شر البلية ما يضحك وكما قيل ( عش رجبا ترى عجبا !!) وفعلا قد سمعنا وراينا وعاصرنا الاعاجيب في العراق ومن ابرزها ما يظهر به المدعو مقتدى الصدر بين الحين والاخر من تصريحات وكانه يخاطب سذج او مجانين او يظن نفسه يعيش في القرون الوسطى او يوهم نفسه بان ما يقوم به من تصريحات وأفعال هي فعلا جهاد ومقاومة ونصرة لقضايا الأمة !!! .
استوقفني هذا اليوم الخميس 29- سبتمبر - 2011 تصريح لمقتدى الصدر نشر في عدة صحف ومواقع ووكالات أنباء تحت عنوان ( مقتدى الصدر : مستعد لإرسال «متطوعين» عراقيين إلى فلسطين إذا أرادت المقاومة ) فاستذكرت ما كتبته في بداية مقالي وهنا سؤال يطرح نفسه : هل مقتدى صادق في هذه الدعوى؟!! ولماذا هذا التصريح الآن ؟!! وهل سيستغفل أمة المليار والنصف بعد كل الجرائم التي اقترفها في العراق ؟!! وهل سيفرح أهلنا في فلسطين بهذا التصريح ؟!! .
وهنالك العديد من الأسئلة تؤجل لحين الوقوف على إجابات الاسئلة السالفة بكل واقعية ودقة وشفافية ، حيث جاء في تصريح مقتدى ( انه على استعداد لإرسال متطوعين من العراق إلى فلسطين للدفاع عنها ، إذا كانت المقاومة ترغب في ذلك ) !! ، فيقال له ما هو مقياس المقاومة عندك والآن اعترفت بالمقاومة في فلسطين وأهلها قد ذبحوا منذ سنين ونكل اليهود بهم وشردوهم وفعلوا الأفاعيل !! صح النوم يا مقتدى كان انتظرت عشرين أو ثلاثين سنة لهذا التصريح حتى يكون هنالك شهداء ومشردين ومهجرين واسرى ومعذبين من الفلسطينيين حينها قد يلقى تصريحك أذانا صاغية لكن حينها يكون فات الأوان !! .
ثم هل برأيك المقاومة في فلسطين تختلف عن المقاومة في العراق ؟!! ومن أنت لتعلم أبناء فلسطين المجاهدين المقاومة وتزاود عليهم ، فكان الأولى أن تقاوم المحتل الأمريكي الداعم لليهود وهم جواركم ولا تحتاجون كبير مؤونة لمقاومتهم !! أم اكتفيتم بالخطب الرنانة وتسليم السلاح لهم وتحولت مقاومتكم لذبح سنة العراق وتهديم المساجد وحرقها وضربها وأحداث تاريخ 22-2-2006 شاهد أسود عليكم ولن ينساه المسلمون أبدا ، ثم لنترك جانبا ما قمتم به من ابادات جماعية وذبح وتنكيل بسنة العراق وسوف أركز على ما اقترفتم من مجازر بالفلسطينيين الذين لهم سنوات طوال في العراق وليس لهم حول ولا قوة فكيف نصدقك بهذه الدعوى وانتم من نكل بهم وشردهم وهجرهم واستولى على منازلهم في مدينة الحرية والزعفرانية والاعلاف والبصرة والسيدية وحي العامل والدورة وابو دشير والامين وطوبجي وغيرها من مناطق تواجدهم !! .
بالله عليكم أليست هذه التصريحات مضحكة لمثل هذا الشخص الذي رقبته ملطخة بدماء الفلسطينيين اذ قتلوا اكثر من 300 فلسطيني وشردوا قرابة عشرين الف فلسطيني خارج العراق فبدلا من ارجاعهم الى فلسطين قاموا بتهجيرهم إلى أوروبا وأمريكا وغيرها !! .
نقول للمدعو مقتدى اضحك بهذه التصريحات على غير الفلسطينيين فصفحتكم سوداء معنا وتاريخكم دموي ولن ننسى ما قمتم به في مخيمات لبنان في الثمانينات من القرن الماضي ولن ننسى ما فعلتم بنا بمجمع البلديات من قصف متكرر بقذائف الهاون واختطاف العديد منا وتعذيبهم والتنكيل بهم وكل شيء موثق فمن اراد معرفة ذلك فقط ليدخل موقع فلسطينيو العراق ويرى ذلك مسطرا .
