ونحن اليوم مع قصة احد ابناء شعبنا الفلسطيني وهو الشهيد بإذن الله ابراهيم زكي عطية الذي قتل على ايدي القوات الحكومية الطائفية المكونة من ميليشيات جيش المهدي وغيرها من القوات الطائفية في يوم 26\6\2006 في وسط المجمع في هجوم القوات الحكومية الطائفية على المجمع التي كانت تريد اختطاف بعض من شباب ابناء شعبنا الفلسطيني وقد استشهد هو ووائل وليد الطراوي واسماعيل فريد وعمار النبهاني الذي اختطف من بين يدي والدته من مستشفى الصدرين وقتلوه امام اعين والدته واصدقائه الشيعة والله المستعان ولله الحمد ان ابراهيم رحمه الله قبل ان يقتل بثواني قتل غريمه وهو ضابط بالجيش العراقي .
وفي وقتها لم يتسنى اهل الضحايا
استلام جثث الضحايا وهذه هي المأساة الجديدة نحسبهم شهداء عند الباري بإذن الله
لانهم لا يعلمون اين دفنوا وفي أي مقبرة دفنوا .
والله المستعان على كل قاتل ظالم
آثم إذ يقول الله تبارك وتعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً
فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء : 93] .
وكلنا نعلم انه قتل ظلما وعدوانا
ومن قتل معه السبب الاول لانه من اهل السنة والسبب الاخر لانه عربي وفلسطيني
والحمد لله .
ويقول صلى الله عليه وسلم عن
جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اتقوا الظلم فان الظلم
ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا
دماءهم واستحلوا محارمهم ) رواه مسلم .
وفي هذا الحادث الاليم كان
هناك مصابون كثيرون من مختلف الاعمار من نساء ورجال واطفال وقد بترت يد احد ابناء
شعبنا الفلسطيني وهو الشاب صفاء سحلول عندما تم اطلاق نار كثيف على المجمع وكانت
اصابته بليغة نسأل الله لجميع المصابين دوام الصحة والعافية وقد تم اعتقال بعض
الشباب بنفس اليوم انذاك وقامت قوات الاحتلال الامريكي بمساعدة قوات المغاوير
مهاجمة المجمع باطلاق نار كثيف مما ادت الى الخوف والهلع الى كثير من العوائل في
المجمع .
يذكر ان المرحوم بإذن الله يتصف ببعض الصفات الطيبة منها حب الاطفال وكان متعلق بالاطفال وخاصة اطفال اصدقائه وكان يمتاز بحب وخدمة الناس وكبار السن ويمتاز بالشجاعة حيث قال لي احد الاخوة في هجوم الميليشيات على جامع القدس بان المرحوم بإذن الله ابراهيم قد تقدم على احد افراد جيش المهدي وهو يحمل قنبلة صوتية والرجل الذي يقابله كان يحمل سلاح اربي جي سفن وقد ولى هاربا هذا الجبان وبصراحة هذه الشجاعة لا تستطيع ان تراها عند أي شخص وفي نفس اليوم اصيب في اذنه اليمين بجروح طفيفة وكانت الاصابة في الهجوم الاول من قبل جيش المهدي عندما هجم على مسجد القدس وتصدى اليه ابناء شعبنا الفلسطيني دفاعا عن بيوت الله في يوم 22\2\2006 الذي حرق فيه بوقتها ما يقارب 200 مسجد في بغداد من قبل الميليشيات الطائفية ولله الحمد ان مسجدنا تم الحفاظ عليه واقامة الصلوات فيه وهذا بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل اهل الخير من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين انتفضوا غيرة في سبيل الله للدفاع عن بيوت الله .
الشهيد بإذن الله ابراهيم من
مواليد 1972 بغداد والذي ترجع اصوله الى مدينة اللد في فلسطين كان يسكن في منطقة
الزعفرانية ومن ثم انتقلوا الى منطقة الدورة وبعدها انتقلوا الى مجمع البلديات بعد
احتلال العراق مباشرة وسكنوا في ما يعرف بـ(دور المقر) الكائن في وسط مجمع
البلديات .
الشهيد بإذن الله ابراهيم
هو شقيق كل من ايمن المتواجد في سوريا ومحمد المقيم في المملكة الاردنية الهاشمية
وامجد ومحمود المقيمين في الدنمارك وعلي المقيم في مملكة السويد .
نسأل الله تعالى للشهداء بإذن
الله ابراهيم ومن قتل معه من اجل دينه في سبيل الله ان يدخلهم الله جناته انه ولي
ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .
"حقوق النشر محفوظة لموقع
" فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"