلها السيف وقتل كل أهلها من رجال وشيوخ ونساء وأطفال حتى انه قتل البهائم..؟! لماذا وقع كتابنا ومؤرخينا في هذا الخطأ والتزوير والإشكال، السبب الأول الوحيد لأنهم لم يعتمدوا القرآن الكريم والسنة النبوية كمنهج رئيسي لبحوثهم .

الأخ المؤرخ الأستاذ محمد شراب نفسه وقع في هذا الخطأ ، هؤلاء الكتاب الذين عالجوا في كتاباتهم ومؤلفاتهم القضية الفلسطينية بنظرات وطنية أو قومية أو علمانية في فترات الخمسينات والستينات والسبعينيات والثمانينيات ، يطل علينا الأستاذ شراب وفي العام 2006 م ومع ازدياد الصحوة الإيمانية الإسلامية ليقول ويردد نفس المفاهيم الخاطئة السابقة بأن قصة يوشع باطلة وهي من "الإسرائيليات" وأقلام اليهود .

بينما نحن المسلمين نؤكد سيرة يوشع الصالح وننكر ارتكابه أعمال القتل والإبادة التي ألصقها يهود وصهاينة والتوراة المحرفة .

في بحثي المتواضع الموجز هذا أرد فيه على الأستاذ المؤرخ شراب ، لا يعنيني في يوشع وصل القدس أم لم يصل ، وأتباعه أطاعوه أم لم يطيعوه ، أو دخلوا إلى مصر أو خرجوا منها، أو عدد إتباع يوشع ، المهم في يوشع (من الناحية الإسلامية الشرعية) انه فتى موسى المؤمن المسلم الصالح وله ذكر وإشارة  في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة ، انه رجل صالح ومصلح ولا يمكن أن يسفك الدماء، وفق الحديث النبوي الشريف انه تاريخ أسلامي وليس (ملحمة شمشومية) كما قال شراب والذي يقول في كتابه تحت عنوان : بطلان قصة يوشع بن نون صفحة (65) .

اعتمدوا على الحديث ((ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون، ليالي سار إلى بيت المقدس)) وتفرد الإمام احمد في المسند بروايته ، ورمز السيوطي في الجامع الصغير بأنه ضعيف وأخبرني علامة الشام المحدث الشيخ حسن أسد (الداراني) : ان الحديث غريب الإسناد ، وإذا صح متنه، فانه لا يصرح بان يوشع فتح بيت المقدس ، لأنه يقول انه سار إلى بيت المقدس ولا ندري لماذا سار إلى بيت المقدس ، وهل وصل إلى بيت المقدس..؟ وإذا كانت الشمس حبست له ، فلا ندري له في تحقيق النصر ، فالله تعالى يسخر الأشياء ، ويغير من سنتها لجلب نفع للمؤمنين ، أو لدفع الضر عنهم، فالنار كانت بردا وسلاماً على إبراهيم لينجو من أذى الكفار . وأرسل الله الملائكة يوم بدر للقتال مع القلة من المؤمنة أمام الكثرة الكافرة ، أما ان يؤخر مغيب الشمس لئلا يحل يوم السبت ، فهذا لا فائدة منه للمقاتلين ، وكان يمكن ان يباح القتال يوم السبت للضرورة... كما قال تعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)) [البقرة – 217] (6) .

هذا وقصة وقوف الشمس بدعوة من يوشع حتى تم له النصر، مذكورة في سفر يوشع في الإصحاح العاشر... فهي من "الإسرائيليات" ، ووجود حديث ضعيف توافق القصة معناه لا يجعلها من "الإسرائيليات" المباحة . والله أعلم . وقد شاعت قصة وقوف الشمس بأمر يوشع، حتى ذكرها أحمد شوقي في مطلع قصيدة: قفي يا أخت يوشع خبرينا..(7) أ. ه

انتهى كلام المؤرخ الأستاذ محمد محمد حسن شراب مع بعض التفاصيل عن النبي موسى ومصر وغيرها والتي لا تعنينا في هذا المبحث المختص بيوشع عليه السلام .

