الفقيد جمال الحردان : جاد بدمه فكافؤه برصاصهم الغادر – أبو خالد الشامي

بواسطة قراءة 7378
الفقيد جمال الحردان : جاد بدمه فكافؤه برصاصهم الغادر – أبو خالد الشامي
الفقيد جمال الحردان : جاد بدمه فكافؤه برصاصهم الغادر – أبو خالد الشامي

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام  على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم .عرفته عن قرب عندما خالطته وعملت معه فوجدت ذلك الرجل الشهم الشجاع الكريم الحريص على طلب العلم الشرعي المتواضع الهادئ منبسط الوجه حسن الخلق إنه الأخ جمال محمود عبد الغني الحردان ( أبو عبد العزيز ) .

كانت بداية معرفتي به عندما طرق باب مسجد القدس مهجرا من مدينة البصرة في بداية الاحتلال وهذا حال معظم من أصابه البلاء من إخوتنا الفلسطينيين في العراق حيث كان المسجد هو ملاذهم وملجأهم . فما كان من أخينا الشيخ أيمن إلا أن احتضنه بعد معرفة قصته وأنه لا ملجأ له ولا بيت وكانت هذه عادة أخينا أيمن في تقديم يد العون لكل مصاب ومضطهد .

فأعانه ببعض المال لبناء مسكن له في المجمع السكني .كما كانت هنا ك بعض المساعدات من قبل بعض الأخوة المحسنين في المسجد , فما كان من الأخ إلا شمر عن ساعديه وبدأ ببناء بيته بيده وبجهده خطوة بعد خطوة مع ما كان يعمله لكسب قوت يومه بعرق جبينه غير معتمد على غيره وهذه كانت من صفاته حيث كان رجل عصامي فما أن أتم بناء بيته بعد جهد جهيد وأسكن إخوته مع أبيه الشيخ الكبير في هذا المنزل .

وبعد فترة من الزمن عرض عليه أحد الأخوة العمل في المسجد كحارس فما كان منه إلا أن استجاب . ومن هنا ازداد قربي منه فرأيته نعم الرجل المواظب على الصلاة  الدقيق في عمله الملتزم بمواقيت الحراسة ويشهد له كل من كان قريبا منه ، وكان يتصف بالكرم حيث كان يعمل لنا الشاي ويحضره لنا  لنستمتع بشربه عند باب المسجد .

جامع القدس

من صفاته الشهامة حيث عند مغادرتنا المسجد ليلا بعد صلاة العشاء والجو مظلم يخرج معنا بسلاحه والكاشف الضوئي لينير لنا الطريق ويبقى يراقبنا إلى أن ندخل المجمع .

الحريص على طلب العلم حيث كان مواظبا لحضور دروس المركز الثقافي في المسجد من علم الحديث والفقه وقراءة القران وكان متفاعلا مع هذه الدروس فرحا بحضوره . هذا غيض من فيض في سيرة هذا الرجل الذي يندر مثله في هذه الأزمان ، لما جمع الله له من صفات الشهامة والعصامية والتواضع وحب الخير ، فرحمه الله برحمته الواسعة وتقبله شهيدا في جنات الخلد .

الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان

ولو أردت الاستزادة لطال بنا المقام .ولكن لنذهب إلى أخر يوم من عمر هذا الرجل الشجاع الملتزم .ففي يوم 14/3/2007 وعندما داهمت قوة من مغاوير الداخلية المجمع الفلسطيني لاعتقال بعض الأخوة وقبل صلاة الظهر بقليل ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة الظهر ووقفت عند الباب الصغير الذي بجانب المكتبة فخرج الأخ العزيز الحبيب أبو عبد العزيز من جانبي وهو حامل سلاحه ليذهب إلى نقطة حراسته عند باب المسجد مشى بكل هدوء وسكينة  وكانت هذه آخر لحظات رؤيتي له فما هي إلا خطوات وانهالت عليه رصاصات الحقد الغدر والخيانة من عناصر المغاوير جاءته من خلف المسجد وأنا انظر إليه والرصاص يسقط على جسده الطاهر على رأسه وصدره بغتة وهو لا يدري وكانت المفاجأة قبل سقوطه وأنا انظر إليه رفع أصبعه السبابة مشيرا لكلمة التوحيد قبل أن يسقط على الأرض .

تلك الكلمة التي عاش عليها أخونا أبو عبد العزيز ومات عليها إن شاء الله ولا نزكي على الله أحدا.نسال الله أن يسكنه فسيح جناته مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين .لقد تبرع أخونا بدمه للشعب العراقي الجريح فما كان من هذه الفرقة الضالة إلا أن تجازيه برصاصات تستقر في جسده .

بعد مصرعه رحمه الله دخلت فرقة المغاوير المسجد وقامت باطلا ق النار العشوائي مع صيحات العبارات الطائفية وكادت أن تحدث مجزرة للمصلين داخل المسجد لولا أن من الله  علينا ببعض الأخوة الشجعان الذين تدخلوا في الوقت المناسب وأطلقوا  النار على القوة المهاجمة التي لاذت بالفرار كما هي عادتهم  هذا للتأريخ .

والحمد لله أولا وآخرا ، ورحم الله جميع شهدائنا وغفر لهم وأسكنهم العلى من الجنة .

الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان
 الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان
الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان
الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان
الفقيد جمال محمود عبد الغني الحردان

11/9/2008                            

 أبو خالد الشامي