حينما حلمت أنني ابن الرئيس !! - حلمٌ لـ : محمد ماضي

بواسطة قراءة 3870
حينما حلمت أنني ابن الرئيس !! - حلمٌ لـ : محمد ماضي
حينما حلمت أنني ابن الرئيس !! - حلمٌ لـ : محمد ماضي

حلمت اليوم حلما طار له عقلي فرحا ، وعانق الغمام، وداعب النجوم، فحلمي عالٍ جدا وسقفه غير محدود، حلم جميل يا ليتني ما استفقت منه، ويا ليتني قُبضت روحي وأنا أحلم به، فلربما كانت جنة الأرض تلك التي رأيت، والتي لطالما تمنيت، حلمي وقد حفظته بكل تفاصيله، بكل حيثياته، كل صغيرة وكبيرة، كل شاردة وواردة، حتى أدق التفاصيل، التي لم أكن أفكر فيها يوماً .

حلمي جدا خطير، لذلك سأخبركم به في صوتٍ هامسٍ، لعلني لا أوقد نيران الحرب علي، لعلني أتجنب الهجوم، ووو. حلمت اليوم أنني ... ابن الرئيس، رئيسنا ؟! .

حلمت أنني ابن الرئيس أسرح وأمرح متنقلاً بين الدول العربية والغربية، حلمت بوالدي الرئيس وهو يغدق علي من عطفه وحنانه، حبا طائلاً، ومشاريعاً أبوية غير محدودة، حلمت به، وهو يفكر بأبناء شعبه المثقل بالهموم، لا ينام الليل، ساهرا على أحوال الرعية، كيف لا وهو رئيس الجمهورية، ينادي ليل نهار بإعلانها في المحافل الدولية، حتى يعيش شعبه بأمن وأمان، وراحة واستجمام على شواطئ بحرنا الممنوع .

حلمت به كيف كانت حاله في حرب غزة، كان يذرع البيت جيئة وذهاباً، وهو يفكر بصوت عالٍ، كيف أنقذ شعبي، كيف أوقف العدوان، كيف أعيد البنيان، كيف أعيد الكرامة للفلسطيني الإنسان، هل أحرك جيشي وقوات الأمن المدربة على أيدي الجنرال (دايتون) لتحمي المستضعفين والولدان، أم أذهب بنفسي إلى مجرمي بني صهيون ,لأضع حداً لما يقومون به، هل أصفع هذا المجرم الصهيوني أمام الملأ، وأعلن إيقاف المفاوضات، وإلغاء جميع القرارات، التي التزمنا بها دوماً من جانب واحد !، فعل كل ما في وسعه والدي لكن الأمر فوق طاقته، وهاهو الآن يحاول إعادة إعمار القطاع بكل جهده لكن هنالك من لا يريد الإعمار، فهو مستعد لذلك وقادر، وأنا ابنه ، مستعد لأخذ جميع المقاولات، وعندي لذلك جميع الإمكانات، أطال الله في عمر والدي الحبيب ..!! .

والدي الرئيس رأيته في هذا المنام، وكيف حالته حينما يسمع عن ما جرى ويجري لفلسطينيي العراق، رأيته كيف يضرب رأسه بالحائط كلما سمع عن وقوع شهيد بإذن الله أو اعتقال برئ، يقيم الدنيا ولا يقعدها، يجري كافة الاتصالات مع الأخوة في أربيل وبغداد، فعلاقته بهم وثيقة، وسفيرنا في بغداد هناك يقوم باللازم على أكمل وجه، حتى أن والدي (الرئيس) حينما زار العراق قبل ثلاث سنوات، لم يذهب إلى بغداد ليقابل أهله الفلسطينيين في البلديات، فهو يعلم ان قلبه رقيق وسيجهش في البكاء، فنصحه الجميع بعدم الذهاب، فليس من شيم الرؤساء البكاء ..!! .

والدي الرئيس دائم التفكير بشعبه الجريح، فلا يظنن أحد أنه نسي شعبه في العراق وقبرص، وسوريا وعلى الحدود في الخيام، فهو يحاول بشتى السبل أن يوقف المؤامرة الصهيونية التي رسمت لهذا الشعب المسكين، فبعد أن عذب وقتل واعتقل وهرب، تحاول الصهيونية العالمية ومن وراءها الامبرالية، ان تشتت هذا الجمع الغفير من فلسطينيي العراق وتوطينهم في دول اللجوء والشتات، في محاولة لتمييع القضية، وإنساء هذا الشعب الهوية وقضية الأمة المصيرية، فهو يسعى دوماً لمنع تلك المحاولات الرامية لتوطين الفلسطينيين وتجنيسهم، بجنسية غير الجنسية الفلسطينية، فبتلك الجنسية سيعيش الشعب، نعم، لكن ستموت القضية، فليمت الشعب وتعيش القضية، فليمت الشعب من الجوع والذل والقهر والحقد ولكن لتعيش القضية، تلك القضية التي ملأت جيوب أناس وأغرقت آخرين في فقر مدقع، لا يهم، مادامت في مصب إحياء القضية .

حلمي واضح المعاني لا لبس فيه، فلن أذهب إلى كتب ابن سيرين ولن ابحث عن جهابذة المأولين، فما تحت الطاولة أمس غدا اليوم فوق الطاولة، ولا داعي للاستفاضة .

حلمي خطير جداً، فاكتموا ما سمعتم مني، يرحمكم الله، فلا أريد لأحد حتى لو أنا أن يعكر صفو الجمهورية، وأن يفقد للود قضية، لعلني أعيش ويعيش معي حلمي، إلا ان كانت حياتي موتا للقضية، حينها، فلأمت وتحيا القضية..فلنمت كلنا وتحيا القضية ! .

حلمي لم ينته بعد فالحلم كبير، والأمل بالله أكبر، في أن يتحقق وأكون ابنا للرئيس، حلمي أجزاؤه طويلة ومثيرة، فالحياة الرئاسية ليست كحياتنا الرتيبة، حياة مختلفة تتذوق فيها معنى القضية، فمن أراد أن يعيشها فللحلم أجزاء، وللحياة الرئاسية خفايا ! .

 

محمد ماضي

18/1/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"