أقول ان الكثير من المؤرخين المسلمين والعرب وخاصة الفلسطينيين الذي وضعوا المؤلفات بعد العام 1948 انما كانت من منطلقات أو خلفيات وطنية بحت فقط، أو قومية أو علمانية والحادية، ولم يعتمدوا في دراساتهم على القرآن الكريم وتفسيره وعلى السنة النبوية المطهرة وشروحها حتى يتحقق لهم البحث العلمي الرصين الهادف، فتاهوا في كتب "الإسرائيليات" من حيث لا يدرون ، مالنا وما موجود في التوراة المحرفة، علينا بالقرآن الكريم والسنة النبوية وهل أذا كان هناك حوادث موجودة في التوراة نحن يجب ان نخالف القران وننفيها ونرفضها، ان التوراة محرفة ولكن علينا بالقران والسنة فقط.

قال الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي :

(نحن مع فتى موسى – يوشع بن نون – ذلك الرجل المؤمن والعبد الصالح، ونؤيده في فتوحاته في الأرض المقدسة، وحروبه ضد الكفار في الأرض المقدسة، ونشيد بانتصاراته عليهم، لان معاركه وحروبه كانت لنشر الإيمان وإحقاق الحق، ضد البغي والكفر، ولم تكن معاركه عنصرية قومية، لمصلحة يهود او غيرهم).(8)

إن يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام لم يأمر الشمس لتتأخر لأمر جهادي لا لم يأمرها، وإنما دعا ربه سبحانه وتعالى في ذلك، ان يوشع بن نون فتى موسى عبد مسلم صالح بأدب وخشوع وذل دعا ربه ان يحبس الشمس .

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((ان الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس)) الفتح الرباني 2/104.

وللحديث رواية أخرى في الصحيحين وغيرهما فيها شيء من التفصيل من غير ذكر لاسم النبي أو بيت المقدس ولكن وردت فيها الإشارة إلى حبس الشمس مما يجعل الحديثين يفسر أحدهما الآخر ، والحديث مروي عن أبي هريرة كذلك :

((غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعني منكم رجل ملك بُضع امرأة وهو يريد بها ولم يبن بها، ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينظر ولادها . فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبا من ذلك فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم أحبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه...)).. صحيح الجامع الصغير 2/762.

وقد ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في هوامشه على الحديث بأن النبي المقصود في هذا الحديث ((هو يوشع بن نون كما هو في رواية لأحمد بإسناد جيد خرجته في سلسلة الأحاديث الصحيحة 201 طبعة المكتب الإسلامي)).(هامش رقم 3 صفحة 301 مختصر صحيح مسلم. وذكر في الهامش رقم 8 ان القرية الواردة في الحديث هي بيت المقدس كما في رواية أحمد المشار اليها، وأما ما في الفتح أنها ((أريحا)) فمن أوهامه كما بينت في المصدر السابق)

وقد أشارت إلى هذه الحادثة الآية الكريمة: ((وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)) [البقرة 58-59] .

قال ابن كثير: ((والصحيح (....) أنها بيت المقدس، وهذا كان لما خرجوا من التيه، وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح (تفسير القرآن الكريم العظيم1/102)(9)

وفي رد العلامة الدكتور محمد علي أبو حمدة على الفيلسوف الفرنسي المسلم (جارودي) في العبور الحضاري الأساطير المؤسسة للسياسة "الإسرائيلية" ، فقد اقتبس جارودي نصوص من بعض الكتب الدينية كالتوراة والعهد القديم وغيرهما وروايته ان يوشع قتل بحد السيف خلق كثير وحتى البهائم، لا أعرف كيف نصدق أن نبي مرسل او فتى نبي أو رجل صالح يريد إقامة شرع الله في الأرض لتحقيق العبودية لله وإقامة العدالة كيف يسمح لنفسه أن يزهق الأرواح بدون سبب شرعي، بدون رادع، بدون تدبر وتروي وحذر، أإذن هذا من "الإسرائيليات" والخرافات، لم نأخذ بها ولم نقتنع وعندنا القرآن والسنة .