كان الأولى يا مقتدى الحفاظ على الفلسطينيين في العراق الضعفاء المساكين بدلا من ترويعهم وتهجيرهم والتنكيل بهم !! فكيف نثق بدعوتكم للمقاومة في فلسطين ولم تستطيعوا المحافظة علينا في العراق ؟!! أليس هذا تناقض وأليست هذه الدعوى فارغة ؟!! ولا غاية لكم فيها إلا الاستهلاك الإعلامي أو المكاسب السياسية والمصالح الدنيوية في ظل هذه الظروف التي بدأت تتكشف للجميع حقائق وخفايا ما قمتم به من مجازر .
العجيب ان مقتدى يدلي بهذه التصريحات بعد طرح سؤال عليه بذلك !! وهل نصرة القدس والأقصى وأهل فلسطين يحتاج لفتوى ؟!! وهل مقاومة اليهود يحتاج لكبير جهد واستفتاء ؟!! لكن في هذا إشارة إلى أن أتباعكم من الصفويين لديهم معتقدات خاصة بفلسطين واذا علمنا انهم لا يعترفون بقدسية الاقصى بل لا يقرون به ، ويعتقدون بأنه في السماء وليس في القدس ، كما انهم يعتقدون بان كربلاء أقدس من الكعبة والأقصى عرفنا ان هذه التصريحات خاوية ومفرغة من محتواها !! .
ثم من متى كانت فلسطين بالنسبة لكم حبيبة وقد نكلتم بأهلها في العراق ؟!! فلو كانت حبيبة بحسب تصريحاتك هذه لأحببت أهلها !! لكن نقول لك هنا ( الدعاوى اذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء ) وأنت من هؤلاء الأدعياء فكفى متاجرة بنا وبقضيتنا وكفاكم قتل القتيل والمشي في جنازته !! .
إن أهل فلسطين جميعا في الداخل والشتات قد كشفوا ألاعيبكم وأكاذيبكم وأباطيلكم ولم تعد تنطلي عليهم هذه التصريحات الجوفاء خصوصا بعد معرفة القاصي والداني مجازركم وجرائمكم ضد اهلنا الذين هم بجواركم وقريبين منكم فمن فعل تلك الافاعيل لا نثق به ولا بنصرته لاهلنا في فلسطين وهنا ينطبق على مقتدى واشباهه من الصفويين المثل المصري ( اسمع كلامك أسدئك وأشوف أمورك استعجب ) !! .
فكيف نصدق تصريحاتك يا مقتدى وأنت من قتلت الفلسطينيين الشيخ توفيق عبدالخالق وحامد الحانوتي رحمهم الله بعد أن قابلتهم ضمن وفد من فلسطينيي العراق وقد أعطيتهم الأمان لهم ولسائر الفلسطينيين في العراق ثم غدرت بهم .
نحن نعلم جميعا بأن قضية فلسطين قد تغنى بها القاصي والداني والصديق والعدو والمحب والمبغض والقريب والبعيد لكن من رجع الى تاريخ الدولة الفاطمية ومؤامراتها على بلاد المسلمين والتاريخ الآن يعيد نفسه نعلم علم اليقين ان من يلعن عمر ويبغض صلاح الدين ويطعن بأمنا عائشة لن يكون له موقف مشرف تجاه قضايا المسلمين أبدا وأنت منهم يا مقتدى فاضحك بهذه التصريحات على غيرنا وطهر ارجاسكم من دمائنا قبل الإدلاء بأي كلمة !! .
الأعجب من ذلك كله ان هذا التصريح ياتي في وقت تشهد فيه العراق هجمة شرسة وانتهاكات واسعة من اعتقالات ومداهمات وانتهاك للحرمات في مجمع البلديات فكان الاولى بمقتدى استنكار ذلك والتنديد وحماية هؤلاء الضعفاء من ذئاب الأجهزة الأمنية العراقية لا سيما ومدينة الثورة ( الصدر حاليا !!) قرب المجمع ولديهم فيها ثقل وقوة لا يستهان بها فكان الاجدر نصرة المضطهدين القريبين عليه قبل البعيدين جغرافيا لكن نؤكد بان هذا الرجل كاذب وهم من أصناف المتسلقين المزاودين بقضيتنا !! .
وأخيرا لا عجب إذا خرج علينا بعض المصفقين والمطبلين ممن يحسبون على أبناء جلدتنا يصفقوا ويطبلوا لمقتدى بتصريحه هذا كما صفقوا وطبلوا من قبل لنصرالله والمقبور خميني وخامنئي ونجاد وغيرهم من قادة الباطل متناسين دماء شعبنا التي أريقت في لبنان والعراق على أياديهم القذرة .
عبدالعزيز المحمود
29/9/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"