يتساءل الدكتور محمد علي أبو حمدة مع جارودي حول شخصيات هؤلاء القتلة فيقول :

(ان محاولتك قراءة شخصيات هؤلاء القتلة عبر تأولات نصوص توراة العبران وتلمودهم قد أعطى الكثير الكثير من *المجد المزيف* لهذه الطغمة الفاجرة في "إسرائيل" ، وأضاف إليهم بطولات، وأضفى عليهم هالة من المباركة والقدسية، وهل أبناء داود وسليمان يأكلون الخنازير، ويزنون، ويقتلون، ويتعاملون بالربا ويشتغلون بالنجاسة وبيع الرقيق الأبيض والأسود، ويسرقون الشعوب والأمم ويكذبون ويزورون ويقتلون الأطفال والشيوخ..؟!

إن المنطق الإلهي الصحيح والسليم يتجلى في وصية خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :

-          لا تقتلوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة وستجدون أناساً قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.(10).

ويعلق الدكتور محمد علي أبو حمدة على جارودي وأمثاله الذين يصورون ويعتقدون ويقولون ان يوشع قاتل بحد السيف خلق كثير، هل هذا سلوك الأنبياء والرسل والصالحين، أم سلوك مجرمي الحرب، يتساءل أبو حمدة :

هل هذا نبي مرسل أم مجرم حرب كما يصوره هؤلاء الكتبة المجانين الذين فقدوا صوابهم وطاشت عقولهم، وطاحت أمجادهم، فطفقوا يضيفون إلى أنبيائهم – وقد قتلوا منهم كثيراً – منهم زكريا، ويحيى علهم السلام، الذي عمد المسيح عليه السلام .

لماذا لا نضع الحصان أمام المركبة ونقول: إن موسى ويوشع وعزرا ويحيى، أشرف ألف ألف مرة من هذه الصورة الدموية التي تلصقهم بهم هذه الصحائف المسماة زورا وبهتانا بـ(التوراة) هل يعقل أن يفنى هؤلاء الناس والبهائم والنبات ؟ أي روح شريرة هذه التي تصف هؤلاء بهذه الفعلة المنكرة..؟!(11)

 

جيل مسلم مجاهد يحرر بيت المقدس

 

-                   الجيل المسلم يقوده يوشع بن نون:

لله في حياة الأمم سنن، تتحقق أسبابها، من هذه السنن ما يتضح من قول الله تعالى : ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) [محمد – 38] .

يقول الإمام القرطبي وابن كثير: (وإن تتولوا عن طاعة الله وأتباع شرعه ((يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) أي ولكن يكونون سامعين مطيعين لله وأوامره)(12)

فحينما تولى قوم موسى، ورفضوا مجاهدة القوم الذين اغتصبوا بيت المقدس، كتب عليهم التيه والضياع، حتى قضى البيان وجاء الله سبحانه وتعالى بجيل أخر مسلم مجاهد، قاده (يوشع بن نون) لتحرير بيت المقدس، وهنا تتحقق سنة ربانية أخرى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [النور – 55] (13) .

يروي الله سبحانه وتعالى أخبار التمكين للجيل المسلم في بيت المقدس ((وإذ قلنا أدخلوا هذه القرية)) [البقرة – 58] (14)، فكلوا منها حيث شئتم رغدا، وأدخلوا الباب سجدا، وقولوا حطة نغفر لك خطاياكم، وسنزيد المحسنين).

يقول المفسرون: (إن يوشع بن نون قد أفتتح بيت المقدس يوم الجمعة فهموا بافتتاحها ودنت الشمس للغروب، فخشى إن دخلت ليلة السبت أن يسبتوا، فنادى الشمس: أني مأمور إنك مأمورة، فوقفت حتى أفتتحها)(15-16)

ولكن هذا الجيل المجاهد كان يضم ضعاف النفوس، الذين لم يستسلموا تماما لله رب العالمين يتضح ذلك من موقفهم في مسألتين حيال أمر الله لهم:

المسألة الأولى :

لقد أمرهم الله عز وجل أن يدخلوا بيت المقدس (سجدا) أي شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر، ورد بلادهم عليهم، وإنقاذهم من التيه والضلال(17) وأن يقولوا: (حطة)(18) أي أحطط عنا خطايانا ولكنهم خالفوا أمر الله الحكيم ، فلم يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول، ولم يعترفوا بذنوبهم، ويستغفروا منها ولم يشكروا الخالق العظيم على النعمة التي أنعم عليهم بها، وهي الفتح، ولم ينادوا إلى فعل ما يحبه الله عز وجل، رغم ان الله سبحانه وتعالى قد وعدهم ((وسنزيد المحسنين)) [البقرة – 58] .

((فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)) [البقرة – 59] (19) .

أي أنهم لم يستجيبوا لأمر الله، ويستسلموا له بالكلية، ومن ملامح هذا التمرد على أوامر الله، قولهم: (حبة في شعرة) بدلا من (حطة)(20)

ولذلك نزل بهم عقاب الله عز وجل، الذي يتمثل فيما أصابهم من الأوجاع والأسقام .(21-22)

 

الدروس المستفادة :

أولا: لله في حياة الأمم والشعوب سنن لا تتغير ولا تتبدل، ومنها: أن نكول الناس عن الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى استبدالهم بأقوام آخرين يطيقون الاستسلام لأمر الله عز وجل، ومنها: أن سبحانه وتعالى قد وعد الذين أمنوا وعملوا الصالحات، والذين يفردون الله سبحانه وتعالى بالعبادة، ولا يشركون به أحدا في عبادته بالتمكين والاستخلاف في الأرض ونشر ظلال الأمن والطمأنينة عليهم .

ثانياً: إن الجهاد، هو المحك الحقيقي، الذي يتميز من خلاله الخبيث من الطيب، داخل الصف المسلم .

ثالثاً: ليس بالضرورة أن يكون الصف المسلم على درجة واحدة من الاستسلام لله عز وجل حتى يتحقق نصر الله عز وجل وإنما قد يضم الصف من ظلم نفسه، بعدم الطاعة لله، بشرط أن يكونوا قلة .

رابعا: إن من سنن الله تعالى الثابتة في حياة بني أدم إصابتهم بالأوجاع والأسقام حينما يخالفون أوامر الله سبحانه وتعالى (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) .

خامسا: إن الذنوب والمعاصي تعزل العبد عن رحمة الله عز وجل، وتحرمه من نصرته: (وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)

سادسا: أهمية الأرض المقدسة عند الله عز وجل .

سابعا: إن الكون كله خلق منقاد طائع لله عز وجل، فها هو نبي بني إسرائيل المسلم ينادي الشمس:(إني مأمور وأنك مأمورة فوقفت حتى أفتتحها) .

ثامنا: إن المجاهدين المسلمين وهم قلة، يجب أن لا يأسوا على قومهم الذين خالفوا أمر الله ورسوله، ونكلوا عن طاعتهما فيما أمرهم به من الجهاد فضعفت أنفسهم عن مصارعة الأعداء ومجالدتهم ومقاتلتهم ومقابلتهم، مع ان الله قد وعد المسلمين المجاهدين بالنصر والظفر على أعدائهم .

تاسعاً: إن الذين يسطون على الأرض المباركة ((قوما جبارين)) ، وبالتالي فإن الجيل المؤهل للجهاد في سبيل الله، وتطهير الأرض المباركة من تسلط أمثال هؤلاء القوم، هم الذين تحرروا من حب الدنيا، ويعيشون على الأرض وهم يرنون بأبصارهم إلى جنة عرضها السموات والأرض .

الدليل: ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الفئة التي قاتلت مع (يوشع بن نون) عليه السلام، لقد استبعد منها من ملك امرأة ولم يبني بها، ومن بنى بيتا ولم يرفع سقفه، ومن اشترى غنما وينتظر أولادها، أي أنه استبعد كل من أنشغل بأمر من أمور الدنيا، اي يتجرد إلى الله تعالى ورفع رايته:

((غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه : لا يتبعني منكم رجل مَلكَ بِضعُ امرأة، وهو يريد ان يبني بها ولم يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد أشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور أللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه)) (23-24).

 

المسألة الثانية: أخذهم الغلول:

يروي الامام الحافظ ابن كثير: (انه لما فتح يوشع بن نون بيت المقدس، وجد فيها من الأموال ما لم ير مثله قط فقربوه إلى النار فلم تأته، فقال فيكم الغلول، فدعا رؤوس الأسباط ، وهم اثنا عشر رجلا، فبايعهم والتصقت يد رجل منهم بيده، فقال: الغلول عندك، فأخرج رأس بقرة من ذهب، لها عينان من ياقوت، وأسنان من لؤلؤ، فوضعه مع القربان، فأتت النار تأكله)(25).

أن يوشع بن نون فتى موسى الموحد المسلم الصالح والنبي، الذي أراد أن يكمل مسيرة النبي موسى عليهما السلام، ويوشع مذكور في السنة النبوية في الحديث الشريف الصحيح، الذي أراد قيادة جيل لتحرير بعض أراضي الشام من الشرك والوثنية .

(وبعد أن نشأ جيل صلب جديد وبعد سنوات التيه قاد بني إسرائيل نبي لهم هو – يوشع بن نون – عليه السلام، ويسميه – يهود – يشوع – وهو الذي عبر بهم نهر الأردن وانتصر على أعدائه وحرر مدينة أريحا وكان عبوره نهر الأردن حوالي 1190ق.م ثم غزا (عاي) بجوار رام الله، وحاول فتح القدس ولكنه لم يستطع، ومما نعلمه عن يوشع من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوشع التقى أعداه في معركة طالت حتى كادت الشمس تغيب فدعا الله الا تغيب الشمس حتى تنتهي المعركة وينتصر فاستجاب الله دعوته فأخر غروب الشمس حتى أنتصر يوشع)(26-27)

أن يوشع بن نون الفتى الصالح المؤمن المسلم وهو يوصي أتباعه أن لا يأتي يقاتل معه من كان مرتبط بأمر دنيوي أو منفعة دنيوية شخصية، ان يحسم أمره ويترك كل هموم الحياة ليتفرغ للقتال مع يوشع لتكون كلمة الله هي العليا، مثل هذا النبي والإنسان ، أو مثل هذا فتى موسى الصالح وخليفته والذي ورد ذكره بإشارة في القرآن الكريم والحديث الشريف، مثل هذا يدل على أن له سلوكا إسلاميا فيترفع عن قتل النساء والأطفال والشيوخ والعجزة والعزل والأسرى وغيرهم ولا يقتل البهائم الذي خلقت لخدمة الإنسان ولطعامه ومعاشه ولا يقطع الشجر .

انه رجل داعية صالح مؤمن... وليس مجرم حرب... لذلك تريد التوراة ان تشوه جميع الأنبياء والرسل فتلصق بهم التهم الخيالية الكاذبة وتزوير الحقائق، فلم يسلم نبي من الأنبياء والرسل من طعنات يهود وافتراءاتهم وكذبهم .

(... ان علينا في غمر الصراع القائم مع اليهود المحتلين لفلسطين أن نميز بين أمرين:

الرحلة التاريخية لبني إسرائيل بفلسطين، والزعم بحق اليهود في العودة إلى فلسطين وإقامة دولتهم فيها. أن الذي نؤمن به إلا حق لليهود في فلسطين، لا حق تاريخي ولا حق ديني.

أما الحق التاريخي فدعوة باطلة زائفة لأننا لو أردنا أن نعيد رسم خريطة الأرض وفق هذا الحق، بدعوى أقامة قوم في أرض ما مدة من الزمن، لاختلطت الأوراق وأضطرب ميزان الأرض ، وقامت بين الناس حروب لانهاية لها، علما بأن مدة أقامة العرب قبل الميلاد ومرحلة الفتح الإسلامي وما تلاها، أعظم بكثير من مدة إقامة بني إسرائيل فيها (28) بل ظهور العرب والقبائل العربية في التاريخ والأرض والبلاد العربية – والشام منها- قبل أن يظهر اليهود بأكثر من عشرة آلاف سنة على الأقل .

(وأما الحق الديني لبني إسرائيل فقد كان لهم في فترة زمنية سابقة ومحدودة وانتهى هذا الحق، كان لهم حق فيها يوم خرجوا مع نبي الله موسى عليه السلام من مصر، وقال لهم: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) – المائدة 21. لكنهم نكلوا عن الدخول، وعصوا أمر ربهم، ولم يطيعوا نبي الله موسى، فضرب عليهم التيه في صحراء سيناء أربعين سنة، ثم دخلوها مع نبي الله يوشع بن نون عليه السلام، وبقى لهم هذا الحق الديني عندما كانت النبوة فيهم، وكان الأنبياء فيهم يرتون الأرض المقدسة ويقومون على عبادة الله في أرض النبوات فلسطين، فلما نزعت منهم النبوة بعد أن أرسل الله سبحانه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ألت فلسطين إلى الإسلام والمسلمين بميراث النبوة لا بالحق الوطني ولا بالحق القومي،(29) نزعت منهم النبوة لسوء أفعالهم وجحودهم وظلمهم .

وكان ذلك التوريت في رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وإقامة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء في رحابه، أعلانا لوراثة هذا المسجد منهم، ووراثة المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم للمسجد وما حوله من الأرض المباركة وعلينا أن نتذكر قوله تعالى: ((إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)) [الأعراف – 128] .

مما تقدم نستنتج الأمور التالية حول يوشع بن نون :

1-       انه رجل صالح ومسلم ومن أهل التوحيد وهو فتى النبي موسى وخليفته عليهما السلام .

2-       له ذكر بشكل غير مباشر في القرآن الكريم وله ذكر بشكل مباشر في الحديث النبوي الشريف .

3-       نعتقد اعتقادا جازما ان الأنبياء والرسل والقادة والدعاة والمحاربين الموحدين من لدن سيدنا أدم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والى اليوم عبر الدول الإسلامية والخلافة الإسلامية ان سلوك أهل الإيمان هو سلوك الفروسية والرحمة والشهامة والنبل والتسامح والعفو عند المقدرة والحوار، فالترفع عن قتل الناس وإزهاق الأنفس يشكل عشوائي والإبادة وقتل البهائم وحرق الشجر وعدم الرأفة بالعجزة والشيوخ والأطفال والنساء... إنها سلوك غير المسلمين غير المؤمنين الموحدين أنها سلوك وصفات القتلة وسفاكو الدماء والمجرمون من غير المسلمين... عبر التاريخ .

4-       إذا كان هناك روايات حول يوشع في التوراة أو العهد القديم أو التلمود أو غيرها وتصويره بأنه قاتل ومجرم حرب فنحن كمسلمين نرفض هذه الصفة عن يوشع وأمثاله ، وقد تكون هذه الرواية المرفوضة والمزورة تسللت أيضاً إلى بعض مفسرينا . ونعتبرها من "الإسرائيليات" وننقي ونبرئ التاريخ الإيماني من هذه الصور الكاذبة .

5-       حبس الشمس لم يأمر بها يوشع، ولم يأمر الشمس، أنه العبد الذليل لله تعالى بل قال لها أنت مامورة (مخلوقة) وإنا مأمور (مخلوق) ودعا ربه ... سبحانه إن تتأخر الشمس لمهام جهادية وخيرية ... ولكونه رجلا مسلما صالحا فاستجاب له الله سبحانه .

6-       نرفض كل رواية ومعلومات من غير معين القرآن الكريم والسنة النبوية .

7-       نرفض كل رواية ومعلومات أي كان مصدرها تطعن بالأنبياء والرسل وتطعن بالمؤمنات الصالحات كطعن يهود بعيسى وأمه مريم عليهما السلام .

8-             نرفض كل رواية أو علوم تتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية .

 

رشيد جبر الأسعد

17/11/2011

 

هوامش بحث يوشع بن نون عليه السلام :

 

1-       سورة الكهف: الآية (60).

2-       سورة الكهف: الآية (62).

3-       تاريخ الطبري.

4-       قصص الأنبياء : للحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير، دار الجوزي، صفحة 344 .

5-       قصص الأنبياء : للحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير، دار الجوزي، صفحة 344 .

6-       سورة البقرة: الآية : (217) .

7-       محمد محمد حسن شراب: القول المبين في تاريخ القدس وفلسطين (نقد التزييف "الإسرائيلي" لتاريخ القدس وفلسطين في المصادر العربية): صفحة (49).

8-       الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي : حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية، صفحة: (72) .

9-       الدكتور مأمون فريز جرار: ميراث الأنبياء فلسطين بنو إسرائيل وفلسطين، نشر دار الإعلام ، ط1، 1404هـ، 2003م، الأردن عمان صفحة (49).

10- الدكتور محمد علي أبو حمدة: في العبور الحضاري لكتاب رجاء جارودي الأساطير المؤسسة للسياسة "الإسرائيلية" ، الدار الشامية، ط1، 1417هـ، 1993م، الأردن عمان صفحة (24) .

11- الدكتور محمد علي أبو حمدة : المصدر السابق، صفحة (36).

12- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:ج16، ص257، 258، تفسير القرآن العظيم ج4، ص182.

13- سورة النور:الآية 55، تفسير القرآن العظيم ج3، ص300، 302.

14- يقول القرطبي: (قيل انها بيت المقدس وقيل أنها أريحا من بيت المقدس، وقيل أنها الشام بيت المقدس)، تفسير القرآن العظيم ج1، ص98.

15- تفسير القرآن العظيم: ج1، ص98، ج2، ص39-41، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((غزا نبي من الأنبياء)) الحديث أخرجه مسلم وفيه قال ((فغزا فأدنى للقرية (لفظ البخاري): فدنا من القرية) حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم أحبسها على شيئاً، فحبست عليه حتى فتح الله عليه الجامع لأحكام القرآن ج6،ص130، 131.

16- الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ / الطريق إلى بيت المقدس القضية الفلسطينية، الجزء الأول ، مصر، المنصورة، طبعة خامسة، 1418هـ، الموافق 1997م، ص(19).

17- تفسير القرآن الكريم، ج1،ص98.

18- (قيل لبني إسرائيل : أدخلوا الباب سجدا وقولوا حطة . فدخلوا يزحفون على أستاهم فبدلوا وقالوا: حبة في شعرة) رواه البخاري والنسائي .

19- البقرة: 58-59 .

20- يقول الإمام الحافظ ابو عبد الله القرطبي: (فبدل الذين ظلموا قولا) الذين في موضع رفع أي فبذل الظالمون منهم قولا غير الذي قيل لهم: (قولوا: حطة) فقالوا: حنطة، على ما تقدم، فزادوا حرفا في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا، تعريفا ان الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر، شديدة الضرر، هذا في تغيير كلمة هي عبارة عن التوبة أوجبت كل ذلك العذاب، فما ظنك بتغيير ما هو من صفات المعبود. هذا والقول أنقص من العمل، فكيف بالتبديل والتغيير في الفعل). الجامع لأحكام القرآن ج1، ص415.

21- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الطاعون رجز عذاب، عُذب من كان قبلكم)) رواه النسائي، وفي رواية،، إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها،،رواه البخاري ومسلم، وفي حديث أخر (أن هذا الوجع والسقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم) أصل الحديث مخرج في الصحيحين: تفسير القران العظيم. ج1، ص100.

22- الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود: المصدر السابق

23- جزء من حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظر 4029/1972 صحيح الجامع الصغير، حرف الغين، رواه البخاري ومسلم واحمد في مسنده.

24- جمال عبدالهادي محمد مسعود: المصدر السابق.

25- وهذا السياق له شاهد في الصحيح تفسير القرآن الكريم، ج2، ص40، الجامع لأحكام القران ج6، ص130- 131، انظر: حديث رقم 4209/ 1972 صحح الجامع الصغير.

26- حديث شريف رواه الإمام مسلم وآخر رواه البزار (ابن كثير ج1 ص302-303).

27- الدكتور محسن محمد صالح: الطريق الى القدس ط3، لندن، 1998م، صفحة (28).

28- الدكتور مأمون فريز جرار: فلسطين ميراث الأنبياء، صفحة (16).

29- الدكتور مأمون فريز جرار: فلسطين ميراث الأنبياء، صفحة (17).

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"